هل هناك حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم يقول بأنه كان هناك جن يحرسون النبي صلى الله عليه وسلم عندما أرادت زوجة أبي لهب أن تؤذيه ؟
أرجو أن تخبرني إذا كان هذا صحيحاً ، وهل هناك أي حديث عن زوجة أبي لهب ؟.
حماية الملائكة للنبي صلى الله عليه وسلم
السؤال: 6711
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
1. إثبات أنّ أحدا من الجنّ كان يحمي النبي صلى الله عليه وسلم من زوجة أبي لهب يحتاج إلى دليل فعلى من قاله أن يأتي به ولعلّ الذي قال ذلك اختلط عليه الأمر لأنّ الذي ثبت حماية الملائكة – بأمر الله للنبي صلى الله عليه وسلم من زوجة أبي لهب كما سيأتي .
2. إن الله تعالى قد تكفّل بحفظ نبيه صلى الله عليه وسلم كما قال عزّ وجلّ ( والله يعصمك من الناس ) ومن حفظه لنبيه أنه سخر له من الملائكة من يحميه ويحرسه ، وقد أخفته عن عيني زوجة أبي لهب فلم تره والدليل على ذلك ما جاء عن ابن عباس : " قال لما نزلت تبت يدا أبي لهب جاءت امرأة أبي لهب ورسول الله جالس ومعه أبو بكر فقال له أبو بكر : لو تنحيتَ لا تؤذيك يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إنه سيحال بيني وبينها" ، فأقبلت حتى وقفت على أبي بكر فقالت يا أبا بكر هجانا صاحبك ؟ فقال أبو بكر : لا ورب هذه البنيَّة ما ينطق بالشعر ولا يتفوه به ، فقالت : إنك لمصدَّق ، فلما ولَّت قال أبو بكر رحمة الله عليه : ما رأتْك ؟ قال : "لا ما زال مَلَكٌ يسترني حتى ولت " .
رواه البزار في مسنده ( 1 / 68 ) ، وقال : وهذا الحديث حسن الإسناد . وكذا حسَّنه ابن حجر في " فتح الباري " ( 8 / 958 ) .
ب. ومن الأحاديث الواردة فيها قبحها الله :
= عن جندب بن سفيان رضي الله عنه قال : اشتكى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يقم ليلتين أو ثلاثا فجاءت امرأة فقالت : يا محمد ! إني لأرجو أن يكون شيطانك قد تركَك لم أره قَرِبَك منذ ليلتين أو ثلاثة ! فأنزل الله عز وجل والضحى . والليل إذا سجى . ما ودعك ربك وما قلى " .
رواه البخاري ( 4667 ) ومسلم ( 1797 ) .
قال الحافظ ابن حجر : قوله : ( فجاءت امرأة .. ) هي : أم جميل بنت حرب امرأة أبي لهب ، وقد تقدم بيان ذلك في كتاب قيام الليل . أ.هـ " فتح الباري " ( 8 / 921 ) .
ومن الأدلّة أيضا على حماية الملائكة – بأمر الله – للنبي صلى الله عليه وسلم في حادثة أخرى مع أبي جهل ما رواه الإمام مسلم رحمه الله تعالى في صحيحه عن أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ أَبُو جَهْلٍ هَلْ يُعَفِّرُ مُحَمَّدٌ وَجْهَهُ – أي يسجد كما كان يصلي عند الكعبة – بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ قَالَ فَقِيلَ نَعَمْ فَقَالَ وَاللاتِ وَالْعُزَّى لَئِنْ رَأَيْتُهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ لأَطَأَنَّ عَلَى رَقَبَتِهِ أَوْ لأُعَفِّرَنَّ وَجْهَهُ فِي التُّرَابِ قَالَ فَأَتَى رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي زَعَمَ لِيَطَأَ عَلَى رَقَبَتِهِ قَالَ فَمَافَجِئَهُمْ مِنْهُ إِلا وَهُوَ يَنْكُصُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَيَتَّقِي بِيَدَيْهِ قَالَ فَقِيلَ لَهُ مَا لَكَ ؟ فَقَالَ إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ لَخَنْدَقًا مِنْ نَارٍ وَهَوْلا وَأَجْنِحَةً فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَوْ دَنَا مِنِّي لاخْتَطَفَتْهُ الْمَلائِكَةُ عُضْوًا عُضْوًا قَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .. ( كَلا إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْدًا إِذَا صَلَّى أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى – يَعْنِي أَبَا جَهْلٍ – أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعًا بِالنَّاصِيَةِ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ – يَعْنِي قَوْمَهُ – سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ كَلا لا تُطِعْهُ .. سورة العلق) .. صحيح مسلم 2797 ، والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الشيخ محمد صالح المنجد