0 / 0

هل أعلم الله رسوله عليه الصلاة والسلام بكل ما هو كائن إلى يوم القيامة فحدث به أصحابه؟

السؤال: 361182

ما المقصود بقوله: "فَأخْبرنا مَا كان ومَا هُوَ كِائِنٌ" في الحديث التالي: وعَنْ أَبي زَيْدٍ عمْرُو بنِ أخْطَبَ الأنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَال: "صلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّه الْفَجْر، وَصعِدَ المِنْبَرَ، فَخَطَبنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَل فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ المِنْبَر حَتَّى حَضَرتِ العصْرُ، ثُمَّ نَزَل فَصَلَّى، ثُمَّ صعِد المنْبر حتى غَرَبتِ الشَّمْسُ، فَأخْبرنا مَا كان ومَا هُوَ كِائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أحْفَظُنَا" رواهُ مُسْلِمٌ. فهل معناه أن الله سبحانه وتعالى أطلع الرسول صلى الله عليه وسلم على كل ما هو كائن إلى يوم القيامة؟ أم إنه عن الفتن والكثير من الأمور التي ستحصل في آخر الزمان مما أوحى الله لنبيه صلى الله عليه وسلم؟ ففي حديث آخر ما يدل على إن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يعلم حوادث الناس بعده، فيما معناه: يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا رب! أمتي أمتي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).

ملخص الجواب

أطلع الله عز وجل النبيَ صلى الله عليه وسلم على بعض الغيب، إلا أنه لم يحط علما بتفاصيل ذلك قطعا. والأحاديث الواردة في تحديث النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه بما هو كائن : يُقصد به الأمور العظيمة والأحداث الجسيمة وأشراط الساعة وأصول الفتن ، ويدل على ذلك حديث الحوض المشهور. وينظر الجواب المطول للأهمية 

الجواب

أولا:

الغيب لا يعلمه إلا الله

إن الله تعالى هو عالم الغيب والشهادة، وقد اختص الله نفسه بعلم الغيب، فلا يُظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضاه سبحانه من رسله، فيعلمهم بما شاء سبحانه .

قال الله تعالى : عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا (26) إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا(27) الجن/26-27.

أعلم الله نبيه عليه الصلاة والسلام بكثير من الأمور الغيبية المستقبلية

والله تعالى أعلم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم بكثير من الأمور الغيبية المستقبلية، وهذا من معجزاته صلى الله عليه وسلم ، وتواترت بذلك الأدلة من القرآن والسنة الصحيحة.

لكن تفاصيل الغيب لا يحيط بها إلا الله ، بخلاف تفاصيل الأحكام الشرعية؛ فإن الله تعالى أعلم نبيه صلى الله عليه وسلم بها، فلا يجوز عليه جهل شيء منها، إذ هو مبلغ الشرع عن ربه .

قال القاضي عياض في "الشفا" (2/116):

" وبالجملة :

فلا يصح منه الجهل بشيء من تفاصيل الشرع الذى أمر بالدعوة إليه ، إذ لا تصح دعوته إلى ما لا يعلمه .

وأما ما تعلق بعقده من ملكوت السموات والأرض ، وخلق الله ، وتعيين أسمائه الحسنى ، وآياته الكبرى ، وأمور الآخرة ، وأشراط الساعة ، وأحوال السعداء والأشقياء ، وعلم ما كان وما يكون ، مما لم يعلمه إلا بوحى : فعلى ما تقدم ؛ من أنه معصوم فيه ، لا يأخذه فيما أَعْلَمَ منه شك ولا ريب ، بل هو فيه على غاية اليقين ، لكنه لا يشترط له العلم بجميع تفاصيل ذلك ، وإن كان عنده من علم ذلك ما ليس عند جميع البشر ".

ثانيا:

المقصود بحديث: فأخبرنا بما كان وبما هو كائن

وأما الحديث الوارد في السؤال فهو حديث صحيح ، أخرجه مسلم في "صحيحه" (2892) ، من حديث عمرو بن أخطب قال :" صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا".

وهذا الحديث جاء في معناه عدة أحاديث، ومنها:

ما أخرجه البخاري في "صحيحه" (3192) ، من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، قال :" قَامَ فِينَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا، فَأَخْبَرَنَا عَنْ بَدْءِ الخَلْقِ، حَتَّى دَخَلَ أَهْلُ الجَنَّةِ مَنَازِلَهُمْ، وَأَهْلُ النَّارِ مَنَازِلَهُمْ، حَفِظَ ذَلِكَ مَنْ حَفِظَهُ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ".

وما أخرجه البخاري في "صحيحه" (6604) ومسلم (2891)، من حديث حذيفة رضي الله عنه ، قال :"لَقَدْ خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُطْبَةً ، مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَهُ وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَهُ ، إِنْ كُنْتُ لَأَرَى الشَّيْءَ قَدْ نَسِيتُ ، فَأَعْرِفُ مَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ إِذَا غَابَ عَنْهُ فَرَآهُ فَعَرَفَهُ" .

فهذه الأحاديث استُعمل فيها ألفاظ العموم، مثل" فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ "، ومثل " مَا تَرَكَ فِيهَا شَيْئًا إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا ذَكَرَهُ "، إلا أن هذا العموم غير مراد قطعا، بل هو من العام الذي أريد به الخصوص.

وذلك لأن تفاصيل أحداث ما كان وما هو كائن لا يعلمه إلا الله وحده، وإنما المقصود بذلك الأمور العظيمة، والأحداث الجسيمة، وأشراط الساعة، وأصناف الفتن التي ستقع للأمة، وقد نصَّ على ذلك جماعة من أهل العلم 

قال القرطبي في "المفهم" (7/221) :" وعلى كل تقدير: فعمومات هذه الأحاديث يراد بها الخصوص؛ إذ لا يمكن أن يحدث في يوم واحد، بل ولا في أيام، ولا في أعوام، بجميع ما يحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم تفصيلا.

وإنما مقصود هذه العمومات الإخبار عن رؤوس الفتن والمحن، ورؤسائها ، كما قال حذيفة بعد هذا، حين قال: لكن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وهو يحدث مجلسا أنا فيه عن الفتن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يعد الفتن: منهن ثلاث لا يكدن يذرن شيئا، ومنهن كرياح الصيف ، منها صغار ومنها كبار.

قلت: على أني أقول: إن النبي صلى الله عليه وسلم كأن الله تعالى قد أعلمه بتفاصيل ما يجري بعده لأهل بيته وأصحابه، وبأعيان المنافقين ، وبتفاصيل ما يقع في أمته من كبار الفتن ، وصغارها ، وأعيان أصحابها وأسمائهم ، وأنه بث الكثير من ذلك عند من يصلح لذلك من أصحابه، كحذيفة – رضي الله عنه – قال: ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم من قائد فتنة إلى أن تنقضي الدنيا يبلغ من معه ثلاثمائة فصاعدا ، إلا قد سماه لنا باسمه، واسم أبيه، وقبيلته . خرجه أبو داود.

وبهذا يُعلم أن أصحابه كان عندهم من علم الكوائن الحادثة إلى يوم القيامة العلم الكثير والحظ الوافر ، لكن لم يشيعوها إذ ليست من أحاديث الأحكام ، وما كان فيها شيء من ذلك حدثوا به ، ونقضوا عن عهدته . ولحذيفة في هذا الباب زيادة مزية ، وخصوصية لم تكن لغيره منهم ؛ لأنَّه كان كثير السؤال عن هذا الباب ، كما دلت عليه أحاديثه ، وكما دل عليه اختصاص عمر له بالسؤال عن ذلك دون غيره ".

وقال ابن رسلان في "شرح سنن أبي داود" (16/648) :" وعلى كل تقدير فعمومات هذِه الأحاديث يريد بها الخصوص ؛ إذ لا يمكن أن يحدث في يوم ولا أيام، بل ولا في أعوام بجميع ما يحدث بعد النبي – صلى اللَّه عليه وسلم – تفصيلًا  ، وإنما مقصود هذِه العمومات: الإخبار عن رؤوس الفتن والمحن ورؤسائها ".

وقال الشيخ محمد أنور الكشميري في "فيض الباري على صحيح البخاري" (6/298) :" قوله: " لَقَدْ خَطَبَنَا النبيُّ صلى الله عليه وسلّم خُطْبَةً ، ما تَرَكَ فيها شيئًا إلى قِيَامِ السَّاعَةِ إلَّا ذَكَرَهُ".

واعلم أنَّ العمومَ قد يكون مدلولًا ، ولا يكون مقصودًا ، وهذا هو عمومٌ غيرُ مقصودٍ ، فاعلمه . فإنَّه قد زلَّت فيه الأقدامُ ، وتحيَّرت منه الأحلامُ . أَلاَ ترى إلى قوله تعالى: وَأُوتِيَتْ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ النمل/23. كيف العمومُ فيه؟ فإذا دَرَيْتَ أنَّ العمومَ قد لا يكون مقصودًا ، فلا تتعلَّق بالألفاظ".

وقال الشيخ محمد صديق خان في "لقطة العجلان" (ص63) :" وَهَذِه الْأَحَادِيث كلهَا مَحْمُولَة على مَا ثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ من أَحَادِيث الْفِتَن والأشراط لَا غير ، لأنه الْمَعْهُود من الشَّارِع صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي أَمْثَال هَذِه العمومات ".

ثالثا:

بيان ما جاء في حديث الحوض: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك

الحديث الذي أورده السائل في رد أناس عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم ، وقول الملائكة :" إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ " ، حديث صحيح ، رُوي عن جمع من الصحابة .

وقد أخرجه البخاري في "صحيحه" (6576)، ومسلم في "صحيحه" (2297)، من حديث عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَنَا فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ ، وَلَيُرْفَعَنَّ مَعِي رِجَالٌ مِنْكُمْ ثُمَّ لَيُخْتَلَجُنَّ دُونِي ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي ، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ .

وفي رواية عبد الله بن عباس رضي الله عنه ، والتي أخرجها مسلم في "صحيحه" (2860) ، قَالَ:" قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطِيبًا بِمَوْعِظَةٍ ، فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّكُمْ تُحْشَرُونَ إِلَى اللهِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلًا، كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ الأنبياء/104. أَلَا وَإِنَّ أَوَّلَ الْخَلَائِقِ يُكْسَى ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَلَا وَإِنَّهُ سَيُجَاءُ بِرِجَالٍ مِنْ أُمَّتِي ، فَيُؤْخَذُ بِهِمْ ذَاتَ الشِّمَالِ ، فَأَقُولُ: يَا رَبِّ أَصْحَابِي ، فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، فَأَقُولُ ، كَمَا قَالَ الْعَبْدُ الصَّالِحُ: وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ، إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ ، وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ، فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ المائدة/118. قَالَ: فَيُقَالُ لِي: إِنَّهُمْ لَمْ يَزَالُوا مُرْتَدِّينَ عَلَى أَعْقَابِهِمْ مُنْذُ فَارَقْتَهُمْ.

والحديث يدل على أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف تفاصيل الغيب ، وأنَّ المراد بالأحاديث التي فيها إخباره صلى الله عليه وسلم بما هو كائن الأمور العظيمة والأحداث الجسيمة وأشراط الساعة وأصول الفتن، إذ إنه صلى الله عليه وسلم لم يعلم أن هؤلاء الذين رُدُّوا عن حوضه قد غيروا الدين، مع أنَّ منهم من رآه وآمن به.

قال القاضي عياض في "إكمال المعلم" (8/391) :" وفيها حجة على صحة تأويل من ذهب إلى أن الحديث فيمن ارتد بعد النبي – عليه السلام – ممن رآه ، لتلاوته هذه الآية ، ولقوله: " لم يزالوا مرتدين منذ فارقتهم ".

