الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الحمد لله وحده، الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، خاتم الأنبياء، وعلى أخيه عيسى ابن مريم، وعلى سائر أنبياء الله ورسله الكرام .
وبعد، فلقد سررنا كل السرور، أيتها السائلة الكريمة، برسالتك يظهر منها صدق العاطفة، والرغبة الحقيقية في الوصول إلى نور الهداية، ونسأل الله برحمته التي وسعت كل شيء أن يوفقنا جميعا لما فيه خيرنا وخيرك في الدنيا والآخرة، وأن يشرح صدرك بنور الإيمان والهدى للدين الحق.
وأما حال التيه والحيرة، حال "الغيبوبة التامة" التي تشعرين بها، تشعرين أنك تعيشين فيها؛ فنحن نقدر لك هذا الشعور الجليل، الكبير، ونفهمه، ونتفهمه؛ إنها حالة من شعور القلب بحرمانه من "نور الحقيقة"، شعور القلب بالتيه، لأن الله لم يرشده، ولم يبصره، ولم يهده، شعور القلب بالحيرة، لأن الله لم يشرح صدره، بعد، للحق، ولم يثبته.
إن: التيه … الحيرة … الغيبوبة … التي تصفين: هي ذلك القلق الذي يبعث من خاف لقاء ربه، وخاف على مصيره، ولم يرض بالظلام الذي ولد فيه، وما زال يحياه، لم يرض أن يبقى بقية عمره عليه؛ فدفعه، كما دفعك الآن: للبحث عن الحقيقة الخالصة، والنور الهادي …
لعلك قد سمعت بسلمان الفارسي، ذلك العالم الجليل، سليل الأكابر، وابن فارس، الذي هداه الله إلى نور الإسلام، وآمن بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، واتبعه على دينه الجديد … ؛ اتبعه وقد كان عظيما في بلده، اتبعه بعدما تقلب في الأديان التي عرفها، وما زالت همته العالية، وحرصه على الحقيقة الخالصة، يأبيان له أن يرضى بالسهل القريب، أن يحول بينه وبين الحقيقة؛ فلو كانت تلك الحقيقة في السماء؛ إذا لصعدها، ليصل إليها، ويتهنأ بها.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رضي الله عنه قَالَ: " كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، إِذْ نَزَلَتْ عَلَيْهِ سُورَةُ الْجُمُعَةِ، فَلَمَّا قَرَأَ: وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ الجمعة/ 3 قَالَ رَجُلٌ: مَنْ هَؤُلَاءِ، يَا رَسُولَ اللهِ ؟
فَلَمْ يُرَاجِعْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [يعني: لم يجب عن سؤاله]، حَتَّى سَأَلَهُ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا.
قَالَ: وَفِينَا سَلْمَانُ الْفَارِسِيُّ قَالَ: فَوَضَعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ عَلَى سَلْمَانَ، ثُمَّ قَالَ: لَوْ كَانَ الْإِيمَانُ عِنْدَ الثُّرَيَّا، لَنَالَهُ رِجَالٌ مِنْ هَؤُلَاءِ .
رواه البخاري (4897) ومسلم (2546)
ونحن ندعوك إلى أن تقرئي قصة إسلام سلمان الفارسي
وينظر للفائدة أيضا: جواب السؤال رقم (154022) ورقم (145589)
أتعلمين ما المثل الذي ضرب رب العالمين في القرآن الكريم، لمن أشرك به سبحانه، وحرم نور الهداية والتوحيد؟
قال الله تعالى: ( وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ) الحج/31؛ كأنما كان في السماء، في أعلى مكان يمكنه أن يبلغه؛ ثم إنه : ( خر ) : سقط، ووقع، وفي طريقه للسقوط: تخطفته الطيور الجارحة في السماء، تريد أن تنهشه، وتتقطع جلده، وأعضاءه، تخطفته الشياطين في كل ناحية من نواحي الضلال، والشرك، والفساد…، أو طوحته الرياح بعيدا… بعيدا، فراح في واد سحيق؛ بعيد كل البعد !!
ومن ولد في بيئة مشركة، يهودية، أو نصرانية، أو مجوسية، فأراد الله به الخير والهدى؛ لا بد أن يشعر بتلك الحيرة، بتلك النفرة من "غيبوبته" عن الحقيقة، بذلك الضيق من الظلمات التي لبث فيها دهره كله ؛ ليبدأ رحلته، نحو "النور" الجديد. قال الله تعالى: اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة النور/35.
وقال سبحانه: فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ الأنعام/125
يخاطب رب العالمين أهل الكتاب، على وجه خاص؛ اليهود والنصارى، ويقول لهم: إن النور الذي يهدي إليه، والطريق الموصل إليه : هو هذا الذي جاء النبي الخاتم، محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم:
يَاأَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ * لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَنْ يَمْلِكُ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ الْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ سورة المائدة/16-17
يا أمة الله ؛ إن أساس الدين الذي يتدين به العباد لربهم، وأساس الإيمان برب العالمين، ومالك الملك : أن نعلم علم اليقين، ونؤمن بأن هذا الرب : إله واحد ؛ لا ولد له، ولا زوجة له، ولا ند له، ولا شريك له في ملكه وسلطانه ؛ وهذه القضية الكبرى تلخصها سورة قليلة الكلمات في كتاب الله الكريم، لكنها تحوي ذلك المعنى العظيم، وهي تسمى عندنا : "سورة الإخلاص"، قال الله تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ .
وهذا المعنى العظيم الجليل : مغروس في فطر بني آدم، إذا تركت على حالها التي فطرها الله عليها، من غير إفساد لها بالتعاليم الباطلة !!
وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ شُرَكَاءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَوَاءٌ تَخَافُونَهُمْ كَخِيفَتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ * بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ نَاصِرِينَ * فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ سورة الروم /27-31.
إن الله تعالى قد خلق عباده، وغرس فيهم الفطرة النقية التي يحبها، فطرة التوحيد الخالص، فطرة الملة الحنيفية ؛ ولو أنهم تركوا على هذه الخلقة الأصلية، لما أشركوا ؛ لكن شياطين الإنس والجن تخطفتهم عن ذلك الصراط المستقيم، ورمت بهم في ظلمات الشرك، والملل المتعرجة عن صراط الله المستقيم.
قال الله تعالى، في حديثه القدسي ـ ليس هذا النص من آيات القرآن الكريم، وإنما هو وحي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم ـ : .. وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ، وَإِنَّهُمْ أَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ، وَحَرَّمَتْ عَلَيْهِمْ مَا أَحْلَلْتُ لَهُمْ، وَأَمَرَتْهُمْ أَنْ يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا .
إن كل من يؤمن بالله جل جلاله، من أهل الأديان والملل : يعلم أن الله ـ الله وحده ـ هو الذي خلق الخلق كله، وهو مالك الملك كله، لم يساعده أحد في خلق الخلق، فالله : قوي، ؛ لم يشاركه في ملكه أحد ؛ فالله غني. هو الله الواحد القهار ؛ فكيف يكون المخلوق الضعيف، شريكا للمالك الخالق القوي، الواحد القهار ؟!
قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ سورة الرعد/16.
إن الترتيب الطبيعي في ذرية بني آدم : أن يتزوج الرجل، لأنه محتاج إلى الزوجة، وهي كذلك محتاجة إليه، إن الدافع الغريزي عند الجنسين : هو الحاجة الدافعة لهما : لأن يقترنا، ويتزوجا…
والرغبة في "البقاء" و"الاستمرار"، و"الوراثة"، "والتقوِّي" : هي دوافع الوالد، لأن يحرص على أن يكون له ولد !!
والله جل جلاله : حي لا يموت، قيوم لا ينام..
والله جل جلاله : باق، أزلا، وأبدا، منزه عن معاني الفناء، والزوال : سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة الحديد/1-3 ؛ هو الأول : فليس قبله شيء، وهو الآخر : فليس بعده شيء.
هو الظاهر : فليس فوقه شيء، وهو الباطن : فليس دونه، ولا أقرب منه شيء.
والله جل جلاله : هو القوي المهيمن على أمر كونه، هو الكبير المتعال ؛ هو الغني، فلا يحتاج إلى غيره، فالحاجة ضعف، لا يليق بالإله.
إن كل من يبحث عن "الولد"، إنما يبحث عنه : لحاجته إلى ذلك الولد.
حاجته المادية، أو حاجته النفسية، حاجته إذا كبر، وضعف من أثر السنين، حاجته لأن يستمر نوعه، ويبقى نسله، وذكره : إذا مات.
والله غني عن أن يحتاج إلى أحد، إن الخالق : لا يحتاج إلى مخلوقه.
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ سورة البقرة/255
إن من يبحث عن الولد، لا بد أن تكون له زوجة.
والله جل جلاله : منزه عن أن يحتاج إلى "زوجة" :
بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ سورة الأنعام/101.
والصاحبة : هي الزوجة.
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (232218) ورقم (238889).
إن التوحيد الخالص لله جل جلاله : هو دين الأنبياء جميعا، وهي ملة إبراهيم أبي الأنبياء، ووصيته لأبنائه من بعده :
وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ * وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَابَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمُ الدِّينَ فَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ سورة البقرة/130-133
وقد أخبر الله جل جلاله: أن الخلائق كلهم، وأولهم ملائكته المقربون، وأنبياؤه المرسلون، وفيهم نبيه ورسوله، وروحه وكلمته: عيسى ابن مريم عليه السلام = كلهم جميعا يدينون لله بالوحدانية، ويبرؤون من الشرك، والقول بالصاحبة والولد، ولا يستكبرون عن عبادته وتوحيده سبحانه:
يَاأَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا * لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا * فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَلَا يَجِدُونَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا النساء/171-173
وسوف يأتي عيسى ابن مريم عليه السلام ليشهد على من عبدوه، وأشركوا به، يوم القيامة، ويتبرأ منهم، ومن عبادتهم، ومن شركهم:
وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَاعِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ * مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ * إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ * قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ المائدة/116-120
وينظر للفائدة: جواب سؤال (توحيد الله هو رسالة عيسى والأنبياء جميعا)
وحينئذ؛ فما الذي يصد العقل السليم، والفطرة المستقيمة عن دين ن كل ما فيه إنما هو دعوة إلى إفراد الله بالعبادة، والتعلق به وحده سبحانه، والدعوة إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم ؟!
اسمعي، يا أمة الله، إلى هذا الحوار بين رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، هرب من أذى الكفار، وهاجر مع مجموعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، إلى بلاد الحبشة، وقد كان ملكها نصرانيا، عاقلا، عادلا، لا يظلم أحد بأرضه، فقال له هذا الصحابي – جعفر بن أبي طالب – وهو ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم –يعرفه خلاصة دين الإسلام :
" أَيُّهَا الْمَلِكُ، كُنَّا قَوْمًا أَهْلَ جَاهِلِيَّةٍ نَعْبُدُ الْأَصْنَامَ، وَنَأْكُلُ الْمَيْتَةَ، وَنَأْتِي الْفَوَاحِشَ، وَنَقْطَعُ الْأَرْحَامَ، وَنُسِيءُ الْجِوَارَ، يَأْكُلُ الْقَوِيُّ مِنَّا الضَّعِيفَ، فَكُنَّا عَلَى ذَلِكَ حَتَّى بَعَثَ اللهُ إِلَيْنَا رَسُولًا مِنَّا، نَعْرِفُ نَسَبَهُ، وَصِدْقَهُ، وَأَمَانَتَهُ، وَعَفَافَهُ، فَدَعَانَا إِلَى اللهِ لِنُوَحِّدَهُ، وَنَعْبُدَهُ، وَنَخْلَعَ مَا كُنَّا نَعْبُدُ نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِنْ دُونِهِ مِنَ الحِجَارَةِ وَالْأَوْثَانِ، وَأَمَرَنَا بِصِدْقِ الْحَدِيثِ، وَأَدَاءِ الْأَمَانَةِ، وَصِلَةِ الرَّحِمِ، وَحُسْنِ الْجِوَارِ، وَالْكَفِّ عَنِ الْمَحَارِمِ وَالدِّمَاءِ، وَنَهَانَا عَنِ الْفَوَاحِشِ، وَقَوْلِ الزُّورِ، وَأَكْلِ مَالَ الْيَتِيمِ، وَقَذْفِ الْمُحْصَنَةِ، وَأَمَرَنَا أَنْ نَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ لَا نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَأَمَرَنَا بِالصَّلاةِ، وَالزَّكَاةِ، وَالصِّيَامِ، قَالَ : فَعَدَّدَ عَلَيْهِ أُمُورَ الْإِسْلامِ. فَصَدَّقْنَاهُ وَآمَنَّا بِهِ وَاتَّبَعْنَاهُ عَلَى مَا جَاءَ بِهِ، فَعَبَدْنَا اللهَ وَحْدَهُ، فَلَمْ نُشْرِكْ بِهِ شَيْئًا، وَحَرَّمْنَا مَا حَرَّمَ عَلَيْنَا، وَأَحْلَلْنَا مَا أَحَلَّ لَنَا.
