ما صحة الآثر المروي عن أمير المؤمنين رضي الله عنه قال: "من قرأ (قل هو الله أحد) عشر مرّة في دبر الفجر لم يتبعه في ذلك اليوم ذنب، وإنّه رغم أنف الشيطان"؟
ما صحة أثر (من قرأ “قل هو الله أحد” عشر مرات دبر صلاة الفجر لم يلحقه في ذلك اليوم ذنب؟
السؤال: 347450
ملخص الجواب
الأثر المروي عن علي رضي الله عنه أن من “قرأ قل هو الله أحد، عشر مرات في دبر صلاة الغداة، لم يصل إليه في ذلك اليوم ذنب، وإن جهد الشيطان” إسناده ضعيف وينظر تفصيل الكلام عن طرق هذا الأثر في الجواب المطول.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
هذا الأثر أخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" (30432)، وابن الضريس في "فضائل القرآن" (259)، (265)، من طريق إسرائيل، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم بن حجل الأزدي، عن رجل من قومه، عن علي رضي الله عنه، قال: "من "قرأ قل هو الله أحد" عشر مرات في دبر صلاة الغداة، لم يصل إليه في ذلك اليوم ذنب، وإن جهد الشيطان".
وإسناده ضعيف، فيه رجل لم يسم.
ويروى هذا الأثر من طريقين آخرين تالفين منكرين:
الأول: أخرجه الحسن الخلال في "فضائل سورة الإخلاص" (44)، من طريق محمد بن مناذر الشاعر، عن إسرائيل، عن الحجاج بن دينار، عن الحكم بن حجل، عن علي بن أبي طالب به.
وهذا الطريق تالف جدا، فيه " محمد بن مناذر الشاعر ".
ترجم له ابن حبان في "المجروحين" (2/271)، فقال: " كَانَ مَاجِنًا مظْهرا للمجون، لَا يجوز الِاحْتِجَاج بِهِ، سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ الْمُنْذر يَقُول سَمِعت عَبَّاس بن مُحَمَّد يَقُول سَمِعت يحيى بن معِين يَقُول، وَذكرت لَهُ شَيخا كَانَ يلْزم ابن عُيَيْنَة يُقَال لَهُ بن مناذر، فَقَالَ: أعرفهُ كَانَ يُرْسل العقارب فِي الْمَسْجِد الْحَرَام حَتَّى تلسع النَّاس، وَكَانَ يصب المداد فِي اللَّيْل فِي الْمَوَاضِع الَّتِي يَتَوَضَّئُونَ مِنْهَا حَتَّى يسود وُجُوه النَّاس، لَيْسَ يَروي عَنهُ رجل فِيهِ خير." انتهى.
الثاني: أخرجه ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (57/281)، من مروان بن سالم، عن الحجاج بن دينار عن الحكم بن جحل، قال: مر بنا علي أمير المؤمنين بعد صلاة الغداة، فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى صلاة الغداة ثم لم يتكلم حتى يقرأ "قل هو الله أحد" عشر مرات، لم يدركه ذلك اليوم ذنب، وأجير من الشيطان .
وإسناده تالف أيضا، فيه "مروان بن سالم الجزري".
قال الذهبي في "ميزان الاعتدال" (4/90): "قال أحمد وغيره: ليس بثقة، وقال الدارقطني: متروك، وقال البخاري، ومسلم، وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال أبو عروبة الحراني: يضع الحديث، وقال ابن عدي: عامة أحاديثه لا يتابعه الثقات عليه." انتهى.
ثانيا:
روي حديث في فضل قراءة سورة الإخلاص عشر مرات، دون تقييده بصلاة الصبح، مختلف في صحته.
أخرجه أحمد في "مسنده" (15610)، من حديث مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ .
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: إِذًا نَسْتَكْثِرَ يَا رَسُولَ اللهِ؟
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهُ أَكْثَرُ وَأَطْيَبُ .
والحديث أورده العقيلي في "الضعفاء الكبير" (2/96)، من مناكير زَبَّان بن فائد، وحسنه بطرقه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (589)، ومن أراد الاستزادة يمكنه مراجعة جواب السؤال رقم : (118152) .
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة