الكرسي موضع قدمي الرب، كيف أمكن أن يكون صغيرا جدا بالنسبة للعرش، كحلقة ملقاة في أرض فلاة؟ وأين يوجد الآ؟ هل هو تحت البحر الذي تحت العرش؟
ما حجم الكرسي وأين مكانه؟
السؤال: 432948
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
يجب الإيمان بالعرش والكرسي، والعرش سقف المخلوقات، وهو أعظمها، وقد استوى الله على العرش استواء يليق بجلاله وعظمته كما أخبر في كتابه وأجمع عليه أهل السنة.
وأما الكرسي فموضع قدمي الرب سبحانه، كما صح عن ابن عباس رضي الله عنه قال: ” الكرسي موضع القدمين، والعرش لا يقدر أحد قدره “.
رواه ابن خزيمة في “التوحيد” (1/ 248 رقم: 154)، وابن أبي شيبة في “العرش” (61)، والدارمي في “الرد على المريسي”، وعبد الله ابن الإمام أحمد في “السنة”، والحاكم في “المستدرك” (2/ 282)، وصححه على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في “مختصر العلو” ص 102، وأحمد شاكر في “عمدة التفسير” (2/ 163).
وقال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ” الكرسي موضع القدمين، وله أطيطٌ كأطيطِ الرَّحْل “. رواه عبد الله ابن الإمام أحمد في “السنة”، وابن أبي شيبة في “العرش” (60)، وابن جرير، والبيهقي، وغيرهم، وصحح إسناده ابن حجر في “الفتح” (8/47) والألباني في “مختصر العلو” ص 123 – 124.
والكرسي خلق عظيم، يسع السموات والأرض، كما قال تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) البقرة/255 ، لكنه دون العرش، كما في حديث أبي ذر المشهور قال:
( قلت يا رسول الله أيما أنزل عليك أعظم؟ قال: (آية الكرسي).
ثم قال: ( يا أبا ذر ما السموات السبع مع الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على الحلقة).
والحديث أخرجه: ابن أبي شيبة في “كتاب العرش” رقم (58) . وابن حبان في صحيحه (1/76-79) . وأبو الشيخ في “العظمة” (2/648-649، ح259) . وأبو نعيم في “الحلية” (1/166) . والبيهقي في “الأسماء والصفات” (2/300-301، ح862) .
وللحديث أيضاً طرق أخرى، ذكرها الألباني في “سلسلة الأحاديث الصحيحة” رقم (109) ، وقال: “وجملة القول أن الحديث بهذه الطرق صحيح”.
وقد نقل الحافظ ابن حجر في “فتح الباري” (13/411) عن ابن حبان تصحيح الحديث وقال: “وله شاهد عن مجاهد أخرجه سعيد بن منصور في تفسيره بسند صحيح عنه” .
ثانيا:
العرش والكرسي فوق السموات السبع، كما يُعلم من النصوص.
قال ابن القيم رحمه الله ” ولهذا لما كانت السماء محيطة بالأرض، كانت عالية عليها، ولما كان الكرسي محيطاً بالسماوات، كان عالياً عليها ، ولما كان العرش محيطاً بالكرسي، كان عالياً” انتهى من ” الصواعق المرسلة ” (4/1308) ..
وقال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله : “وأما من حرَّف كلام الله، وجعل العرش عبارة عن الملك ، كيف يصنع بقوله تعالى : ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية ) [ الحاقة / 17 ] ، وقوله: ( وكان عرشه على الماء ) [ هود / 7 ] ؟ أيقول : ويحمل ملكه يومئذ ثمانية ، وكان ملكه على الماء، ويكون موسى عليه السلام آخذا بقائمة من قوائم المُلْك ؟ هل يقول هذا عاقل يدري ما يقول .
وأما الكرسي فقال تعالى: ( وسع كرسيه السموات والأرض ) البقرة /255.
وقد قيل : هو العرش .
والصحيح : أنه غيره ، نُقل ذلك عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره. روى ابن أبي شيبة في كتاب ” صفة العرش ” والحاكم في ” مستدركه ” وقال: إنه على شرط الشيخين ولم يخرجاه، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وسع كرسيه السموات والأرض ) أنه قال : ” الكرسي موضع القدمين ، والعرش لا يقدر قدره إلا الله تعالى ” .
وقد روي مرفوعاً ، والصواب : أنه موقوف على ابن عباس …
قال أبو ذر رضي الله عنه : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما الكرسي في العرش إلا كحلْقة من حديد أُلقيت بين ظهري فلاة من الأرض ” .
.. وهو كما قال غير واحدٍ من السلف : بين يدي العرش كالمرقاة إليه” انتهى من ” شرح العقيدة الطحاوية ” ( ص 312 ، 313 ) .
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب