تنزيل
0 / 0

ما صحة الحديث القدسي :” إذا أنا ابتليت عبدا من عبادي مؤمنا فحمدني ..”؟

السؤال: 347809

يسأل عن صحة الحديث الذي رواه أحمد في مسنده: : (إنَّ اللَّهَ – عزَّ وجلَّ – يقولُ إذا أَنا ابتليتُ عبدًا مِن عبادي مؤمنًا فحمدَني علَى ما ابتليتُهُ فإنَّهُ يقومُ من مضجعِهِ ذلِكَ كيومِ ولدتهُ أمُّهُ منَ الخطايا، ويقولُ الرَّبُّ – تبارَكَ وتعالى- : أَنا قيَّدتُ عبدي وابتليتُهُ فأَجروا لهُ ما كنتُمْ تُجرونَ لهُ وَهوَ صحيحٌ ).

ملخص الجواب

حديث : ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا ، فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي ، وَابْتَلَيْتُهُ ، فَأَجْرُوا لَهُ كَمَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ ). الحديث حسن ، وبشواهده صحيح لغيره .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

الحكم على صحة الحديث 

الحديث أخرجه أحمد في "مسنده" (17118)، والطبراني في "المعجم الكبير" (7/297)، وأبو يعلى في "مسنده" كما في "المطالب العالية" (2454)، وابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/437)، جميعا من طريق إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ دَاوُدَ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ أَبِي الْأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ : " أَنَّهُ رَاحَ إِلَى مَسْجِدِ دِمَشْقَ وَهَجَّرَ بِالرَّوَاحِ ، فَلَقِيَ شَدَّادَ بْنَ أَوْسٍ وَالصُّنَابِحِيُّ مَعَهُ ، فَقُلْتُ: أَيْنَ تُرِيدَانِ يَرْحَمُكُمَا اللهُ؟ قَالَا: نُرِيدُ هَاهُنَا إِلَى أَخٍ لَنَا مَرِيضٍ نَعُودُهُ . فَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا حَتَّى دَخَلَا عَلَى ذَلِكَ الرَّجُلِ ، فَقَالَا لَهُ: كَيْفَ أَصْبَحْتَ؟ قَالَ: أَصْبَحْتُ بِنِعْمَةٍ . فَقَالَ لَهُ شَدَّادٌ: أَبْشِرْ بِكَفَّارَاتِ السَّيِّئَاتِ وَحَطِّ الْخَطَايَا ، فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِنِّي إِذَا ابْتَلَيْتُ عَبْدًا مِنْ عِبَادِي مُؤْمِنًا ، فَحَمِدَنِي عَلَى مَا ابْتَلَيْتُهُ ، فَإِنَّهُ يَقُومُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ مِنَ الْخَطَايَا ، وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ: أَنَا قَيَّدْتُ عَبْدِي ، وَابْتَلَيْتُهُ ، فَأَجْرُوا لَهُ كَمَا كُنْتُمْ تُجْرُونَ لَهُ وَهُوَ صَحِيحٌ  .

والحديث إسناده حسن ، صحيح لغيره .

والإسناد ليس فيه إشكال سوى راويين :

الأول : إسماعيل بن عياش .

وثقه ابن معين كما في "تاريخ الدوري" (5032) ، وضعفه النسائي في "الضعفاء والمتروكين" (34) .

والراجح أنه مستقيم الحديث إذا حدث عن أهل الشام ، وإن حدث عن غيرهم أخطأ .

قال علي بن المديني كما في "سؤالات ابن أبي شيبة" (233) :" كَانَ يوثق فِيمَا روى عَن أَصْحَابه أهل الشَّام ، فَأَما مَا روى عَن غير أهل الشَّام فَفِيهِ ضعف ". اهـ

وقال الإمام أحمد كما في "الكامل" (1/472) لابن عدي :" ما روى عن الشاميين صحيح ، وما روى عن أهل الحجاز فليس بصحيح " انتهى.

وقال البخاري في "التاريخ الكبير" (1/369) :" ما روى عَنِ الشاميين فهو أصح " انتهى.

