كيف يطلب موسى من الله تعالى الرؤية رغم ذلك الوعيد الذي حل على بني إسرائيل؟ (وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نُّؤْمِنَ لَكَ حَتَّىٰ نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنتُمْ تَنظُرُونَ))؟
وإن قلت: بأن موسى عليه السلام في اعتقاده إنه من الممكن رؤية الله تعالى، فأراد الله تعالى أن يكرمه بها، إذا هل موسى عليه السلام لا يعلم إذا كان الله تعالى يُرى في الدنيا أم لا؟ وهل هو لا يعلم ما يليق سؤاله بالله تعالى وما لا يليق؟ ثم أليس في طلبه الرؤية هو إكبات لقومه؟
فالنبي إبراهيم عليه السلام قال للكوكب هذا ربي وغيره، يقول تعالى: ( فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَىٰ كَوْكَبًا ۖ قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَٰذَا رَبِّي ۖ فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَٰذَا رَبِّي هَٰذَا أَكْبَرُ ۖ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) ).
وكلنا متفقون إن هذا لإكبات قومه بدليل (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَىٰ قَوْمِهِ ۚ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَّن نَّشَاءُ ۗ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (83)، رغم أنه لا يوجد دليل على أن قوم إبراهيم كانوا يعبدون الأجرام السماوية، ولكن هناك أدلة كثيرة تدل على أن قوم موسى أرادوا رؤية الله يقول تعالى: (فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَىٰ أَكْبَرَ مِن ذَٰلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ ۚ )، وغيرها من الآيات لذا أليس من الأولى أن تفسر هذه الآية لإكبات قومه؟
أولا:
إنما طلب موسى عليه السلام رؤية ربه: لأنها ممكنة في الدنيا، ولو كانت محالا ما طلبها؛ إذ هو معصوم من أن يطلب المحال، ولم يقل الله تعالى له: إنه لا تجوز رؤيتي، أو أنك أخطأت في طلب الرؤية، لأنها غير ممكنة في نفسها، أو كما قال لنوح عليه السلام: (يَانُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ).
وإنما علق الرؤية على أمر ممكن، وهو استقرار الجبل، كما قال تعالى: (قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي)، والمعلق على ممكن: ممكن.
فالآية حجة على منكري رؤية الله تعالى في الآخرة، فرؤيته ممكنة حتى في الدنيا.
قال ابن أبي العز الحنفي رحمه الله في "شرح الطحاوية" (1/ 212): "وأما استدلال المعتزلة بقوله تعالى: {قال لن تراني} ، وبقوله تعالى: {لا تدركه الأبصار} فالآيتان دليل عليهم:
أما الآية الأولى: فالاستدلال منها على ثبوت رؤيته من وجوه:
أحدها: أنه لا يُظن بكليم الله ورسوله الكريم، وأعلم الناس بربه في وقته: أن يسأل ما لا يجوز عليه، بل هو عندهم من أعظم المحال.
الثاني: أن الله لم ينكر عليه سؤاله، ولما سأل نوح ربه نجاة ابنه أنكر سؤاله، وقال: {إني أعظك أن تكون من الجاهلين} .
الثالث: أنه تعالى قال: {لن تراني} ، ولم يقل: إني لا أُرى، أو لا تجوز رؤيتي، أو لست بمرئي. والفرق بين الجوابين ظاهر؛ ألا ترى أن من كان في كمه حجر، فظنه رجل طعاما، فقال: أطعمنيه، فالجواب الصحيح: أنه لا يؤكل، أما إذا كان طعاما، صح أن يقال: إنك لن تأكله. وهذا يدل على أنه سبحانه مرئي، ولكن موسى لا تحتمل قواه رؤيته في هذه الدار، لضعف قوى البشر فيها عن رؤيته تعالى.
يوضحه: الوجه الرابع: وهو قوله: {ولكن انظر إلى الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني} ؛ فأعلمه أن الجبل مع قوته وصلابته: لا يثبت للتجلي في هذه الدار، فكيف بالبشر الذي خلق من ضعف؟
الخامس: أن الله سبحانه قادر على أن يجعل الجبل مستقرا، وذلك ممكن، وقد علق به الرؤية، ولو كانت محالا، لكان نظير أن يقول: إن استقر الجبل فسوف آكل وأشرب وأنام. والكل عندهم سواء.
السادس: قوله تعالى: {فلما تجلى ربه للجبل جعله دكا} ، فإذا جاز أن يتجلى للجبل، الذي هو جماد لا ثواب له ولا عقاب، فكيف يمتنع أن يتجلى لرسله وأوليائه في دار كرامته؟ ولكن الله تعالى أعلم موسى عليه السلام أن الجبل إذا لم يثبت لرؤيته في هذه الدار، فالبشر أضعف.
