هل “الذي له الملك” ، “مالك الملك” و “الفعال لما يريد” من أسماء الله الثابتة؟
هل “الذي له الملك، ومالك الملك، وفعال لما يريد” من أسماء الله تعالى؟
السؤال: 536457
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا:
الذي له الملك هو الله تعالى، كما قال: (يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) التغابن/1.
وهذا ليس اسما، وإنما اسمه المالك والمليك، كما قال تعالى: (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ) المؤمنون/116، وقال سبحانه: (هُوَ اللهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ) الحشر/ 23، وقال: (فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ) القمر/ 55.
وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: (يَقْبِضُ اللَّهُ الأَرْضَ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَيَطْوِي السَّمَاءَ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا المَلِكُ أَيْنَ مُلُوكُ الأَرْضِ) رواه: البخاري (7382) ، ومسلم (2787).
ثانيا:
مالك الملك: ورد في قوله تعالى: (قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ) آل عمران/26
وهو من الأسماء المضافة، وصرح بعدّه في الأسماء جماعة من العلماء، منهم الخطابي، وابن القيم، وابن الوزير. وينظر: "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى"، للدكتور محمد بن خليفة التميمي، ص204.
وقال شيخ الإسلام: " وكذلك أسماؤه المضافة مثل: أرحم الراحمين، وخير الغافرين، ورب العالمين، ومالك يوم الدين، وأحسن الخالقين، وجامع الناس ليوم لا ريب فيه، ومقلب القلوب، وغير ذلك مما ثبت في الكتاب والسنة، وثبت في الدعاء بها بإجماع المسلمين" انتهى.
ثالثا:
الفعال لما يريد: ورد في قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) هود/107، وقوله: (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ * ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ * فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ) البروج/14-16.
وممن عده من الأسماء: " 1- جعفر الصَّادق. 2- والحليميِّ. 3- والبيهقيِّ. 4- وابن الوزير" انتهى من "معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى"، للدكتور محمد بن خليفة التميمي، ص202.
قال ابن القيم رحمه الله: "إن الصفة إذا كانت منقسمة إلى كمال ونقص لم تدخل بمطلقها في أسمائه، بل يطلق عليه منها كمالها، وهذا كالمريد، والفاعل، والصانع، فإن هذه الألفاط لا تدخل في أسمائه، ولهذا غلط من سماه بالصانع عند الإطلاق، بل هو الفعال لما يريد، فإن الإرادة والفعل والصنع منقسمة، ولهذا إنما أطلق على نفسه من ذلك أكمله فعلا وخبرا" انتهى من "بدائع الفوائد" (1/161).
وقال السعدي رحمه الله في بيان الأسماء في آخر تفسيره، ص948 : " الفعال لما يريد: وهذا من كمال قوته، ونفوذ مشيئته وقدرته، أن كل أمر يريده: يفعله، بلا ممانع، ولا معارض، وليس له ظهير ولا عوين، على أي أمر يكون، بل إذا أراد شيئا قال له "كن فيكون".
ومع أنه الفعال لما يريد، فإرادته تابعة لحكمته وحمده، فهو موصوف بكمال القدرة، ونفوذ المشيئة، وموصوف بشمول الحكمة، لكل ما فعله ويفعله" انتهى.
فهو من الأسماء المضافة التي يدعى بها.
والله أعلم.
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب