تنزيل
0 / 0
3,96406/03/2023

كيف يكون الكرسي موضع قدم الله عز وجل وهو كحلقة في فلاة من العرش؟

السؤال: 447839

كيف يكون الكرسي موضع قدم الله عز وجل وهو كحلقة في فلاة من العرش؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

سبق بيان الكرسي والعرش والعلاقة بينهما في جواب السؤال رقم: (9566)، وينظر أيضًا جواب السؤال رقم: (201803).

ثانيًا:

الله عز وجل هو الكبير سبحانه، وهو سبحانه مستو على عرشه، والعرش أكبر من الكرسي، والكرسي هو موضع قدمي الرحمن المستوي على العرش سبحانه، ولا يوجد إشكال في أن يكون الكرسي أصغر من العرش بكثير، فالذي أخبرت به النصوص هو ثلاثة أمور:

الأول: العرش، واستواء الله سبحانه عليه.

الثاني: الكرسي وأنه هو موضع قدمي الرحمن جل وعلا.

ثالثًا: العلاقة من ناحية القدر بين الكرسي والعرش هي كالعلاقة بين الحلقة والفلاة.

وهذه المعاني الثلاثة المستفادة من النصوص هي معان متآلفة لا إشكال فيها، ولا يمتنع أن يستوي الله على عرشه ويضع قدميه على كرسي يبلغ التفاوت بيه وبين العرش ما ذكر في الحديث.

وإنما يقع الإشكال من محاولة الإنسان تكييف هذا بعقله، فيتخيل عرشًا هيئته كما يعرف من العروش، وكرسيًا هيئته كهيئة ما يعرف من الكراسي، ثم يبدأ في تخيل النسبة الحجمية، ثم يكيف طريقة وضع الله المستوي على عرشه قدميه على هذا الكرسي.  

وهذا كله خطأ، فالنسبة الحجمية بين العرش والكرسي نعرفها بدلالة النصوص، لكن كيفية العرش أصلا غير معروفة لنا، وكيفية الكرسي غير معروفة لنا، وكيفية استواء الله على عرشه غير معلومة لنا إلا في حدود ما أثبتته النصوص، وكيفية قدميه سبحانه، وكيفية وضع القدمين على الكرسي: كل ذلك غير معلوم لنا.

ولا إشكال عندنا من حيث الأصل في “جسمانية” العرش، أو الكرسي، أو “تكييفهما”؛ فكلاهما: جسم، مادي، محسوس، مخلوق؛ غير أنهما من “عالم الغيب”، والخوض في “تكييفه”، من غير نص وارد بذلك: هو من اتباع الظن، والقول على الله بغير علم؛ فالواجب التوقف عند ما ورد به النفس، وقطع الطمع عما وراء ذلك.

وبكل حال؛ فالواجب الوقوف عند ما أثبتته النصوص من صفات الله جل جلاله، وأفعاله، دون توهم كيفية لذلك، أو الخوض فيه بغير علم من الله. وهذا الإيمان لا تقع معه إشكالات كالتي يشير إليها السؤال، فهذا إشكال ناتج عن صناعة صورة ذهنية متوهمة للعرش والكرسي، ولكيفية استواء الله على عرشه، ووضع قدميه ـ سبحانه ـ على كرسيه. وهذا كله من التوهم الباطل، ومن القول على الله بغير علم.

وينظر جواب الأسئلة رقم: (219403)، (178915).

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android