0 / 0

ما صحة حديث (من فطّر صائماً على طعام أو شراب من حلال صلت عليه الملائكة…)؟

السؤال: 337136

وجدت هذا الحديث في "المعجم الكبير" للطبراني، وأريد أن أعرف مدي صحته أو ضعفه: "حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ مَنْدَهِ الْأَصْبَهَانِيُّ، ثنا أَبُو حَفْصٍ عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ، ثنا الْفَضْلُ بْنُ قُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى طَعَامٍ، وَشَرَابٍ مِنْ حَلَالٍ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فِي سَاعَاتِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَصَلَّى عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)"، وكنت أريد أن أعرف لماذا أحاديث علي بن زيد ضعيفة؟ 

ملخص الجواب

حديث (من فطّر صائماً على طعام أو شراب من حلال صلَّتْ عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان ، وصلى عليه جبريل ليلة القدر) إسناده ضعيف من أجل علي ابن زيد بن جدعان؛ ضعفه أهل العلم لسوء حفظه ودخول الوهم والخطأ في حديثه، وينظر تفصيل ذلك في الجواب المطول.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث رواه البزار (2501)، والطبراني في "المعجم الكبير" (6162)، وغيرهما؛ عن الْحَسَن بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَنْ فَطَّرَ صَائِمًا عَلَى طَعَامٍ وَشَرَابٍ مِنْ حَلَالٍ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلَائِكَةُ فِي سَاعَاتِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَصَافَحَهُ جِبْرِيلُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ…  .

ورواه الطبراني في "المعجم الكبير" (6161)، وغيره؛ عن حَكِيم بْنِ خذامٍ، حدثنا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وهذا إسناد ضعيف من أجل علي بن زيد بن جدعان؛ ضعفه أهل العلم لسوء حفظه ودخول الوهم والخطأ في حديثه.

قال ابن حبان رحمه الله تعالى:

"علي بن زيد بن عبد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان. 

كان شيخًا جليلًا، وكان يهم في الأخبار، ويخطىء في الآثار حتى كثر ذلك في أخباره، وتبين فيها المناكير التي يرويها عن المشاهير، فاستحق ترك الاحتجاج به." انتهى من "المجروحين" (2 / 103).

وقال الذهبي رحمه الله تعالى:

"علي بن زيد بن جدعان صالح الحديث، قال حماد بن زيد: كان يقلب الأحاديث، وذكر شعبة: أنه اختلط، وقال أحمد: ليس بشيء، وقال أبو زرعة: ليس بقوي يهم ويخطئ، وقال أبو حاتم: لا يحتج به، وقال الدارقطني: لا يزال عندي فيه لين." انتهى من "المغني" (2 / 447).

والراويان عنه، وهما: الْحَسَن بْن أَبِي جَعْفَرٍ، ضعفه جمع من أهل العلم.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

"الحسن بن أبي جعفر الجفري، صالح خيِّر، ضعفوه." انتهى من"الكاشف" (1 / 322).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

"الحسن ابن أبي جعفر… ضعيف الحديث مع عبادته وفضله." انتهى من"تقريب التهذيب" (ص 159).

وكذا الراوي الآخر حَكِيمُ بْنُ خذامٍ.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

"حكيم بن خذام. عن ابن جدعان. 

قال أبو حاتم: متروك الحديث. وقال البخاري: منكر الحديث…" انتهى من "ميزان الاعتدال" (1 / 585).

ولذا نص أهل العلم على ضعف هذا الحديث.

قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:

"هذا حديث لا يصح، وليس يرويه إلا الحسن وحكيم.

فأما الحسن فتركه أحمد بن حنبل، وقال يحيى: ليس بشيء. وأما حكيم فقال أبو حاتم الرازي: هو متروك الحديث.

وقال ابن حبان: ولا أصل لهذا الحديث. وعلى بن زيد ليس بشيء." انتهى من "الموضوعات" (2 / 193).

وضعفه الشيخ الألباني في "السلسة الضعيفة" (3 / 503).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android