0 / 0

أحب سور القرآن إلى الله .

السؤال: 322624

قرأت في موقع أن سورة الفلق أحب سور القرآن إلى الله تعالى، فهل هذا الكلام صحيح ؟ وإن لم يكن صحيحا، فهل هناك سورة من القرآن العظيم هي الأحب إلى الله تعالى ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا :

روى "النسائي" في "السنن الكبرى" (7791)، و"ابن حبان" في "صحيحه" (1842) عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ: أَقْرِئْنِي مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ أَوْ سُورَةِ هُودٍ قَالَ:  يَا عُقْبَةُ، اقْرَأْ بِقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، فَإِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ سُورَةً أَحَبَّ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَأَبْلَغَ عِنْدَهُ مِنْهَا، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ لَا تَفُوتَكَ، فَافْعَلْ  .

وقد صححه بطرقه الحافظ "ابن كثير" في "تفسيره" (8/ 533) : " فَهَذِهِ طُرُقٌ عَنْ عُقْبَةَ ، كَالْمُتَوَاتِرَةِ عَنْهُ، تُفِيدُ الْقَطْعَ عِنْدَ كَثِيرٍ مِنَ الْمُحَقِّقِينَ فِي الْحَدِيثِ " انتهى.

وانظر "مسند الإمام أحمد" (17341).

وهذا الحديث بوب عليه "النسائي" فقال : " ذِكْرُ فَضْلِ مَا يَتَعَوَّذُ بِهِ الْمُتَعَوِّذُونَ "، انتهى .

وبوب عليه "ابن حبان" فقال : " ذِكْرُ الْبَيَانِ بِأَنَّ قِرَاءَةَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ مِنْ أَحَبِّ مَا يَقْرَأُ الْعَبْدُ فِي صَلَاتِهِ إِلَى اللَّهِ جَلَّ وَعَلَا "، انتهى .

والظاهر أنه أراد أحب السور إلى الله في "التعوذ" خاصة ، لا في عموم القرآن .

والدليل على هذا ، ما ثبت عن عقبة بن عامر الجهنيّ ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  أنزل عليّ آيات لم ير مثلهنّ: قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ إلى آخر السّورة ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ إلى آخر السّورة   .

وعنه ، قال : اتّبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راكب ، فوضعت يدي على قدمه ، فقلت : أقرئني يا رسول الله سورة هود وسورة يوسف ، فقال :  لن تقرأ شيئا أبلغ عند الله من قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، وقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ  .

أخرجه "النّسائيّ" (953، 5439) ، و"الدّارميّ" (3314) .

ثانيًا :

لم يرد التصريح بأحب سورة إلى الله ، لكن أعظم سورة في القرآن ، هي سورة الفاتحة ، ولعل هذا مما يرجح كونها أحب السور إلى الله تعالى ، عن أبي سعيد بن المعلى قال : " مر بي النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أصلي فدعاني فلم آته حتى صليت ثم أتيت ، فقال :  ما منعك أن تأتي؟ فقلت : كنت أصلي ، فقال: ألم يقل الله :   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ   ؟ ، ثم قال : ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد ، فذهب النبي صلى الله عليه وسلم ليخرج من المسجد فذكرته ، فقال :    الحمد لله رب العالمين   هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته  ، رواه "البخاري" (4703).

وقد تضمنت سورة الفاتحة جميع علوم القرآن ومقاصده ، وذلك لأنها تشتمل على الثناء على الله – عز وجل – بأوصاف كماله وجلاله ، وتنزيهه عن جميع النقائص ، وإثبات تفرده بالإلهية ، وإثبات البعث والجزاء ، وذلك من قوله:  الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2)) إلى قوله : (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4)) .

وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها ، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته تعالى ، في قوله تعالى :  إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5)  ، وتشتمل على طريق السعادة الذي يدل عليه قوله تعالى :  اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6)  إذ معناه ، أنه لا تتم السعادة إلا بالسير على ذلك الصراط القويم ، فمن خالفه وانحرف عنه ، كان في شقاء مقيم .

وتشتمل كذلك على الوعد والوعيد من قوله : صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7) مع أن ذكر المغضوب عليهم ولا الضالين يشير أيضًا إلى نوع قصص القرآن .

انظر : "أسماء سور القرآن وفضائلها"، منيرة الدوسري (97)؛ "التحرير والتنوير" (1/ 133).

وقد ورد في سورة الإخلاص، ومحبة قراءتها حديث عَائِشَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ رَجُلًا عَلَى سَرِيَّةٍ، وَكَانَ يَقْرَأُ لِأَصْحَابِهِ فِي صَلاَتِهِمْ فَيَخْتِمُ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ:  سَلُوهُ لِأَيِّ شَيْءٍ يَصْنَعُ ذَلِكَ؟  ، فَسَأَلُوهُ، فَقَالَ: لِأَنَّهَا صِفَةُ الرَّحْمَنِ، وَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  أَخْبِرُوهُ أَنَّ اللَّهَ يُحِبُّهُ .

رواه البخاري (7375)، ومسلم (813).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:

" وهذا يقتضي أن ما كان صفة لله من الآيات فإنه يستحب قراءته، والله يحب ذلك، ويحب من يحب ذلك " انتهى، من "الفتاوى الكبرى" (6/328).

وينظر أيضا للفائدة: جواب السؤال رقم : (10022) .

والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android