قال أبو حنيفة في كتابه "الفقه الأكبر" إنّ الذي لا يعرف أين السماوات (الجنان) فهو كافر، فما هو حُكم من تكاسل عن تعلّم أنّ السموات والكرسيّ والعرش تحيط بالأرض؟ هل ارتد؟
هل يجب على كل مسلم أن يؤمن بتفصيلات صفات العرش؟
السؤال: 384726
Table Of Contents
أولا:
كتاب الفقه الأكبر لأبي حنيفة
كتاب "الفقه الأكبر" لا يجزم بنسبته إلى الإمام أبي حنيفة رحمه الله، وقد سبق بيان ذلك في جواب السؤال رقم: (174919)، ولكن الكتاب مشهور عند الحنفية وغيرهم، وقد نقل منه العلماء كشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم والذهبي وغيرهم رحمهم الله، لا سيما في مسألة العلو.
ثانيا:
هل يكفر أبو حنيفة من ينكر أين السماوات؟
كلام أبي حنيفة رحمه الله الوارد في السؤال لم يقله أبو حنيفة بهذا اللفظ، ولكن المنقول عنه ما يلي:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
"وَفِي كِتَابِ "الْفِقْهِ الْأَكْبَرِ" الْمَشْهُورِ عِنْدَ أَصْحَابِ أَبِي حَنِيفَةَ؛ الَّذِي رَوَوْهُ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مُطِيعٍ " الْحَكَمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البلخي" قَالَ: سَأَلْت أَبَا حَنِيفَةَ عَنْ الْفِقْهِ الْأَكْبَرِ …
إلَى أَنْ قَالَ: قَالَ أَبُو حَنِيفَةَ عَمَّنْ قَالَ: لَا أَعْرِفُ رَبِّي فِي السَّمَاءِ أَمْ فِي الْأَرْضِ: فَقَدْ كَفَرَ ، لِأَنَّ اللَّهَ يَقُولُ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى وَعَرْشُهُ فَوْقَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ.
قُلْت: فَإِنْ قَالَ : إنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، وَلَكِنَّهُ يَقُولُ: لَا أَدْرِي الْعَرْشَ فِي السَّمَاءِ أَمْ فِي الْأَرْضِ؟ قَالَ: هُوَ كَافِرٌ؛ لِأَنَّهُ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ فِي السَّمَاءِ؛ لِأَنَّهُ تَعَالَى فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، وَأَنَّهُ يُدْعَى مِنْ أَعْلَى لَا مِنْ أَسْفَلُ – وَفِي لَفْظٍ – : إذَا أَنْكَرَ أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ فَقَدْ كَفَرَ.
فَفِي هَذَا الْكَلَامِ الْمَشْهُورِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ عِنْدَ أَصْحَابِهِ: أَنَّهُ كَفَّرَ الْوَاقِفَ الَّذِي يَقُولُ: لَا أَعْرِفُ رَبِّي فِي السَّمَاءِ أَمْ فِي الْأَرْضِ؛ فَكَيْفَ يَكُونُ الْجَاحِدُ النَّافِي الَّذِي يَقُولُ : لَيْسَ فِي السَّمَاءِ؛ أَوْ لَيْسَ فِي السَّمَاءِ وَلَا فِي الْأَرْضِ؟
وَاحْتَجَّ عَلَى كُفْرِهِ بِقَوْلِهِ: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى قَالَ: وَعَرْشُهُ فَوْقَ سَبْعِ سَمَوَاتٍ. وَبَيَّنَ بِهَذَا أَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى يُبَيِّنُ أَنَّ اللَّهَ فَوْقَ السَّمَوَاتِ فَوْقَ الْعَرْشِ، وَأَنَّ الِاسْتِوَاءَ عَلَى الْعَرْشِ دَلَّ عَلَى أَنَّ اللَّهَ بِنَفْسِهِ فَوْقَ الْعَرْشِ.
ثُمَّ إنَّهُ أَرْدَفَ ذَلِكَ بِتَكْفِيرِ مَنْ قَالَ إنَّهُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى، وَلَكِنْ تَوَقَّفَ فِي كَوْنِ الْعَرْشِ فِي السَّمَاءِ أَمْ فِي الْأَرْضِ . قَالَ: لِأَنَّهُ أَنْكَرَ أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ؛ وَأَنَّهُ يُدْعَى مِنْ أَعْلَى لَا مِنْ أَسْفَلُ.
