0 / 0

هل صح خبر عقد النبي صلى الله عليه وسلم على سناء بنت أسماء السّلميّة؟

السؤال: 477991

صحة حديث أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَزَوَّجَ سَنَاءَ بِنْتَ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيَّةَ فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا

ملخص الجواب

لم يرد نص صحيح بعقد النبي صلى الله عليه وسلم على سناء بنت أسماء بن الصلت الأسلمية، وإنما الوارد فيها روايات ضعيفة منقطعة الإسناد.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الخبر رواه الحاكم في "المستدرك" (4 / 35)، قال: أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ، حدثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حدثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ، قَالَ: وَزَعَمَ حَفْصُ بْنُ النَّضْرِ السُّلَمِيُّ، وَعَبْدُ الْقَاهِرِ بْنُ السَّرِيِّ السُّلَمِيُّ: " أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَزَوَّجَ ‌سَنَاءَ ‌بِنْتَ ‌أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيَّةَ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا".

وأبو عبيدة الظاهر أنه معمر بن المثنى، كما في "الاستيعاب" لابن عبد البر (4 / 1865)، حيث قال:

" ‌ذَكَرَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ حَفْصِ بْنِ النَّضْرِ، وَعَبْدِ الْقَاهِرِ بْنِ السَّرِيِّ السُّلَمِيَّيْنِ، قَالا: تَزَوَّجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ‌سَنَاءَ ‌بِنْتَ أَسْمَاءَ بْنِ الصَّلْتِ السُّلَمِيَّةَ، فَمَاتَتْ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا " انتهى.

لكن الذهبي في "سير أعلام النبلاء" (2 / 256)، قال: " قال أبو عبيد القاسم بن سلام: وزعم حفص بن النضر السلمي، وعبد القاهر بن السري:

( أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج ‌سناء ‌بنت أسماء بن الصلت السلمية؛ فماتت قبل أن يدخل بها ) " انتهى.

فيحتمل أن إسناد هذا الخبر: عن أبي عبيد القاسم بن سلام، عن أبي عبيدة معمر بن المثنى.

وعل كل حال، فإسناد هذا الخبر منقطع غير متصل؛ فحفص، وعبد القاهر السلميان: لم يدركا عصر النبوة، ولا عصر الصحابة، وإنما روايتهما عن التابعين.

ورواه ابن سعد في "الطبقات الكبرى" (8 / 149)، قال: أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال: حدثني رجل من رهط عبد الله بن خازم السلمي:( أن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، تزوج سنا بنت الصلت بن حبيب السلمية، فماتت قبل أن يصل إليها ).

وهذا الإسناد ضعيف جدا لضعف الكلبي، ولجهالة الرجل السلمي، وللانقطاع.

قال ابن عبد البر رحمه الله تعالى:

" اختلف فيها وفي اسمها. فقال أحمد بن صالح المصري: أسماء بنت الصلت السلمية، من أزوج النبي صلى الله عليه وسلم.

وروى عن قتادة نحوه. وقال ابن إسحاق: سناء بنت أسماء بن الصلت السلمية، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم طلقها.

وقال علي بن عبد العزيز بن علي بن الحسن الجرجاني النسابة: هي وَسْنَاءُ بنتُ الصلت بن حبيب بن جارية ابن هلال بن حرام بن سماك بن عوف بن امرئ القيس بن بهثة بن سليم السلمية؛ تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماتت قبل أن تصل إليه.

وقال أبو عمر: قول من قال سناء بنت الصلت أولى بالصواب إن شاء الله تعالى.

وفي سبب فراقها اختلاف أيضا، ولا يثبت فيها شيء من جهة الإسناد " انتهى. "الاستيعاب في معرفة الأصحاب" (4 / 1783).

وقال رحمه الله تعالى:

" وأما اللواتي اختلف فيهن، ممن ابتنى بها وفارقها أو عقد عليها، ولم يدخل بها، أو خطبها ولم يتم له العقد منها، فقد اختُلف فيهن، وفي أسباب فراقهن اختلافا كثيرا يوجب التوقف عن القطع بالصحة في واحدة منهن " انتهى. "الإستيعاب" (1 / 46).

وقال الذهبي رحمه الله تعالى بعد أن ذكر جملة من هؤلاء النسوة، ومنها قوله: " يروى عن قتادة وغيره، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوج سناء بنت الصلت السلمية، فماتت قبل أن يصل إليها ".

ثم ذكر جملة من الروايات، ثم قال:

" هذا ونحوه إنما أوردته للتعجب، لا للتقرير " انتهى. "سير أعلام النبلاء" (سيرة2 / 493 – 495).

والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android