من هم الولدان المخلدون ؟
السؤال: 43191
هل الولدان المخلدون هم أطفال المسلمين الذين ماتوا صغارا ؟؟ .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
قال الله تعالى في شأن أهل الجنة : ( يَطُوفُ عَلَيْهِمْ
وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ ) الواقعة /17 وقال تعالى : (
وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ
لُؤْلُؤاً مَنْثُوراً ) الإنسان/19
قال ابن كثير رحمه الله : أي : يطوف على أهل الجنة للخدمة ولدان
من ولدان الجنة ، مخلدون : أي : على حالة واحدة ، مخلدون عليها لا يتغيرون عنها ؛
لا تزيد أعمارهم عن تلك السن . قال ابن عباس رضي الله عنهما : غلمان لا يموتون .
قال ابن القيم رحمه الله : قال أبو عبيدة والفراء : مخلدون : لا
يهرمون ولا يتغيرون ؛ قال : والعرب تقول للرجل إذا كبر ولم يشمط : إنه لمخلد ، وإذا
لم تذهب أسنانه من الكبر قيل : هو مخلد .
وقوله تعالى في وصفهم ، في سورة الإنسان : ( إذا رأيتهم حسبتهم
لؤلؤا منثورا ) أي : إذا رأيتهم في انتشارهم في قضاء حوائج السادة ، وكثرتهم وصباحة
وجوههم وحسن ألوانهم وثيابهم وحليهم ، حسبتهم لؤلؤا منثورا ، ولا يكون التشبيه أحسن
من هذا ، ولا في المنظر أحسن من اللؤلؤ المنثور على المكان الحسن .
قال ابن القيم رحمه الله : وشبههم سبحانه باللؤلؤ المنثور لما
فيه من البياض وحسن الخلقة. وفي كونه منثورا فائدتان :
إحداهما : الدلالة على أنهم غير معطلين ، بل مبثوثون في خدمتهم
وحوائجهم .
الثانية : أن اللؤلؤ إذا كان منثورا ، ولاسيما على بساط من ذهب
أو حرير ، كان أحسن لمنظره وأبهى ، من كونه مجموعا في مكان واحد .
وقد اختلف العلماء فيمن يكون هؤلاء الولدان :
فروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، والحسن البصري أن المراد
بالولدان هنا ولدان المسلمين الذين يموتون صغارا ولا حسنة لهم ولا سيئة .
وروي عن سلمان رضي الله عنه أنه قال : أطفال المشركين هم خدم أهل
الجنة .
قال الحسن : لم يكن لهم حسنات يجزون بها ، ولا سيئات يعاقبون
عليها ، فوضعوا في هذا الموضع .
قال شيخ الإسلام رحمه الله : قال شيخ الإسلام رحمه الله : ولا
أصل لهذا القول . ” مجموع الفتاوى ” (4/279) .
وقال ابن القيم رحمه الله : وقد روى في ذلك حديث لا يثبت .
وقيل : إن هؤلاء الولدان أنشأهم الله لأهل الجنة ، يطوفون عليهم
كما شاء ، من غير ولادة .
وهذا القول الأخير هو الذي ارتضاه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه
الله تعالى . فقد سئل رحمه الله : عن الولدان : هل هم ولدان أهل الجنة ؟
فأجاب : الولدان الذين يطوفون على أهل الجنة خلق من خلق الجنة ;
ليسوا بأبناء أهل الدنيا بل أبناء أهل الدنيا إذا دخلوا الجنة يكمل خلقهم كأهل
الجنة ؛ على صورة آدم أبناء ثلاث وثلاثين سنة ، في طول ستين ذراعا . وقد روي أيضا
أن العرض سبعة أذرع .
انظر : مجموع الفتاوى : 4/312
واستظهر ابن القيم رحمه الله هذا القول أيضا . قال : والأشبه أن
هؤلاء الولدان مخلوقون من الجنة ، كالحور العين ، خدما لهم وغلمانا … ، وهؤلاء
غير أولادهم ؛ فإن من تمام كرامة الله تعالى لهم أن يجعل أولادهم مخدومين معهم ،
ولا يجعلهم غلمانا لهم .
راجع أيضا : السؤال رقم [
6496 ] .
والله أعلم .
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
![answer](/_next/image?url=%2F_next%2Fstatic%2Fmedia%2Fanswer.91a384f1.png&w=64&q=75)
موضوعات ذات صلة