فَعَدَا عَلَيْنَا قَوْمُنَا، فَعَذَّبُونَا وَفَتَنُونَا عَنْ دِينِنَا لِيَرُدُّونَا إِلَى عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ مِنْ عِبَادَةِ اللهِ، وَأَنْ نَسْتَحِلَّ مَا كُنَّا نَسْتَحِلُّ مِنَ الخَبَائِثِ. فَلَمَّا قَهَرُونَا وَظَلَمُونَا، وَشَقُّوا عَلَيْنَا، وَحَالُوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ دِينِنَا، خَرَجْنَا إِلَى بَلَدِكَ، وَاخْتَرْنَاكَ عَلَى مَنْ سِوَاكَ، وَرَغِبْنَا فِي جِوَارِكَ، وَرَجَوْنَا أَنْ لَا نُظْلَمَ عِنْدَكَ أَيُّهَا الْمَلِكُ.
فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : هَلْ مَعَكَ مِمَّا جَاءَ بِهِ عَنِ اللهِ مِنْ شَيْءٍ؟
فَقَالَ لَهُ جَعْفَرٌ : نَعَمْ.
فَقَالَ لَهُ النَّجَاشِيُّ : فَاقْرَأْهُ عَلَيَّ.
فَقَرَأَ عَلَيْهِ صَدْرًا مِنْ ( كهيعص )، قَالَتْ : فَبَكَى وَاللهِ النَّجَاشِيُّ حَتَّى أَخْضَلَ لِحْيَتَهُ، وَبَكَتْ أَسَاقِفَتُهُ حَتَّى أَخْضَلُوا مَصَاحِفَهُمْ حِينَ سَمِعُوا مَا تَلا عَلَيْهِمْ.
ثُمَّ قَالَ النَّجَاشِيُّ : إِنَّ هَذَا وَالَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى لَيَخْرُجُ مِنْ مِشْكَاةٍ وَاحِدَةٍ !! انْطَلِقَا، فَوَاللهِ لَا أُسْلِمُهُمِ إلَيْكُمِ أبَدًا، وَلا أُكَادُ.
قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : فَلَمَّا خَرَجَا مِنْ عِنْدِهِ، قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ : وَاللهِ لأنَبِّئَنَّهُمْ غَدًا عَيْبَهُمْ عِنْدَهُمْ، ثُمَّ أَسْتَأْصِلُ بِهِ خَضْرَاءَهُمْ.
قَالَتْ : فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي رَبِيعَةَ – وَكَانَ أَتْقَى الرَّجُلَيْنِ فِينَا -: لَا تَفْعَلْ فَإِنَّ لَهُمِ أرحاما، وَإِنْ كَانُوا قَدْ خَالَفُونَا. قَالَ : وَاللهِ لأخْبِرَنَّهُ أَنَّهُمْ يَزْعُمُونَ أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَبْدٌ.
قَالَتْ : ثُمَّ غَدَا عَلَيْهِ الْغَدَ. فَقَالَ لَهُ : أَيُّهَا الْمَلِكُ ! إِنَّهُمْ يَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ قَوْلًا عَظِيمًا، فَأَرْسِلِ إلَيْهِمْ فَاسْأَلْهُمْ عَمَّا يَقُولُونَ فِيهِ ؟!
قَالَتْ : فَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ يَسْأَلُهُمْ عَنْهُ. قَالَتْ : وَلَمْ يَنْزِلْ بِنَا مِثْلُهُ.
فَاجْتَمَعَ الْقَوْمُ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : مَاذَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى إِذَا سَأَلَكُمْ عَنْهُ ؟
قَالُوا : نَقُولُ وَاللهِ فِيهِ مَا قَالَ اللهُ، وَمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا، كَائِنًا فِي ذَلِكَ مَا هُوَ كَائِنٌ !!
فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ، قَالَ لَهُمْ : مَا تَقُولُونَ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؟
فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : نَقُولُ فِيهِ الَّذِي جَاءَ بِهِ نَبِيُّنَا : هُوَ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، وَرُوحُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ الْعَذْرَاءِ الْبَتُولِ.
قَالَتْ : فَضَرَبَ النَّجَاشِيُّ يَدَهُ إِلَى الْأَرْضِ، فَأَخَذَ مِنْهَا عُودًا، ثُمَّ قَالَ : مَا عَدَا عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ مَا قُلْتَ هَذَا الْعُودَ !!
فَتَنَاخَرَتْ بَطَارِقَتُهُ حَوْلَهُ حِينَ قَالَ مَا قَالَ.
فَقَالَ : وَإِنْ نَخَرْتُمْ وَاللهِ !!
اذْهَبُوا فَأَنْتُمْ سُيُومٌ بِأَرْضِي – وَالسُّيُومُ: الْآمِنُونَ – مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، ثُمَّ مَنْ سَبَّكُمْ غُرِّمَ، فَمَا أُحِبُّ أَنَّ لِي دَبْرًا ذَهَبًا، وَأَنِّي آذَيْتُ رَجُلًا مِنْكُمْ – وَالدَّبْرُ بِلِسَانِ الْحَبَشَةِ: الْجَبَلُ – رُدُّوا عَلَيْهِمَا هَدَايَاهُمَا، فَلا حَاجَةَ لَنَا بِهَا، فَوَاللهِ مَا أَخَذَ اللهُ مِنِّي الرِّشْوَةَ حِينَ رَدَّ عَلَيَّ مُلْكِي، فَآخُذَ الرِّشْوَةَ فِيهِ، وَمَا أَطَاعَ النَّاسَ فِيَّ، فَأُطِيعَهُمْ فِيهِ " رواه أحمد في " المسند " (3/ 266) بإسناد حسن.
لا تتأخري، يا أمة الله، في اتخاذ قرارك؛
لا تتأخري قبل أن يفلت من عينيك شعاع الشمس التي أشرقت من جديد..
لا تتأخري، قبل أن يفلت منك أول الطريق،
سارعي إلى ربك، واتخذي قرارك، واتركي عنك دين الآباء والأجداد، واسمعي مقالة نبي الله يوسف عليه سلام، لأصحابه وهو في السجن:
إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَهُمْ بِالْآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ * وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَائِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَنْ نُشْرِكَ بِاللَّهِ مِنْ شَيْءٍ ذَلِكَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ * يَاصَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ * مَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا أَسْمَاءً سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ يوسف/37-40
وليس بينك وبين الإسلام: إلا أن تنطقي بالشهادتين: أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، ثم تشهدين أيضا : أن عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم، وروح منه.
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم (324751) ورقم (238889)
ونوصيك أن تحفظي هذا الدعاء العظيم الجليل، وتكثري من اللجوء إلى رب العالمين، وأرحم الراحمين، والافتقار إليه، وادعي ربك بهذا الدعاء الذي كان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم يدعو به إذا قام صلاته في جوف الليل:
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَتْ: كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ: اللهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ، فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ، اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ رواه مسلم (770).
وأما الكتاب الذي يدلك على الإسلام، وكل شيء فيه : فليس أعظم ولا أدل لك من كتاب رب العالمين: القرآن الكريم، فتطهري، واقرئي كتاب الله تعالى، فإن شق عليك أن تقرئيه في الكتاب، أو يكون عندك نسخة منه، فهو متاح بكثرة على الشبكة وفي البرامج الإلكترونية وعلى الهواتف.
ولو قرأتيه مع تفسير مبسط له لكان أحسن، وننصحك بكتاب: "مختصر التفسير"، ط مركز تفسير.
ومن الكتب النافعة المفيدة لك: كتاب:
براهين النبوة، تأليف د. سامي عامري، وهو متاح على الشبكة.
وأيضا كتاب: تعريف عام بدين الإسلام، للشيخ علي الطنطاوي، رحمه الله.
ونحن بدورنا في انتظار أسئلتك، واستفساراتك، عن كل ما يتعلق بديننا الحنيف.
وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى، وشرح صدورنا بنور الإيمان به.
والله أعلم.