0 / 0
29,64119/12/2021

معنى قوله تعالى: (وسبح بالعشي والإبكار).

السؤال: 358543

قال اللهُ تعالى:  وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالإبْكَارِ، ما هو المقصود بالتسبيح في الآية، هل هي الصلاة أم التسبيح اللفظي كقول (سبحان الله وبحمده)؟

الجواب

أولًا :

معنى العَشِيّ والإبكار

وردت هذه الآية في حديث الله سبحانه عن زكريا عليه السلام : قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزًا وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ  آل عمران/ 41.

ومعناها :

أولًا :

ذكر أهل التفسير في معنى العشي والإبكار أن العشي: آخر النهار، وهو ميل الشمس حتى تغرب، والإبكار: الصباح وأول الفجر، من طلوع الفجر إلى الضحى،  قال مجاهد: " الإبكار: أول الفجر، والعشي: ميل الشمس حتى تغيب" انتهى من "جامع البيان"(5/ 392).

ثانيًا :

المراد بالتسبيح في آية: وسبح بالعشي والإبكار

أما المراد بالتسبيح هنا ، فذكر أهل التفسير أقوالًا :

1- أن المراد الصلاة .

قال الواحدي : "وقوله تعالى: وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ أي: صَلِّ لله تعالى. والصلاة تُسَمَّى تسبيحًا ، لأن الصلاة يُوَحَّد فيها الله تعالى، وُينَزَّه، ويُوصف بكلِّ ما يُبَرِّئه من السوء "، انتهى من "التفسير البسيط"(5/ 242).

وقال البغوي : "قيل: المراد بالتسبيح الصلاة، والعشي: ما بين زوال الشمس إلى غروب الشمس، ومنه سمي صلاة الظهر والعصر: صلاتي العشي، والإبكار ما بين صلاة الفجر إلى الضحى"، انتهى من"تفسير البغوي"(2/36).

وقال ابن الجوزي: " قوله تعالى: وَسَبِّحْ قال مقاتل: صل. قال الزجاج: يقال: فرغت من سُبحتي، أي: من صلاتي. وسمّيت الصلاة تسبيحاً، لأن التسبيح تعظيم الله، وتبرئته من السوء، فالصلاة يوصف فيها بكل ما يبرئه من السوء" انتهى من "زاد المسير" (1/281).

ورجحه الرازي لوجوه ، قال: " في قوله وسبح قولان :

أحدهما: المراد منه: وصل؛ لأن الصلاة تسمى تسبيحًا، قال الله تعالى: (فسبحان الله حين تمسون).

وأيضا: الصلاة مشتملة على التسبيح، فجاز تسمية الصلاة بالتسبيح.

وهاهنا الدليل دل على وقوع هذا المحتمل وهو من وجهين:

الأول: أنا لو حملناه على التسبيح والتهليل: لم يبق بين هذه الآية وبين ما قبلها وهو قوله : (واذكر ربك) فرق، وحينئذ يبطل؛ لأن عطف الشيء على نفسه غير جائز .

والثاني: وهو أنه شديد الموافقة لقوله تعالى: (أقم الصلاة طرفي النهار).

وثانيهما: أن قوله (واذكر ربك): محمول على الذكر باللسان"، انتهى من"تفسير الرازي"(8/ 216).

2- أنَّ المراد به الذكر باللسان .

قال ابن عطية: "وقوله تعالى: (وَسَبِّحْ) معناه: قل سبحان الله، وقال قوم معناه: صلِّ.

والقول الأول أصوب؛ لأنه يناسب الذكر، ويُستغرب مع امتناع الكلام مع الناس".

انتهى من"المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز"(1/432).

وقال ابن كثير: "ثم أمر بكثرة الذكر والشكر والتسبيح في هذه الحال"، انتهى من"تفسير ابن كثير" (2/ 39).

وظاهر صنيع الطبري أنَّه ذكر قولًا يجمع بين القولين، وهو أنَّ المقصود بالتسبيح العبادة : " وأما قوله: وسَبِّح بالعَشِيِّ [آل عمران: 41] فإنه يعني: عظم ربك بعبادته بالعشي".

انتهى من"تفسير الطبري"(5/391).

وهو قول ظاهر، متجه؛ جامعٌ للقولين جميعًا .
والله أعلم 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android