تنزيل
0 / 0

التعريف بكتاب : “وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى ” للسمهودي

السؤال: 333961

ما هي الدرجة العلمية لكتاب “وفاء الوفاء بأخبار المصطفى” للسمهودي ؟

ملخص الجواب

كتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى يتحدث عن أخبار المدينة المنورة ، والمسجد النبوي ؛ من حيث كونها دار الرسول صلى الله عليه وسلم ومقره ، فذكر الكتاب كل ما يتعلق بالمدينة الجليلة ، وكل ما يتعلق بمساكن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وبيّن الأحكام المتعلقة بها وغير ذلك ويتبين من سيرة المؤلف أنه تأثر بعقائد المتصوفة ؛ مما أدى إلى وقوعه في شيء من المخالفات العقدية التي سبق طرف منها .  وأن طالب العلم يستفيد من الكتاب في الجانب التاريخي المتعلق بالمدينة وتاريخها وخصائصها، وفضلها وفضل سكناها ونحو ذلك ، أما ما ذُكر فيه في باب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من الاستغاثة به وطلب العون منه ونحو ذلك فلا بد من الحذر منه .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا: التعريف بكتاب وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى 

كتاب : “وفاء الوفاء بأخبار دار المصطفى”  لعلي بن عبد الله بن أحمد الحسني الشافعي ، نور الدين أبو الحسن السمهودي (المتوفى: 911هـ) .

هو كتاب يتحدث عن أخبار المدينة المنورة ، والمسجد النبوي ؛ من حيث كونها دار الرسول صلى الله عليه وسلم ومقره ، فذكر الكتاب كل ما يتعلق بالمدينة الجليلة ، وكل ما يتعلق بمساكن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ، وبيّن الأحكام المتعلقة بها وغير ذلك .

وقد جاء هذا الكتاب في ثمانية أبواب :

الباب الأول : في أسماء المدينة المنورة ، وذكر أن لها أربعة وستين اسمًا .

الباب الثاني : في فضلها وخصائصها وفضل السكنى فيها ، وغير ذلك .

الباب الثالث : في أخبار سكانها في سالف الزمان ، ومقدم النبي صلى الله عليه وسلم إليها .

الباب الرابع : فيما يتعلق بأمور المسجد النبوي .

الباب الخامس : في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم في الأعياد ، وغير ذلك من المساجد .

الباب السادس : في آبارها وعيونها وغراسها وصدقاتها وغير ذلك .

الباب السابع : في أوديتها ، وأحمائها ، وبقاعها ، وجبالها ، وأعمالها ، ومضافاتها ، ومشهور ما في ذلك من المياه والأودية ، وضبط أسماء الأماكن المتعلقة بذلك .

الباب الثامن : في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم وأحكامها ، والأحاديث الواردة في ذلك .

وقد وقع المؤلف في هذا الباب في مخالفات عقدية ، منها :

أنه أجاز الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم ودعائه وطلب الشفاعة والإعانة منه ، فقال في (4/ 193) : ” اعلم أن الاستغاثة والتشفع بالنبي صلى الله عليه وسلم وبجاهه وبركته إلى ربه تعالى من فعل الأنبياء والمرسلين ، وسير السلف الصالحين ، واقع في كل حال ، قبل خلقه صلى الله تعالى عليه وسلم وبعد خلقه، في حياته الدنيوية ومدة البرزخ وعرصات القيامة ” انتهى.

وقال في (4/ 199) : ” خاتمة : في نُبَذٍ مما وقع لمن استغاث بالنبي صلى الله عليه وسلم أو طلب منه شيئا عند قبره ، فأعطي مطلوبه ونال مرغوبه ، مما ذكره الإمام محمد بن موسى بن النعمان في كتابة “مصباح الظلام ، في المستغيثين بخير الأنام” ” انتهى .

ثم ذكر تحته بعض الأخبار – التي لا خُطم لها ولا أزمَّة – عن بعض الصوفية الذين استغاثوا بالنبي صلى الله عليه وسلم فنالوا ما طلبوه !

وقد سبق في موقعنا أن الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم وطلب العون منه من الشرك الأكبر ، وذلك في عدة أجوبة منها : (200862).

ثانيًا: التعريف بمؤلف الكتاب ” السمهودي ” 

أما مؤلف الكتاب فهو المؤرخ : علي بن عبد الله بن أحمد بن علي بن عيسى الحسيني ، الملقب : نور الدين السمهودي ، القاهري ، الشافعي ، نزيل الحرمين الشريفين ، ويعرف بالشريف السمهودي.

ولد في صفر سنة أربع وأربعين وثمانمائة بسمهود ونشأ بها فحفظ القرآن ، والمنهاج في الفقه ، ولازم والده حتى قرأ عليه بحثًا مع شرحه للمحلى وشرح البهجة لكن النصف الثاني منه سماعًا ، وجمع الجوامع في أصول الفقه ، وغالب ألفية ابن مالك ، وقدم القاهرة مع والده ، وبمفرده غير مرة .

أولها سنة ثمان وخمسين ، ولازم اولا ” الشمس الجوهري ” في الفقه وأصوله، والعربية . وأكثر من ملازمة ” الشيخ المناوي ” وأخذ عنه الكثير من العلوم . وقرأ على ” النجم ابن قاضي عجلون ” بعض تصحيحه للمنهاج.

وقرأ على ” الشمس الشرواني ” شرح عقائد النسفي ، للتفتازاني ، وغير ذلك من العلوم .

ثم استوطن القاهرة إلى أن خرج إلى أداء فريضة الحج سنة سبعين وثمانمائة في البحر ، إلا أنه لم يتمكن من الحج في ذلك العام ، فجاور بمكة سنة إحدى وسبعين إلى أن أدى فريضة الحج .

ثم توجّه إلى المدينة المنورة فقطنها ، ولازم وهو فيها ” الشهاب الأبشيطي ” وحضر دروسه في “المنهاج” وغيره . وأذن له في التدريس. وأكثر من السماع بالمدينة المنورة على شيوخها ، وأخذ عنهم العلم الكثير .

ثم جلس للتدريس وانتفع به الكثيرون من الطلبة في الحرمين الشريفين ، وعمل للمدينة المنورة تاريخًا ، وصنف حاشية على إيضاح النووي في المناسك.

ثم توجه فزار بيت المقدس ، وعاد إلى القاهرة ، ثم رجع إلى المدينة المنورة ، فاستوطنها .

وظلّ في عمل متصل بين التصنيف ، والتدريس ، والتنقل من مكان إلى مكان حتى توفاه الله تعالى قريبا من سنة 911 ه أو 912 .

انتهى من “معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ” (2/ 265)

ويتبين من سيرة المؤلف أنه تأثر بعقائد المتصوفة ؛ مما أدى إلى وقوعه في شيء من المخالفات العقدية التي سبق طرف منها . 

والحاصل :

أن طالب العلم يستفيد من الكتاب في الجانب التاريخي المتعلق بالمدينة وتاريخها وخصائصها، وفضلها وفضل سكناها ونحو ذلك ، أما ما ذُكر فيه في باب زيارة النبي صلى الله عليه وسلم من الاستغاثة به وطلب العون منه ونحو ذلك فلا بد من الحذر منه .

والله أعلم. 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android