وَهَذَا تَصْرِيحٌ مِنْ أَبِي حَنِيفَةَ بِتَكْفِيرِ مَنْ أَنْكَرَ أَنْ يَكُونَ اللَّهُ فِي السَّمَاءِ؛ وَاحْتَجَّ عَلَى ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ فِي أَعْلَى عِلِّيِّينَ ، وَأَنَّهُ يُدْعَى مِنْ أَعْلَى لَا مِنْ أَسْفَلُ . وَكُلٌّ مِنْ هَاتَيْنِ الْحُجَّتَيْنِ فِطْرِيَّةٌ عَقْلِيَّةٌ ، فَإِنَّ الْقُلُوبَ مَفْطُورَةٌ عَلَى الْإِقْرَارِ بِأَنَّ اللَّهَ فِي الْعُلُوِّ ، وَعَلَى أَنَّهُ يُدْعَى مِنْ أَعْلَى لَا مِنْ أَسْفَلُ ، وَقَدْ جَاءَ اللَّفْظُ الْآخَرُ صَرِيحًا عَنْهُ بِذَلِكَ. فَقَالَ: إذَا أَنْكَرَ أَنَّهُ فِي السَّمَاءِ فَقَدْ كَفَرَ" انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/46).
وذكره الذهبي في كتابه "العلو" (ص 136) رقم (363) ، وذكره ابن القيم في "اجتماع الجيوش الإسلامية" (ص 66) .
وذكره ابن أبي العز الحنفي في "شرح الطحاوية" (ص 186)، وقال:
"ولا يلتفت إلى من أنكر ذلك ممن ينتسب إلى مذهب أبي حنيفة، فقد انتسب إليه طوائف معتزلة وغيرهم، مخالفون له في كثير من اعتقاداته. وقد ينتسب إلى مالك والشافعي وأحمد من يخالفهم في بعض اعتقاداتهم. وقصة أبي يوسف في استتابته بشر المريسي، لما أنكر أن يكون الله عز وجل فوق العرش – مشهورة، رواها عبد الرحمن بن أبي حاتم وغيره" انتهى.
ثالثا :
هل العرش مستدير أو مقبب؟
اختلف العلماء في العرش: هل هو مستدير أو مقبب؟
والذي اختاره جماعة من العلماء المحققين أنه مقبب، واستدلوا على ذلك بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : إِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَوَاتِهِ لَهَكَذَا، وَقَالَ بِأَصَابِعِهِ مِثْلَ الْقُبَّةِ عَلَيْهِ رواه أبو داود (4728) . ولكن الحديث ضعيف . ينظر : "سلسلة الأحاديث الضعيفة" (2639).
واستدلوا أيضا بأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن العرش له قوائم، وهذا يدل على أنه ليس مستديرا.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
"وَأَمَّا " الْعَرْشُ " فَإِنَّهُ مُقَبَّبٌ؛ لِمَا رُوِيَ فِي السُّنَنِ لِأَبِي دَاوُد عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ؛ أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَعْرَابِيٌّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، جَهَدَتْ الْأَنْفُسُ ، وَجَاعَ الْعِيَالُ … وَذَكَرَ الْحَدِيثَ إلَى أَنْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إنَّ اللَّهَ عَلَى عَرْشِهِ ، وَإِنَّ عَرْشَهُ عَلَى سَمَوَاتِهِ وَأَرْضِهِ لهَكَذَا وَقَالَ بِأُصْبُعِهِ مِثْلَ الْقُبَّةِ. وَلَمْ يَثْبُتْ أَنَّهُ فَلَكٌ مُسْتَدِيرٌ مُطْلَقًا ، بَلْ ثَبَتَ أَنَّهُ فَوْقَ الْأَفْلَاكِ ، وَأَنَّ لَهُ قَوَائِمَ" انتهى من "مجموع الفتاوى" (5/151).
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله:
"العرش عند أهل العلم في اللغة العربية هو الكرسي، الكرسي العظيم كرسي الملك، والمراد بعرش الرحمن: كرسي عظيم هو أعظم المخلوقات، له قوائم، وله حملة من الملائكة يحملونه، والله فوق العرش، كما قال تعالى : (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) [طه:5]، وقال سبحانه: (إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ) [الأعراف:54] فهو كرسي عظيم ، ومخلوق عظيم لا يعلم مدى عظمه وسعته إلا الذي خلقه سبحانه وتعالى، وهو كالقبة على العالم، وهو سقف العالم كله، وهو سقف الجنة أيضًا، وليس فوقه شيء سوى الله تعالى" انتهى.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"أما العرش فهو فوق السموات كالقبة، لكنه غير كروي؛ لأن له قوائم كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه إذا صعق الناس يوم القيامة يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أول من يفيق، ويرى موسى آخذاً بقوائم العرش، فهذا العرش ليس كروياً، ولكن ما تحت العرش كروي" انتهى ،
"لقاءات الباب المفتوح" – الشاملة (61/16).
وقد سبق في جواب السؤال رقم: (9566) بيان الفرق بين العرش والكرسي.
رابعا:
ما الواجب الإيمان به في مسألة العرش
الواجب على المسلم أن يؤمن بأن العرش هو أعظم المخلوقات وأعلاها، وأن الله تعالى استوى عليه، أما ما وراء ذلك من تفاصيل، كصفات العرش التي لم يرد بها نص صحيح صريح … فلا يجب الإيمان بها على كل مسلم، وإنما يجب ذلك على من بلغه دليل ذلك من الكتاب والسنة ، ولم يكن عنده ما يعارضه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"لَا رَيْبَ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَى كُلِّ أَحَدٍ أَنْ يُؤْمِنَ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ إيمَانًا عَامًّا مُجْمَلًا ، وَلَا رَيْبَ أَنَّ مَعْرِفَةَ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ عَلَى التَّفْصِيلِ فَرْضٌ عَلَى الْكِفَايَةِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ دَاخِلٌ فِي تَبْلِيغِ مَا بَعَثَ اللَّهُ بِهِ رَسُولَهُ، وَدَاخِلٌ فِي تَدَبُّرِ الْقُرْآنِ وَعَقْلِهِ وَفَهْمِهِ وَعِلْمِ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ، وَحِفْظِ الذِّكْرِ ، وَالدُّعَاءِ إلَى سَبِيلِ الرَّبِّ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالْمُجَادَلَةِ بِاَلَّتِي هِيَ أَحْسَنُ وَنَحْوِ ذَلِكَ – مِمَّا أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ – فَهُوَ وَاجِبٌ عَلَى الْكِفَايَةِ مِنْهُمْ.
وَأَمَّا مَا يَجِبُ عَلَى أَعْيَانِهِمْ: فَهَذَا يَتَنَوَّعُ بِتَنَوُّعِ قُدَرِهِمْ، وَمَعْرِفَتِهِمْ، وَحَاجَتِهِمْ، وَمَا أُمِرَ بِهِ أَعْيَانُهُمْ ، فَلَا يَجِبُ عَلَى الْعَاجِزِ عَنْ سَمَاعِ بَعْضِ الْعِلْمِ، أَوْ عَنْ فَهْمِ دَقِيقِهِ: مَا يَجِبُ عَلَى الْقَادِرِ عَلَى ذَلِكَ، ويَجِبُ عَلَى مَنْ سَمِعَ النُّصُوصَ وَفَهِمَهَا، مِنْ عِلْمِ التَّفْصِيلِ: مَا لَا يَجِبُ عَلَى مَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا ، وَيَجِبُ عَلَى الْمُفْتِي وَالْمُحَدِّثِ وَالْمُجَادِلِ، مَا لَا يَجِبُ عَلَى مَنْ لَيْسَ كَذَلِكَ" انتهى من "مجموع الفتاوى" (2/293- 312).
وسئل رحمه الله : مَا الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ اعْتِقَادُهُ؟ وَمَا الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِ عِلْمُهُ؟
فَأَجَابَ:
"الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أَمَّا قَوْلُهُ: مَا الَّذِي يَجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ اعْتِقَادُهُ: فَهَذَا فِيهِ إجْمَالٌ وَتَفْصِيلٌ. أَمَّا الْإِجْمَالُ فَإِنَّهُ يَجِبُ عَلَى الْمُكَلَّفِ أَنْ يُؤْمِنَ بِاَللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَيُقِرَّ بِجَمِيعِ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ: مِنْ أَمْرِ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَمَا أَمَرَ بِهِ الرَّسُولُ وَنَهَى بِحَيْثُ يُقِرُّ بِجَمِيعِ مَا أَخْبَرَ بِهِ وَمَا أَمَرَ بِهِ. فَلَا بُدَّ مِنْ تَصْدِيقِهِ فِيمَا أَخْبَرَ؛ وَالِانْقِيَادِ لَهُ فِيمَا أَمَرَ.
