0 / 0

ما نوع اللام في قوله تعالى: (لمسجد أسس على التقوى)؟

السؤال: 415909

قال تعالى: ( لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى)، هل اللام لابتداء أم لام القسم، كما في قول الله تعالى: ( لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ)؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

اللام في قوله تعالى: (لمسجد)، لام الابتداء، أو: لام القسم.

أمَّا لام الابتداء، فهي: “أكثرُ اللامات تصرُّفًا، ومعناها التوكيد، وهو تحقيقُ معنى الجملة وإزالةُ الشك”.

“شرح المفصل” لابن يعيش(5/146).

وأما لام القسم، فأصلها: “لامُ ‌الابتداء، وهي أحدُ الموجِبَيْن اللذين يُتلقّى بهما القسم، وهما اللامُ و”إنَّ”. وهذه اللامُ تدخل على الجملتين الاسميّةِ والفعلّيةِ”.

“شرح المفصل” لابن يعيش (5/140).

ولام الابتداء لشدة توكيدها وتحقيقها ما تدخل عليه يقدر بعض الناس قبلها قسمًا، فيقول: هي لام القسم، كأن تقدير قوله: لزيد قائم، والله لزيد قائم، فأضمر القسم ودلت عليه اللام، وغير منكر أن يكون مثل هذا قسمًا للتشابه بين لام القسم والابتداء.

انظر في الفرق بينهما “اللامات”، لأبي القاسم الزجاجي(78 – 79).

وقد ذكر أكثر أهل التفسير في معاني “اللام” في الآية الكريمة، معنى: الابتداء، وذكر بعضهم أنها لام الابتداء والقسم جميعًا.

ولا يوجد دليل يرجح أحد المعنيين فيها، وحمل الآية عليهما سائغ، وكما يقول “الزجاجي”: “والمعنى بينهما قريب لاجتماعهما في التوكيد والتحقيق”، انتهى من “اللامات” (79).

قال “الثعلبي”: “اللام فيه لام الابتداء، والقسم، تقديره: والله ‌لمسجدٌ ‌أُسِّسَ ‌عَلَى ‌التَّقْوَى أي: بني أصله وابتدئ بناؤه”، انتهى.

“تفسير الثعلبي” (14/ 54)، “التفسير البسيط” (11/48)، وانظر: “اللامات” (78).

وقال “مكي”: “ثم أقسم، فقال: ‌لَّمَسْجِدٌ ‌أُسِّسَ ‌عَلَى ‌التقوى، أي: ابتدئ أساسه وبناؤه على طاعة الله عز وجل، ورضوانه مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ، ابتدئ بنيانه، أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ، أي: أولى أن تقوم فيه، مصلياً لله، عز وجل”، انتهى من “الهداية الى بلوغ النهاية” (4/ 3155).

وقال “البغوي”: “اللام لام الابتداء، وقيل: لام القسم، تقديره: والله لمسجد أسس”.

 انتهى من “تفسير البغوي” (4/95).

وقال “ابن عطية”: “قيل إن اللام لام قسم، وقيل هي لام الابتداء كما تقول: لزيد أحسن الناس فعلًا، وهي مقتضية تأكيدًا”، انتهى من “تفسير ابن عطية” (3/82).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android