تنزيل
0 / 0
62029/01/2024

تكره الزواج وتنفر منه، فما النصيحة؟

السؤال: 457829

أنا أكره الزواج، ولا أتمنى أن أتزوج، أتذكر دائما أني سوف أحبه في الجنة، ولا أريد ذلك، ودائما أبكي بسبب هذا الشيء، هذا الشيء أثر في صحتي إلى حد أني أهمل صحتي النفسية والجسدية، وأبكي بشدة ، ولكني لا أعرف ماذا أفعل، ولا أتوقع أن أستطيع حب هذا الشيء؛ لأنني أحس أني مجبرة فيه، وأنا لا أستطيع فعل ذلك؛ لأنني أكره أن أجبر نفسي على شيء لا أريده، حاولت أن أتقبل الأمر، لكن كلما تقبلته كلما ساءت حالتي النفسية والجسدية، الشيء ممكن سخيف، لكن أتمنى الجواب إن كان هناك أمل بأني لا أتزوج في الجنة.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولًا:

نسأل الله أن يُفرج عنك ويشرح صدرك ويرد عنك كيد الشيطان، فإن الشيطان يتفنن في إذهاب دين العبد بطرق لا تكاد تخطر على قلب بشر، فأكثري من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم.

ثانيًا:

التعلق احتياج إنساني فطر الله عز وجل عليه عباده، وهو احتياج يبدأ سداده منذ ولادة أحدنا طفلًا يتعلق بأبويه، وانتهاء بالتعلق الأسمى والأكمل بالله عز وجل، مرورًا بسائر التعلقات التي يمر بها الإنسان، من الأرحام والجيران والزملاء والأصدقاء، وكل هذه التعلقات ساحات لعبودية الله عز وجل، كما أنها تعين الإنسان على اجتياز رحلة الحياة.

وإذا صد الإنسان عن هذه التعلقات، وعن سداد احتياجه منها؛ وجد بداخله فراغا وفجوة تفسد عيشه، ولابد أن يتسلط الشيطان عليه، مستغلًا هذا الفراغ المنافي للفطرة الإنسانية التي فطر الله الناس عليها.

وهذه الفطرة الإنسانية تشترك في رعايتها واحترامها جميع الأديان، حتى المذاهب الوثنية والإلحادية، كلها لا تختلف في أهمية علاقة الزواج للاتزان الإنساني وجودة العيش.

ثالثًا:

الزواج هو ثاني أهم التعلقات الإنسانية بعد التعلق بالوالدين، وقد امتن الله به على بني آدم فقال: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ الروم/21، وهو التعلق الذي جعله الله عز وجل نواة للمجتمع وجوهر تكوين الأسرة التي تتوجه إليه بالعبادة، وتُحقق مقاصد الله من خلق الإنسان؛ لأجل ذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: تزوجوا فإِنَّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ، ولَا تكونوا كرهبانِيَّةِ النصارى أخرجه البيهقي في "السنن الكبير" (7/125)، وصححه الشيخ الألباني في "صحيح الجامع" (2941)، وفي "السلسلة الصحيحة" (1782).

رابعًا:

إذا تثبت أن الزواج احتياج فطري ومطلب شرعي، فينبغي أن يكون واضحًا أن الإنسان إذا وجد في نفسه ما تجدين أختنا الكريمة، من صدود غير طبيعي، يتعدى مجرد كونه عدم رغبة في الزواج ليصل لمرتبة العقدة النفسية، فلا شك أن هذا فوق كونه من كيد الشيطان؛ فهو حال غير سوية من الناحية النفسية، وغالبًا ما تكون نتاج إساءات تعرض لها الإنسان فأنشأت في نفسه هذه الدرجة العالية من الصدود، وإذا وصل الصدود إلى تلك الدرجة التي تُوشك أن تُذهب دينك والعياذ بالله؛ فهذه حالة خطيرة، تستوجب طلب المساعدة النفسية؛ فإن الصدود عن الزواج الناتج عن التعرض للإساءات هو حالة نفسية قابلة للعلاج بإذن الله، فنرجو أن تستعيني بمعالجة نفسية جيدة، تأخذ بيدك فتفحص معك أسباب تكون هذه الصدود، وتعالج معك الأفكار المصاحبة له، وبإذن الله تنفرج عنك هذه الغمة؛ فاطلبي علاجها، فهي حالة مرضية كسائر الأمراض، وما أنزل الله داء إلا وأنزل له الدواء، سوى الهرم. وقبل ذلك كله: استعيني بالله جل جلاله، وأكثري من الدعاء، أن يصلح الله لك دينك، ودنياك، ويصلح بالك، وشأنك كله، وأن يعيذك من كيد الشيطان ونزغاته ووساوسه.

ويُنظر جواب السؤال رقم: (82968)، ورقم: (420850).

والله أعلم.

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android