السابع: أن الله كلم موسى: ناداه وناجاه، ومن جاز عليه التكلم والتكليم، وأن يَسمع مخاطبُه كلامَه بغير واسطة - فرؤيته أولى بالجواز. ولهذا لا يتم إنكار رؤيته إلا بإنكار كلامه، وقد جمعوا بينهما.
وأما دعواهم تأييد النفي بـ (لن)، وأن ذلك يدل على نفي الرؤية في الآخرة، ففاسد، فإنها لو قيدت بالتأبيد، لا تدل على دوام النفي في الآخرة؛ فكيف إذا أطلقت؟ قال تعالى: {ولن يتمنوه أبدا} ، مع قوله: {ونادوا يامالك ليقض علينا ربك} .
ولأنها لو كانت للتأبيد المطلق، لما جاز تحديد الفعل بعدها، وقد جاء ذلك، قال تعالى: {فلن أبرح الأرض حتى يأذن لي أبي} .
فثبت أن (لن) لا تقتضي النفي المؤبد. قال الشيخ جمال الدين بن مالك رحمه الله تعالى:
ومن رأى النفي بلن مؤبدا فقوله اردد وسواه فاعضدا
وأما الآية الثانية: فالاستدلال بها على الرؤية من وجه حسن لطيف، وهو: أن الله تعالى إنما ذكرها في سياق التمدح، ومعلوم أن المدح إنما يكون بالصفات الثبوتية، وأما العدم المحض فليس بكمال فلا يمدح به، وإنما يمدح الرب تعالى بالنفي إذا تضمن أمرا وجوديا، كمدحه بنفي السنة والنوم، المتضمن كمال القيومية، ونفي الموت المتضمن كمال الحياة، ونفي اللغوب والإعياء، المتضمن كمال القدرة، ونفي الشريك والصاحبة والولد والظهير، المتضمن كمال ربوبيته وإلهيته وقهره، ونفي الأكل والشرب المتضمن كمال صمديته وغناه، ونفي الشفاعة عنده إلا بإذنه المتضمن كمال توحده وغناه عن خلقه، ونفي الظلم، المتضمن كمال عدله وعلمه وغناه، ونفي النسيان وعزوب شيء عن علمه، المتضمن كمال علمه وإحاطته، ونفي المثل، المتضمن لكمال ذاته وصفاته.
ولهذا لم يتمدح بعدم محض لم يتضمن أمرا ثبوتيا، فإن المعدوم يشارك الموصوف في ذلك العدم، ولا يوصف الكامل بأمر يشترك هو والمعدوم فيه.
فإن المعنى: أنه يُرى، ولا يُدرك ولا يحاط به. فقوله: {لا تدركه الأبصار} ، يدل على كمال عظمته، وأنه أكبر من كل شيء، وأنه لكمال عظمته لا يدرك بحيث يحاط به، فإن الإدراك هو الإحاطة بالشيء، وهو قدر زائد على الرؤية، كما قال تعالى: {فلما تراءى الجمعان قال أصحاب موسى إنا لمدركون قال كلا} ، فلم ينف موسى الرؤية، وإنما نفى الإدراك، فالرؤية والإدراك كل منهما يوجد مع الآخر وبدونه، فالرب تعالى يُرى ولا يدرك، كما يُعلم ولا يُحاط به علما، وهذا هو الذي فهمه الصحابة والأئمة من الآية، كما ذُكِرت أقوالُهم في تفسير الآية، بل هذه الشمس المخلوقة لا يتمكن رائيها من إدراكها على ما هي عليه" انتهى من شرح الطحاوية.
ثانيا:
إنما طلب موسى عليه السلام الرؤية قبل أن يقع لبني إسرائيل ما وقع.
وسياق الآيات في سورة الأعراف، وكلام أهل التفسير يدل على ذلك.
قال الله تعالى: (وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ)
ثم ذكر الله تعالى رجوع موسى إلى قومه، وإنكاره عليهم عبادة العجل، إلى أن قال: (وَلَمَّا سَكَتَ عَنْ مُوسَى الْغَضَبُ أَخَذَ الْأَلْوَاحَ وَفِي نُسْخَتِهَا هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ (154) وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلًا لِمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا) الأعراف/154- 155.
وقد ذهب جماعة من المفسرين إلى أن سبب هذه الرجفة: طلبهم أن يروا الله جهرة.
قال ابن كثير رحمه الله: " قال السدي: إن الله أمر موسى أن يأتيه في ناس من بني إسرائيل، يعتذرون إليه من عبادة العجل، ووعدهم موعدا، فاختار موسى قومه سبعين رجلا على عينه، ثم ذهب بهم ليعتذروا. فلما أتوا ذلك المكان قالوا: لن نؤمن لك يا موسى حتى نرى الله جهرة، فإنك قد كلمتَه، فأرِنَاه. فأخذتهم الصاعقة، فماتوا. فقام موسى يبكي ويدعو الله ويقول: رب، ماذا أقول لبني إسرائيل إذا لقيتُهم وقد أهلكتَ خيارهم؟ {رب لو شئت أهلكتهم من قبل وإياي}" انتهى من "تفسير ابن كثير" (3/ 479).
وذكر قريبا منه عن محمد بن إسحاق.
وينظر "تفسير الطبري" (13/ 140).
ثالثا:
بنو إسرائيل إنما أخذتهم الصيحة لتعليقهم الإيمان على الرؤية، لا لمجرد طلب الرؤية.
قال تعالى: (وَإِذْ قُلْتُمْ يَامُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ * ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) البقرة/55-56.
قال البغوي رحمه الله في تفسيره (1/ 96): " قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً}: وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ أَنْ يَأْتِيَهُ، فِي نَاسٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ مِنْ عِبَادَةِ الْعِجْلِ، فَاخْتَارَ مُوسَى سَبْعِينَ رَجُلًا مِنْ قَوْمِهِ مِنْ خِيَارِهِمْ، فَقَالَ لَهُمْ: صُومُوا وَتَطَهَّرُوا وَطَهِّرُوا ثِيَابَكُمْ، فَفَعَلُوا، فَخَرَجَ بِهِمْ مُوسَى إِلَى طُورِ سَيْنَاءَ لِمِيقَاتِ رَبِّهِ، فَقَالُوا لِمُوسَى: اطْلُبْ لَنَا نَسْمَعْ كَلَامَ رَبِّنَا، فَقَالَ لَهُمْ: أَفْعَلُ، فَلَمَّا دَنَا مُوسَى إِلَى طُورِ سَيْنَاءَ مِنَ الْجَبَلِ وَقَعَ عَلَيْهِ عَمُودُ الْغَمَامِ، وَتَغَشَّى الْجَبَلَ كُلَّهُ، فَدَخَلَ فِي الْغَمَامِ وَقَالَ لِلْقَوْمِ: ادْنُوَا، فَدَنَوْا حَتَّى دَخَلُوا فِي الْغَمَامِ، وَخَرُّوا سُجَّدًا، وَكَانَ مُوسَى إِذَا كَلَّمَهُ رَبُّهُ وَقَعَ عَلَى وَجْهِهِ نُورٌ سَاطِعٌ لَا يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنْ بَنِي آدَمَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ، فَضُرِبَ دُونَهُمُ الْحِجَابُ وَسَمِعُوهُ وَهُوَ يُكَلِّمُ مُوسَى، يَأْمُرُهُ وَيَنْهَاهُ، وَأَسْمَعَهُمُ اللَّهُ: أَنِّي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا، ذُو بَكَّةَ، أَخْرَجْتُكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِيَدٍ شَدِيدَةٍ، فَاعْبُدُونِي وَلَا تَعْبُدُوا غَيْرِي.
فَلَمَّا فَرَغَ مُوسَى، وَانْكَشَفَ الْغَمَامُ: أَقْبَلَ إِلَيْهِمْ، فَقَالُوا: لَهُ (لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً): مُعَايَنَةً. وَذَلِكَ أَنَّ الْعَرَبَ تَجْعَلُ الْعِلْمَ بِالْقَلْبِ رُؤْيَةً، فَقَالَ: جَهْرَةً، لِيَعْلَمَ أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ الْعِيَانُ {فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ} أَيِ الْمَوْتُ، وَقِيلَ: نَارٌ جَاءَتْ مِنَ السَّمَاءِ فَأَحْرَقَتْهُمْ" انتهى.
وقال تعالى: (يَسْأَلُكَ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنْ تُنَزِّلَ عَلَيْهِمْ كِتَابًا مِنَ السَّمَاءِ فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ) النساء/153
قال الطاهر بن عاشور رحمه الله :"وكان ذلك إرهابا لهم وزجرًا، ولذلك قال : ( بظلمهم ). والظلم هو المحكي في سورة البقرة، من امتناعهم من تصديق موسى إلى أن يروا الله جهرة، وليس الظلم لمجرد طلب الرؤية؛ لأن موسى قد سأل مثل سؤالهم مرة أخرى، حكاه الله عنه بقوله : ( وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ ) الآية " انتهى من " التحرير والتنوير "(4/ 301).
والحاصل: أنهم عوقبوا بالصعقة، لا لمجرد طلب الرؤية، بل لقولهم: لن نؤمن حتى نرى الله، وأن طلب موسى عليه السلام متقدم على طلبهم.
ثالثا:
لا وجه لجعل طلب موسى الرؤية من باب إقامة الحجة على قومه؛ لما قدمنا من أن هذا الطلب سابق على طلبهم، وأيضا: فموسى عليه السلام ساعة الطلب كان وحده، ليس معه أحد من قومه، ولم نقف على من ذكر هذا من أهل العلم، ولو احتمالا، فلعله من شبهات منكري الرؤية، ولا وجه له كما قدمنا، بل الآية حجة على جواز الرؤية وإمكانها.
والله أعلم.