سؤالي في قوله تعالى: وإذا الكواكب انتثرت هل ستنتثر وتسقط على الأرض وكيف هذا وأحجام الكواكب كبيرة جدا فالكوكب الواحد منها أكبر من الأرض بالآلاف المرات والبعض بملايين المرات من كوكب الأرض حسب العلم الحديث وهل كوكب الأرض سيسقط أيضا أو هو مستثنى وإذا لم يكن مستثنى أين سيسقط .
كيف يكون انتثار الكواكب يوم القيامة وهي بأحجام هائلة؟
السؤال: 411298
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولًا:
أحوال الآخرة وما يجري فيها: تختلف عن أحوال الدنيا وما يجري فيها، وفي الآخرة تبدل الأرض غير الأرض والسموات، كما قال سبحانه: يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ إبراهيم/48.
عن عائشة قالت: " سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل: (يوم تبدل الأرض غير الأرض والسماوات) فأين يكون الناس يومئذ يا رسول الله؟
فقال: (على الصراط).
رواه مسلم(2791).
قال الإمام "القرطبي" بعد أن أورد عدة أحاديث في إثبات تبدل الأرض: "فهذه الأحاديث تنص على أن السموات والأرض تبدل وتزال، ويخلق الله أرضا أخرى يكون الناس عليها بعد كونهم على الجسر" انتهى من "تفسير القرطبي" (9/383).
ثانيًا:
قوله سبحانه: وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ الانفطار/2، قال كثير من أهل التفسير: انتثرت، أي: تساقطت.
انظر: "تفسير الطبري" (24/174)، "تفسير الثعلبي" (29/9).
غير أن ذلك لا يلزم منه أن يكون سقوطها على سطح هذه الأرض.
وإذا قدر أنها سقطت على الأرض، فلا يلزم أن الأرض تسع كل ما يسقط عليها.
فقد يكون سقوطها وانتثارها في الفضاء الكوني الذي يضم الأرض وغيرها.
وقد يكون ذلك، مما هو من شأن الغيب الذي لا نعلمه.
ويحسن أن ننبه أن بعض العلماء ذكر أن (الانتثار)، المقصود منه: تفرق هذه الكواكب، وخروجها عن أفلاكها.
و"نَثْرُ الشيء: نشره وتفريقه"، "المفردات في غريب القرآن" (790).
قال "ابن عاشور": "والانتثار: مطاوع النثر، ضد الجمع، وضد الضم.
فالنثر: هو رمي أشياء على الأرض بتفرق.
وأما التفرق في الهواء: فإطلاق النثر عليه مجاز، كما في قوله تعالى: (فجعلناه هباءً منثورًا) الفرقان/23.
فانتثار الكواكب مستعار لتفرق هيئات اجتماعها المعروفة في مواقعها، أو مستعار لخروجها من دوائر أفلاكها وسماواتها فتبدو مضطربة في الفضاء، بعد أن كانت تلوح كأنها قارة، فانتثارها تبددها وتفرق مجتمعها، وذلك من آثار اختلال قوة الجاذبية التي أقيم عليها نظام العالم الشمسي».
"التحرير والتنوير" (30/171).
والحاصل:
أنه، وعلى أي معنى كانت الآية، فالواجب أن يعلم أن أمور الآخرة، وأحوالها: لا تقاس بأمور الدنيا وأحوالها، كيف، وانتثارها هذا، إيذان بانتثار أمر هذا الكون ونظامه الذي كان عليه، وتبدل أحواله، فكيف يعارض ذلك بأحواله المعروفة المعتادة؟ وهل طلوع الشمس من مغربها، إلا غاية هذا الانتثار للنظام الكوني، وتبدل أحواله؟!
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب