تنزيل
0 / 0

الضبط الصحيح لاسم الله: (الستير).

السؤال: 388289

هل إسم الله ينطق ( سَتِير) بفتح السين، وكسر التاء، أم ( سِتِّير ) بكسر السين والتاء مع تشديد التاء.
درستها ( سَتِير ) الأولي، في أحد المنظومات.
وقالت لي إحدي المعلمات ( سِتِّير ) الثانية، الصواب.
وقال لي أحدهم ينطق الإثنان.
فما هو الصواب .
وبارك الله فيكم.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

روى الإمام أحمد (17970) أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللهَ ‌حَيِيٌّ ‌سِتِّيرٌ، ورواه أبو داود: (4012)، والنسائي: (406).

قال “البيهقي”: “قلت: وقوله ستِّير ، يعني أنه ساتر يستر على عباده كثيرًا ولا يفضحهم في المشاهد، كذلك يحب من عباده الستر على أنفسهم ، واجتناب ما يشينهم، والله أعلم”، “الأسماء والصفات” (1/ 224).

ثانيًا:

اختلف العلماء في ضبط (ستير) على أقوال:

الأول: فذهب الأكثر إلى أنه بوزن رَحِيم، أي: بسين مفتوحة، وتاء مكسورة، وكذلك ضبطه “ابن الأثير” قال: “فِيهِ إِنَّ اللَّهَ ‌حيِىٌّ ‌سَتِيرٌ يُحِبُّ الحَياء والسَّتْرَ سَتِيرٌ: فَعِيل بِمَعْنَى فَاعِل: أَيْ مِنْ شَأنه وإرادتَهِ حُبُّ السَّتر والصَّون”، “النهاية في غريب الحديث والأثر” (2/ 341).

وكذلك ضبطه “السيوطي”: “‌حَيِيٌّ ‌سَتِيرٌ بِوَزْنِ رَحِيمٍ””، “حاشية السيوطي على سنن النسائي” (1/ 200).

وقال “الشوكاني”: “قَوْلُهُ: (سَتِيرٌ) ‌بِسِينٍ ‌مُهْمَلَةٍ ‌مَفْتُوحَةٍ ‌وَتَاءٍ ‌مُثَنَّاةٍ مِنْ فَوْقٍ مَكْسُورَةٍ وَيَاءٍ تَحْتِيَّةٍ سَاكِنَةٍ ثُمَّ رَاءٍ مُهْمَلَةٍ. قَالَ فِي النِّهَايَة: فَعِيلَ بِمَعْنَى فَاعِل”، انتهى.

“نيل الأوطار” (1/ 316).

وكذلك ضبطه “الأثيوبي” في شرح “سنن النسائي”، بالتخفيف، وذكر أن أهل اللغة لم يثبتوا التشديد، يقول: “(ستير) – بفتح السين وكسر التاء – فعيل بمعنى فاعل، هكذا ضبطه في “اللسان”، وقال السيوطي في شرحه لهذا الكتاب: سَتير بوزن رحيم، قال في النهاية: فَعيل بمعنى فاعل، أي من شأنه حب الستر والصيانة.

وفي المختار: وسَتيِر، أي عفيف، والمرأة سَتيرَة. اهـ. ومثله في القاموس، وفي التاج ضبطه كأَمِير.

قال الجامع: وضبطه بعضهم كسِجِّين -بكسر فتشديد- ولا أعلم صحته، لأن أهل اللغة ما أثبتوه فتبصر”.

“ذخيرة العقبى في شرح المجتبى” (5/ 517 – 518).

الثاني: أنه على وزن صدِّيق، أي: بسين مكسورة، وتاء مشددة، وكذا ضبطه “المناوي” قال في شرح الاسم: (سِتِّير) “بِالْكَسْرِ وَالتَّشْدِيد، ‌تَارِك ‌لحب ‌القبائح سَاتِر للعيوب والفضائح”، انتهى.

“التيسير بشرح الجامع الصغير” (1/ 251).

وأجاز بعض العلماء فيه الوجهين، قال “الفتني الهندي”: «”وهو ‌كسكِّيت بكسر وتشديد، ويجوز فتحه والتخفيف”، انتهى.

“مجمع بحار الأنوار” (3/ 31).

ونقل الأوجه في “عون المعبود” (11/ 34).

وقال “الدهلوي”: “بالتشديد، وصحح أيضًا ‌بفتح ‌السين ‌والتخفيف (فعيل) بمعنى (فاعل)، أي: لا يفضح عباده ويستر قبائحهم، فلابد للعباد أن يتخلقوا مهما أمكن بالحياء والستر، فافهم”، انتهى.

“لمعات التنقيح في شرح مشكاة المصابيح” (2/ 179).

ومما ينبغي التنبيه عليه هنا:

أن هذه الصيغة قد يوصف بها العبد، فيمدح بكثرة سِتره، وتستره، فيقال: هو “سِتِّير” أو “سَتير”؛ وقد ثبت ذلك في وصف موسى عليه السلام؛ أنه كان : ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ مُوسَى كَانَ رَجُلًا حَيِيًّا سِتِّيرًا، لاَ يُرَى مِنْ جِلْدِهِ شَيْءٌ اسْتِحْيَاءً مِنْهُ ) رواه البخاري (3404) ومسلم (339) وهذا لفظ البخاري.

وقد ضبط في الحديث بالوجهين. انظر: “فتح الباري” (6/436)، “إرشاد الساري” (5/384).

غير أن الشأن في الخبر عن الله بهذا ، أو إطلاق ذلك “اسما” على الله تعالى يختلف، فإنه يقال هنا: قد سبق بيان أن المعروف في اللغة وكتبها ضبط هذا الاسم بالفتح والتخفيف، وهذا هو الشائع المعروف في أوزان أسماء الله تعالى وصفاته؛ أن تأتي على باب (فَعِيل)؛ مثل : رحيم، وقدير، وكريم، وعزيز … ونحو ذلك كثير؛ وإجراء هذا الوصف على المعهود المعروف في أوزان أسماء الله تعالى: آكد، وأولى، من إجرائه على باب لا يعلم له نظير في أسماء الله الحسنى، ويقل مثله في أوزان المدح وصيغه في اللعة.

فالحاصل: أن أكثر العلماء على ما ضبطه بفتح السين، وكسر التاء، على وزن : رحيم، وقدير، ونحو ذلك. وهذا هو الراجح في ضبط الاسم.

قال الشيخ “البراك”: “الضَّبطُ الصَّحيح: سَتِيْر، ذكرَ بعضُ المحققين أنَّ اللَّفظَ الصَّحيحَ لغةً وروايةً: “سَتِيْر”، أنَّ هذا هو لفظُ.. هذا ضبطُ الكلمةِ”، انتهى، من موقعه.

https://sh-albarrak.com/article/16119

وانظر للتوسع في معنى هذا الاسم: (218083).

والله أعلم 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android