0 / 0
1,19719/06/2023

كيف تنصح أمها التي تسببت في مرض زوجها وأخذت منه مصدر رزقها لأنه تزوج عليها؟

السؤال: 416387

بعد أن تزوج والدي من زوجة أخرى سراً، بدأت والدتي تُحدث صعوبات لوالدي، بل وأخذت منه مصدر رزقه، الآن هو مريض للغاية ومجهد، أنا قلق على صحته، ولا أعرف ما إذا كانت والدتي في حالة عقلية جيدة، وحتى عندما يتم نصحها، فإنها تتجاهل النصيحة، وتكره من ينصحها، عائلة والدتي تدعمها، لتحمل والدي الكثير من المعاناة، وأنا بائسة للغاية؛ لأنني لا أعرف ماذا أفعل. أفيدوني كيف يجب أن أحترم أمي، وأحميها من نفسها؟ وكيف يجب أن أشجع والدي على التحلي بالصبر؟ وكذلك العناية بصحته لأنه يضع نفسه في مواقف عصيبة تضر بصحته.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا:

أباح الله تعالى للرجل الزواج من ثانية وثالثة ورابعة بشرط العدل، كما قال تعالى: فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا  النساء/3.

فعلى المؤمنة التسليم بذلك، وأن تقف عند حدود الله، وأن تحذر الاعتراض على شرعه.

ثانيا:

ينبغي أن تنصحي والدتك وتبيني لها أن الزواج من ثانية ليس محرما، وأن عليها أن ترعى زوجها وتحسن إليه، وألا تتسبب في إلحاق الأذى به، وأن ذلك يعود وباله عليها وعلى أولاده، وأنها بذلك تقع في الظلم المحرم، وتعرض نفسها للعقوبة، وأن تعلم أن تضرر الزوجة من زواج زوجها عليها  ابتلاء، ينبغي أن تقابله بالصبر والاحتساب، وعدم الاستماع لأهل التحريض والإفساد، وعدم اتباع خطوات الشيطان، وأن الصابرين لهم البشارة من الله تعالى في الدنيا والآخرة، كما قال: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ البقرة/155-157

فإن لم يمكنها الصبر، وخشيت على نفسها الضرر: جاز لها طلب الطلاق؛  لما روى أحمد (22440)، وأبو داود (2226)، والترمذي (1187)، وابن ماجه (2055) عَنْ ثَوْبَانَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا طَلَاقًا فِي غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّة.

والحديث صححه ابن خزيمة وابن حبان كما ذكر الحافظ في "الفتح" (9/403)، وصححه الألباني في "صحيح أبي داود"، وشعيب الأرنؤوط في تحقيق المسند.

والبأس: الشدة والمشقة.

وينظر: جواب السؤال رقم: (186325). 

وعليك أيضا أن تنصحي والدك أن يتحلى بالصبر، وأن يسعى لتحصيل مصدر الرزق، وأن يوقن بالفرج بعد الشدة، واليسر بعد العسر.

وأن تنصحي لأهل والدتك أن يتقوا الله في تعاملهم مع والدك، وأن يجتنبوا ما فيه ضرر له.

وبالجملة فإن الجميع عليهم أن يتقوا الله تعالى، وأن يحذروا عقابه وغضبه، وأن يعلموا أن إلحاق الأذى بالغير محرم، كما قال تعالى: وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا الأحزاب/58.

فإذا قمت بذلك ورعيت والدك في مرضه، فقد أديت ما عليك.

نسأل الله تعالى أن يجعل لكم فرجا ومخرجا.

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android