وقال ابن هبيرة في "الإفصاح" (2/211):" هذا الحديث لا ينصرف إلا إلى من ارتد عن الإسلام بعد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كالذين منعوا الزكاة جحدًا لوجوبها ".ـ

وقال الخطابي في "أعلام الحديث" (3/1843):" ولم يرد به خواص أصحابه الذين لزموه وعُرفوا بصحبته، فقد صانهم الله وعصمهم من التغيير والتبديل.

وليس معنى الارتداد على الأعقاب الرجوع عن الدين والخروج عن الملة ، إنما هو التأخر عن بعض الحقوق والتقصير فيها ، ولم يرتد أحد من الصحابة بعده والحمد لله ، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب مثل عيينة بن حصن جيء به أسيرا إلى أبي بكر ، فجعل ولدان المدينة يطعنون في كَشحه ويقولون له: ارتددت ، فكان يقول: ما ارتددت ولم أكن أسلمت ، وجيء بالأشعث بن قيس فأطلقهما ولم يسترقهما ، وإنما كان هؤلاء من المؤلفة قلوبهم ممن لا بصيرة لهم بالدين ولا معرفة لهم بأحكامه ، وذلك لا يوجب قدحا في الصحابة المشهورين، رضوان الله عليهم أجمعين ".

وهذا الذي ذكرناه هو المتعين للجمع بين النصوص، وقد حرره الشيخ المعلمي اليماني رحمه الله.

قال الشيخ المعلمي اليماني كما في "آثار الشيح العلامة عبد الرحمن اليماني" (4/323):" إن الله تعالى لا يظهر أحدًا كائنًا مَن كان على كل شيءٍ من غيبه، بل الثابت إظهار الرسل على بعض الجزئيات بحسب ما تقتضيه الحكمة.

والحاصل: أن الأدلة على أنه صلَّى الله عليه وآله وسلم لم يكن مُظْهَرًا على جميع الغيب: لا تُحصَى من الكتاب والسنة.

وبذلك يتعيّن حمل قوله صلَّى الله عليه وآله وسلم: ( فتجلّى لي كلُّ شيء وعرفتُ … ) : على الأشياء التي يختصم فيها الملأ الأعلى ، كما يدلّ عليه السياق …

وسيأتي قريبًا ما يدلّ على أنه صلَّى الله عليه وآله وسلم لم يُظْهَر على جميع الغيب بعد موته ، ومنه حديث " الصحيحين " في ذكر الحوض ، وفيه: أنه يقال له صلَّى الله عليه وآله وسلم: ( إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).

وقد بقي حديثٌ آخر أخرجاه في " الصحيحين"  عن حذيفة قال: ( قام فينا رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلم مَقامًا ما ترك شيئًا يكون في مَقامه ذلك إلى قيام الساعة إلَّا حدَّث به ، حَفِظه مَن حَفِظه ، ونسيه مَن نسيه ، قد عَلِمَه أصحابي هؤلاء ، وإنه ليكون منه الشيء قد نسيتُه ، فأراه فأذكره كما يذكر الرجلُ وجهَ الرجلِ إذا غاب عنه ، ثم إذا رآه عرفه)؟

والجواب عنه: أنَّ المراد ما ترك شيئًا من الأمور العظيمة والفتن الجسيمة ".

وخلاصة الجواب:

أن النبي صلى الله عليه وسلم أطلعه ربه على بعض الغيب، إلا أنه لم يحط علما بتفاصيل ذلك قطعا.

والأحاديث الواردة في تحديثه أصحابه بما هو كائن : يُقصد به الأمور العظيمة والأحداث الجسيمة وأشراط الساعة وأصول الفتن ، ويدل على ذلك حديث الحوض المشهور.

ومن أراد الاستزادة حول هذه المسألة يمكنه مراجعة الجواب رقم: (165680).

والله أعلم .
 

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android