0 / 0

حديث : ( شموا النرجس ) لا يصح مرفوعًا وموقوفًا

السؤال: 330469

هل هذه المقولة : “تشمموا النرجس ولو مرة واحدة في العام؛ فإن في القلب حالة لا يزيلها إلا النرجس” للإمام علي بن أبي طالب صحيحة ؟

ملخص الجواب

حديث شموا النرجس لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا ، بل هو مكذوب مخترع على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فلا يجوز نشره ونسبته إليهما .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

ذكر هذا الأثر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كل من :

الراغب الأصبهاني في “محاضرات الأدباء” (2/ 600) قال : ” وقال أمير المؤمنين رضي الله عنه: تشمّموا النرجس ولو في اليوم مرة ، فإن في قلب الإنسان حالة لا يزيلها إلا شم النرجس ” انتهى.

وأبو الفتح الأبشيهي في “المستطرف في كل فن مستطرف” (ص: 279) قال : ” وقال علي كرم الله تعالى وجهه : تشمموا النرجس ولو في العام مرة ، فإن في قلب الإنسان حالة لا يزيلها إلا النرجس ” انتهى. 

وليس لهذا الأثر إسناد ، ولا نعلم له أصلاً في كتب السنة المسندة ، ولم يذكره أحد من أئمة الحديث ؛ ولذلك فهو أثر لا أصل له ، ولا تجوز نسبته لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه .

ثانيًا:

أخرج ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (14/ 36)، وابن الجزري في “مناقب الأسد الغالب علي بن أبي طالب” (ص: 49) وغيرهما عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم :  شموا النرجس فما منكم من أحد إلا وله شعرة بين الصدر والفؤاد من الجنون والجذام والبرص فما يذهبها إلا شم النرجس ، شموه ولو في العام مرة ، ولو في الشهر مرة ، ولو في الأسبوع مرة ، ولو في اليوم مرة   .

وقال ابن عساكر : ” هذا حديث منكر جدا ، وإسماعيل بن إسحاق لم يدرك حماد بن زيد ، وإنما يروي عن أصحابه ” انتهى. 

وذكره ابن الجوزي في “الموضوعات” (3/ 61) ، وقال : ” هَذَا حَدِيث مَوْضُوع ، وَمُحَمّد بن مسلمة قد ضعفه اللالكائى ، وَأَبُو مُحَمَّد الْخلال جدا ، وهناد ضَعِيف وَلَا أصل للْحَدِيث ” انتهى.

وقال السيوطي في “اللآلىء المصنوعة في الأحاديث الموضوعة” (2/ 232) : ” مَوْضُوع ؛ مُحَمَّد بْن مَسْلَمَةَ ضَعِيف وهَنَاد لَا يوثق بِهِ ” انتهى.

وقال الشوكاني في “الفوائد المجموعة” (ص: 196) : ” موضوع وله طرق وألفاظ ” انتهى.

والحاصل :

أن هذا الحديث لا يصح مرفوعًا ولا موقوفًا ، بل هو مكذوب مخترع على النبي صلى الله عليه وسلم ، وعلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، فلا يجوز نشره ونسبته إليهما .

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android