تنزيل
0 / 0
69,73702/02/2020

تفسير قوله تعالى: (وعنبًا وقضبًا) .

السؤال: 322721

أريد تفسير قوله تعالى في سورة عبس : (وعنباً وقضباً)، إني أحتاج إلى تفسير (وقضباً)، هل هو هنا مقصود نبات الجت ـ البرسيم الحجازي ـ ،والاسم العلمي Medicago sativa L ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اختلف السلف في التعبير عن “القضب” ، وخلاصة أقوالهم : أنه نوع من “العلف” ، الذي يُقطع ثم ينمو . وشأن “البرسيم” كذلك ؛ أنه يقطع ثم ينمو؛ فلا مانع من أن يكون مرادا بالآية، وأحد أفراد عموم “القضب” ؛ لكن لا دليل على أنه المراد بذلك، دون غيره من أنواع “القضب” الذي يقطع ثم ينمو ، وتأكله الدواب.

وقد وردت عبارة السلف عن القضب كالآتي ؛ عن ابن عباس من طريق علي بن أبي طلحة : الفَصْفَصَة ، وعن قتادة من طريق سعيد : الفَصَافِص ، وعن الضحاك من طريق عبيد : الرَّطْبَةُ ، وعن الحسن من طريق يونس : العَلَفُ.

وقال ابن جرير : يعني بالقَضْب : الرَّطْبَةُ ، وأهل مكة يسمون القَتَّ : القَضْبَ.

وهذا يعني أن القضْبَ له أكثر من مسمَّى ، فعبَّر عنه كل واحد منهم بأحد أسمائه ، وهي : العَلَفُ ، والرَّطْبَةُ ، والقَتُّ ، وهو البَرْسِيمُ كذلك .

والظاهر هنا أن ما ورد عن السلف في ذلك، إنما هو على سبيل المثال لا التعيين في هذا الموضع ، فإن القضبَ يطلق على ما يُقْضَبُ من النبات ؛ أي : يُقطع ثم ينمو ، ويشمل ذلك أصنافًا كثيرة تشبه العلف في هذا الوصف ؛ كالجرجير والكرَّاث والنعناع ، وغيرها ، والله أعلم.

انظر: “تفسير جزء عم” مساعد الطيار : (56 – 57).

قال “الفراهي” في “مفردات القرآن” (370) : ” القَضْب : نبات يؤكل ناعمًا خَضِرًا ، ولذلك تسمى الرَّطْبَةُ قَضْبًا.

وهو بالفارسية: اِسْبسْت .

مِن: قَضَبَه : قَطَعه بصوت مشابه بتلفظ حروف “قضب” ، ويشبهه لفظ المَضغ.

والقَضْب ؛ جامع لكل ما يؤكل رَطْبًا ” ، انتهى .

وفي “المعجم الاشتقاقي المؤصل” (4/ 1801) : ” المعنى المحوري قطع شيء غَضّ لكنه ملتئم . كالأغصان المذكورة ، وأطراف العيدان التي تسقط .

ومن مادِّيِّ قطعِ الغضّ أيضًا: “قَضّب الكرْم – ض: قطع أغصانه وقضبانه في أيام الربيع “.

… وفي آية التركيب قال الفراء : “القَضْب: الرَطْبة من عَلَف الدواب . وفي [قر 19/ 221] هو القَتّ ( من علف الدواب ) ، والعَلَف ، وعن الحسن : سمي بذلك لأنه يُقضَب ، أيّ : يقطع بعد ظهوره مرة بعد مرة .

وعن ابن عباس هو الرُطَب (من التمر) ، لأنه يقضب من النخل ، ولأنه ذُكِر العنب قبله.

وقيل : يعني جميع ما يُقْضَب ، مثل القَتّ والكراث وسائر البقول التي تقطع فينبت أصلها “. اهـ “، انتهى .

وفي “التفسير الوسيط – مجمع البحوث” (10/ 1792) : ” (وَعِنَبًا وَقَضْبًا) أَي : عنبا يُتفكه به ، وقضبا ، أَي : علفا رطبا للدواب ، وقيده بذلك الخليل ، وقال : إذا جف : فهو التبن ، وسمى قضبا ، لأَنه يُقضب ، ويقطع مرة بعد أُخْرى كالبرسيم ونحوه.

وقيل : هو ما يقضب ليأْكله ابن آدم غضا كالبقول وبعض الخضروات”، انتهى .

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android