وَأَمَّا التَّفْصِيلُ: فَعَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ أَنْ يُقِرَّ بِمَا ثَبَتَ عِنْدَهُ؛ مِنْ أَنَّ الرَّسُولَ أَخْبَرَ بِهِ وَأَمَرَ بِهِ.
وَأَمَّا مَا أَخْبَرَ بِهِ الرَّسُولُ وَلَمْ يَبْلُغْهُ أَنَّهُ أَخْبَرَ بِهِ؛ وَلَمْ يُمْكِنْهُ الْعِلْمُ بِذَلِكَ؛ فَهُوَ لَا يُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِ الْإِقْرَارِ بِهِ مُفَصَّلًا ، وَهُوَ دَاخِلٌ فِي إقْرَارِهِ بِالْمُجْمَلِ الْعَامِّ ، ثُمَّ إنْ قَالَ خِلَافَ ذَلِكَ مُتَأَوِّلًا، كَانَ مُخْطِئًا يُغْفَرُ لَهُ خَطَؤُهُ؛ إذَا لَمْ يَحْصُلْ مِنْهُ تَفْرِيطٌ وَلَا عُدْوَانٌ ، وَلِهَذَا يَجِبُ عَلَى الْعُلَمَاءِ مِنْ الِاعْتِقَادِ مَا لَا يَجِبُ عَلَى آحَادِ الْعَامَّةِ، وَيَجِبُ عَلَى مَنْ نَشَأَ بِدَارِ عِلْمٍ وَإِيمَانٍ مِنْ ذَلِكَ مَا لَا يَجِبُ عَلَى مَنْ نَشَأَ بِدَارِ جَهْلٍ" انتهى من "مجموع الفتاوى" (3/328).
وقال أيضا (13/52):
"قَدْ تَبَيَّنَ أَنَّ الْإِيمَان الَّذِي أَوْجَبَهُ اللَّهُ عَلَى عِبَادِهِ يَتَنَوَّعُ وَيَتَفَاضَلُ وَيَتَبَايَنُونَ فِيهِ تَبَايُنًا عَظِيمًا ، فَيَجِبُ عَلَى الْمَلَائِكَةِ مِنْ الْإِيمَانِ مَا لَا يَجِبُ عَلَى الْبَشَرِ ، وَيَجِبُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ مِنْ الْإِيمَانِ مَا لَا يَجِبُ عَلَى غَيْرِهِمْ ، وَيَجِبُ عَلَى الْعُلَمَاءِ مَا لَا يَجِبُ عَلَى غَيْرِهِمْ ، وَيَجِبُ عَلَى الْأُمَرَاءِ مَا لَا يَجِبُ عَلَى غَيْرِهِمْ ، وَلَيْسَ الْمُرَادُ أَنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِمْ مِنْ الْعَمَلِ فَقَطْ؛ بَلْ وَمِنْ التَّصْدِيقِ وَالْإِقْرَارِ. فَإِنَّ النَّاسَ وَإِنْ كَانَ يَجِبُ عَلَيْهِمْ الْإِقْرَارُ الْمُجْمَلُ بِكُلِّ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ، فَأَكْثَرُهُمْ لَا يَعْرِفُونَ تَفْصِيلَ كُلِّ مَا أَخْبَرَ بِهِ ، وَمَا لَمْ يَعْلَمُوهُ كَيْفَ يُؤْمَرُونَ بِالْإِقْرَارِ بِهِ مُفَصَّلًا …" انتهى.
وعلى هذا ، فلا يجب على المسلم – لا سيما العامي – أن يبحث عن صفات العرش التي لم ترد نصا في القرآن الكريم أو السنة النبوية الصحيحة ، ككونه مستديرا أو مقببا ، بل يكفيه الإيمان المجمل ، وأنه مصدق بكل ما ثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، وإنما يبحث في ذلك طلبة العلم والعلماء.
وإذا كان لا يجب على المسلم أن يبحث عن أدلة ذلك، فمن باب أولى يقال: إنه لا يكفر إذا لم يفعل ذلك، بل هو غير آثم من الأصل.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة