0 / 0

حديث: ( إن الله عز وجل يدخل بالسهم الواحد ثلاثة نفر الجنة…).

السؤال: 378114

آمل بيان سند هذا الحديث: (إنَّ اللهَ يُدخِلُ بالسَّهمِ الواحِدِ ثلاثةَ نَفَرٍ الجَنَّةَ: صانِعُه الذي يحتَسِبُ في صَنعتِه الخَيرَ، والذي يُجهِّزُ به في سَبيلِ اللهِ، والذي يرمي به في سَبيلِ اللهِ)، وكذلك هل هو صحيح أم لا؟ وآمل أن يكون الشرح مبسطا.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الحديث اختلف في اسناده فرواه أبو داود (2513)، والنسائي(3146)، وغيرهما: عن أَبي سَلَّامٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عُقْبَةَ ابْنِ عَامِرٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:  إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةَ نَفَرٍ الْجَنَّةَ، صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الْخَيْرَ، وَالرَّامِيَ بِهِ، وَمُنْبِلَهُ… .

ورواه الترمذي (1637)، وابن ماجه (2811)، وغيرهما: عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، عَنْ أَبِي سَلَّامٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَزْرَقِ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الجُهَنِيِّ.

فاختلف على أَبِي سَلَّامٍ كما يظهر، فبعضهم رواه عنه، عن خالد بن زيد، وقيل: ابن يزيد.

ورواه بعضهم عنه عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الأَزْرَقِ.

وكلاهما مجهولان.

فهذا السند ضعيف بسبب هذه الجهالة.

قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى:

" هذا إسناد ضعيف، رجاله ثقات؛ غير خالد بن زيد، فإنه غير معروف، وإلى ذلك أشار الحافظ بقوله فيه:

"مقبول ".

وقد اضطربوا في اسمه كثيرا كما يأتي بيانه. وبالاضطراب أعله العراقي في "تخريج الإحياء" (2/252)…

قلت: ومثل هذا الاضطراب في ضبط اسم هذا الراوي؛ يدل على جهالته، وعدم شهرته بالرواية، وإلا؛ لعرفوا اسمه على الضبط " انتهى من "ضعيف سنن أبي داود"(2 /304-305).

ورأى بعض أهل العلم أن هذا الحديث يتقوى ويرتفع إلى درجة الحسن بشواهده منها: حديث أبي هريرة والذي روي بأسانيد واهية، ومن ذلك ما رواه الطبراني في "المعجم الأوسط"(5309)، والحاكم في "المستدرك" (2/95) عن سُوَيْد بْن عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَيُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ ثَلَاثَةً الْجَنَّةَ: صَانِعَهُ مُحْتَسِبًا فِيهِ، وَالْمُمِدَّ بِهِ، وَالرَّامِيَ بِهِ .

وقال الحاكم: "صحيح على شرط مسلم"

لكن الذهبي تعقبه بقوله: " كذا قال، وسويد متروك".

وصوب أبو حاتم وأبو زرعة أن هذا الحديث عن ابن عجلان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين مرسل.

قال ابن ابي حاتم رحمه الله تعالى:

" وسألت أبي وأبا زرعة عن حديث رواه سويد بن عبد العزيز، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( كل شيء من لهو الدنيا باطل، إلا ثلاثا: تأديبك فرسك، ورميك عن قوسك، وملاعبتك أهلك؛ فإنهن من الحق ). فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله عز وجل يدخل الجنة بالسهم الواحد الثلاثة … )، فذكرت لهما الحديث؟

فقالا: هذا خطأ، وهم فيه سويد؛ إنما هو: عن ابن عجلان، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين؛ قال: قال : بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال …

كذا رواه الليث، وحاتم بن إسماعيل، وجماعة – وهو الصحيح – مرسل.

قال أبي: ورواه ابن عيينة، عن ابن أبي حسين، عن رجل، عن أبي الشعثاء، عن النبي ، وهو أيضا مرسل " انتهى. "علل ابن أبي حاتم" (3 /325-326).

وهذه الرواية المرسلة رواها الترمذي (1637): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ لَيُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الوَاحِدِ ثَلَاثَةً الجَنَّةَ: صَانِعَهُ يَحْتَسِبُ فِي صَنْعَتِهِ الخَيْرَ وَالرَّامِيَ بِهِ وَالمُمِدَّ بِهِ).

وهذا إسناد ضعيف لأنه مرسل غير متصل الإسناد، ولأن محمد بن إسحاق مدلس.

وله أسانيد أخر عن أبي هريرة، وكلها لا تخلو من ضعيف أو مجهول.

وله شاهد أيضا من حديث أنس، رواه الطبراني في "فضل الرمي" (ص 26)؛ قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْدَوَيْهِ بْنِ يَزِيدَ الْبَصْرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى يُدْخِلُ بِالسَّهْمِ الْوَاحِدِ الْجَنَّةَ ثَلَاثَةً: الرَّامِيَ بِهِ، وَمُجِيزَهُ، وَصَانِعَهُ إِذَا احْتَسَبَ فِي صَنْعَتِهِ).

والربيع بن صبيح كثير من أهل الحديث على تضعيفه.

قال الذهبي رحمه الله تعالى:

" الربيع بن صبيح البصري عن الحسن.

قال أبو زرعة: صدوق. وضعَّفه النسائي وابن معين " انتهى من"المغني في الضعفاء" (1/ 228).

وقال ابن حبان رحمه الله تعالى:

" الربيع بن صبيح … وكان من عباد أهل البصرة وزهادهم … إلا أن الحديث لم يكن من صناعته، فكان يهم فيما يروي كثيرا حتى وقع في حديثه المناكير من حيث لا يشعر، فلا يعجبني الاحتجاج به إذا انفرد، وفيما يوافق الثقات فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا " انتهى من"المجروحين"(1/296).

وابراهيم بن مردويه مجهول لم نقف له على ترجمة.

فالحاصل؛ أن هذا الشطر من الحديث : لا تخلو طرقه كلها من ضعف .

وبعضهم أهل العلم يرى أن الحديث يتقوى بطرقه ، ويرتقي إلى درجة الحسن لغيره . وينظر حاشية المسند، ط الرسالة (28/559)، و"مستخرج أبي عوانة" ط الجامعة الإسلامية (15/462) حاشية المحققين.

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android