وقال ابن عدي في "الكامل" (1/488) :" حديثه عن الشاميين إذا روى عنه ثقة فهو مستقيم الحديث ، وفي الجملة إسماعيل بن عياش ممن يكتب حديثه ويحتج به في حديث الشاميين خاصة " انتهى.

والراوي عنه هنا من أهل الشام .

قال ابن معين كما في "سؤالات الجنيد" (629) :" صنعاء قرية من قرى الشام ، منها راشد ابن داود ، وأبو الأشعث الصنعاني ، وحنش ، ليس صنعاء اليمن " انتهى.

وقد اتُّهم إسماعيل بن عياش بالتدليس، كما في "طبقات التدليس" لابن حجر (68) .

لكنه هنا صرح بالتحديث في رواية ابن عساكر في "تاريخ دمشق" (22/437)، (26/177) ، (73/155) .

الثاني : راشد بن داود الصنعاني .

وأما " راشد بن داود الصنعاني "، فقد وثقه ابن معين كما في "سؤالات الجنيد"(627)، وضعفه الدارقطني كما في "سؤالات البرقاني"(157) .

ولعل الأقرب أنه حسن الحديث ما لم ينفرد أو يخالف ، ولذا قال فيه ابن حجر في "التقريب" (1853) :" صدوق له أوهام " انتهى.

والحديث صححه ابن كثير في "جامع المسانيد والسنن" (4/205)، وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (4/144):" وهذا إسناد حسن ، رجاله ثقات، وفي راشد بن داود الصنعاني كلام يسير لا ينزل حديثه عن رتبة الحسن ، وقد أشار الحافظ إلى ذلك بقوله فيه: " صدوق له أوهام " انتهى.

والحديث له شواهد عدة يرتقي بها إلى درجة الصحيح لغيره .

ويشهد للشق الأول من الحديث ما يلي :

ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (5640)، ومسلم في "صحيحه" (2572)، من حديث عائشة رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  مَا مِنْ مُصِيبَةٍ تُصِيبُ المُسْلِمَ إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا عَنْهُ ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا  .

وما أخرجه البخاري في "صحيحه" (5641) ، ومسلم في "صحيحه" (2573) ، من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  مَا يُصِيبُ المُسْلِمَ ، مِنْ نَصَبٍ وَلاَ وَصَبٍ ، وَلاَ هَمٍّ وَلاَ حُزْنٍ وَلاَ أَذًى وَلاَ غَمٍّ ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا ، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ   .

وما أخرجه مسلم في "صحيحه" (2571) ، من حديث ابن مسعود ، قَالَ:" دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُوعَكُ ، فَمَسِسْتُهُ بِيَدِي ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّكَ لَتُوعَكُ وَعْكًا شَدِيدًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  أَجَلْ إِنِّي أُوعَكُ كَمَا يُوعَكُ رَجُلَانِ مِنْكُمْ   قَالَ: فَقُلْتُ: ذَلِكَ أَنَّ لَكَ أَجْرَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  أَجَلْ  ،  ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   مَا مِنْ مُسْلِمٍ يُصِيبُهُ أَذًى مِنْ مَرَضٍ ، فَمَا سِوَاهُ إِلَّا حَطَّ اللهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ ، كَمَا تَحُطُّ الشَّجَرَةُ وَرَقَهَا  .

ويشهد للشق الثاني من الحديث ما يلي :

ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (2996) ، من حديث أبي موسى، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا  .

وما أخرجه أحمد في "مسنده" (6482) ، من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:  مَا أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ يُصَابُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَدِهِ إِلَّا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمَلَائِكَةَ الَّذِينَ يَحْفَظُونَهُ فَقَالَ: اكْتُبُوا لِعَبْدِي فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ، مَا كَانَ يَعْمَلُ مِنْ خَيْرٍ، مَا كَانَ فِي وِثَاقِي  .

والحديث صححه الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1232) .

فمما سبق يتبين أن الحديث حسن ، وبشواهده صحيح لغيره .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android