0 / 0

هل يصح خبر: (مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا وَفِي ‌سَقْفِ ‌بَيْتِهِمْ ‌مِنَ ‌الْجِنِّ مِنَ المسلمين )؟

السؤال: 548107

ففي الأثر عن يزيد بن جابر قال : "ما من أهل بيت من المسلمين إلا وفي سقف بيتهم من الجن من المسلمين، إذا وضع غدائهم نزلوا فتغدوا معهم، وإذا وضعوا عشاءهم نزلوا فتعشوا معهم، يدفع الله بهم عنهم" ما صحة الحديث؟ ولو صحيح، أرجو الشرح.

ملخص الجواب

هذا الخبر لم يثبت مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما هو قول رجل من صغار التابعين ولا يعرف عمن أخذه، فلا تقوم به حجة في أمر غيبي.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

هذا الخبر رواه ابن أبي الدنيا في "مكائد الشيطان" (ص25 كما في الشاملة)، قَالَ: حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ الْقَاسِمِ [ وفي آكام المرجان: الْقَاسِم بن هِشَام ]، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ أَبِي السَّائِبِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ: " مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا وَفِي ‌سَقْفِ ‌بَيْتِهِمْ ‌مِنَ ‌الْجِنِّ مِنَ المسلمين، إذا وضع غذائهم نَزَلُوا فَتَغَدَّوْا مَعَهُمْ، وَإِذَا وَضَعُوا عَشَاءَهُمْ نَزَلُوا فَتَعَشَّوْا مَعَهُمْ، يَدْفَعُ اللَّهُ بِهِمْ عَنْهُمْ".

والوارد في شيوخ الوليد بْن سُلَيْمان بْن أَبي السائب، هو يزيد بن يزيد بن جابر، كما في "تهذيب الكمال" (7 / 470).

ويزيد بن يزيد بن جابر عامة شيوخه هم من التابعين، كما في "تهذيب الكمال" (8 / 157).

وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:

" وروى ابن أبي الدنيا من طريق يزيد بن يزيد بن جابر أحد ثقات الشاميين من صغار التابعين قال: ما من أهل بيت إلا وفي سقف بيتهم من الجن، وإذا وضع الغداء نزلوا فتغدوا معهم والعشاء كذلك. " انتهى. "فتح الباري" (6 / 345).

فالحاصل؛ أن هذا الخبر هو من كلام رجل من صغار التابعين، ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمثل هذا لا يحتج به في أمور الغيب.

لكن قد ثبت أن الجن يأكلون من بقايا طعام البشر، كالعظام، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: " أَنَّهُ كانَ يَحْمِلُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِداوَةً لِوُضُوئِهِ وَحاجَتِهِ، فَبَيْنَما هو يَتْبَعُهُ بِها، فَقالَ: مَنْ هَذا؟ فَقالَ: أَنا أَبُو هُرَيْرَةَ. فَقالَ: (ابْغِنِي أَحْجارًا أَسْتَنْفِضْ بِها، وَلَا تَأْتِنِي بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ). فَأَتَيْتُهُ بِأَحْجارٍ أَحْمِلُها فِي طَرَفِ ثَوْبِي، حَتَّى وَضَعْتُ إلى جَنْبِهِ، ثُمَّ انْصَرَفْتُ، حَتَّى إذا فَرَغَ مَشَيْتُ، فَقُلْتُ: ما بالُ الْعَظْمِ والرَّوْثَةِ؟ قالَ: (هُما مِنْ طَعامِ الْجِنِّ، وَإِنَّهُ أَتانِي وَفْدُ جِنِّ ‌نَصِيبِينَ، وَنِعْمَ الْجِنُّ، فَسَأَلُونِي الزَّادَ، فَدَعَوْتُ اللَّهَ لَهُمْ أَنْ لَا يَمُرُّوا بِعَظْمٍ وَلَا بِرَوْثَةٍ إِلَّا وَجَدُوا عَلَيْهِ طَعامًا ) رواه البخاري (3860).

والله أعلم.
 

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
هل يصح خبر: (مَا مِنْ أَهْلِ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلا وَفِي ‌سَقْفِ ‌بَيْتِهِمْ ‌مِنَ ‌الْجِنِّ مِنَ المسلمين )؟ - الإسلام سؤال وجواب