قبل مدة تقدم لي شاب ووافقت عليه بعد استخارتي أنا وأمي أكثر من مرة ، وكتب كتابي ، ولكن بعد العقد بستة أشهر فسخ العقد بيننا لأسباب مجهولة من جهته ، أي أنها غير مقنعة يقول : إنه يشعر ببرود في المشاعر بعد أن كان يحبني حبا كبيرا فسبب لي إحباطا وكرها للشباب الذين لا يهمهم في الحياة سوى أنفسهم فعلا أنا أكره الشباب ولا أريد أن أخطب مرة أخرى ، لأن في المرة الأولى كان كل شيء صحيحا أي "زواج تقليدي" وبعد استخارة . ملاحظة : الشاب يعمل في البنك هل من الممكن أن الله يعاقبني لأنني وافقت على شاب يعمل في البنك ؟ لكنني استخرت أكثر من مرة .
قبلته زوجا بعد الاستخارة لكنه طلقها
السؤال: 89704
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولا :
نحن نقدر مشاعرك تجاه هذا الأمر ، وما سببه لك من ضيق وألم ، لكن قد يكون في ذلك خير عظيم لك ، تدركينه فيما بعد إن شاء الله .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ) رواه مسلم (2999) .
فالمؤمنة ترضى بقضاء الله تعالى ، وتعلم أن الله أرحم بها من نفسها ، وأن البلاء يزيد المؤمن أجرا ورفعة ، إن هو صبر واحتسب .
ثانيا :
إذا كان الشاب الذي تقدم لك يعمل في بنك ربوي ، فاحمدي الله تعالى أن صرفه عنك ، ولم تصبحي زوجة له ، تأكلين من ماله الحرام ، وهذه نتيجة الاستخارة ، والحمد لله ، فإن الاستخارة قد لا تظهر نتيجتها في الحال ، فيمضي الطرفان في القضية ، ثم يصرف الله أحدهما أو كليهما عن إتمامها ، فثقي تماما أن الله تعالى قد اختار لك خير الأمرين ، ويكون ما جرى من كتابة العقد ثم الطلاق ، ابتلاء من الله ، وهو مفيد ونافع ، وإن جرّ عليك شيئا من الألم والحزن .
ولاشك أنك أخطأت في قبول هذا الشاب ، فإن أول ما ينبغي أن تبحثي عنه هو الدين والخلق ، ومن يعمل في الربا كتابة أو شهادة أو غير ذلك ، ساقط العدالة ، معرّضٌ نفسه للعن والطرد من رحمة الله ، فكيف ترضى به المؤمنة زوجا لها ، وأبا لأولادها .
فاحمدي الله تعالى ، واشكريه على هذه النعمة ، وخذي من هذا الدرس عبرةً وعظة ، فإن الإنسان إن سلِم مرة ، قد لا يسلم في كل مرة .
ولا أعجب من حال العبد ، يصرفه الله عن الشر ، رحمة منه وإحسانا ، ويظل هو يتألم على فواته !
قال ابن مسعود رضي الله عنه : ( إن العبد ليهم بالأمر من التجارة والإمارة حتى ييسر له ، فينظر الله إليه فيقول للملائكة : اصرفوه عنه ، فإنه إن يسرته له أدخلته النار ، فيصرفه الله عنه ، فيظل يتطير بقوله : سبقني فلان ، وأهانني فلان ، وما هو إلا فضل الله عز جل ).
ثالثاً :
وأما الإحباط الذي حصل لك وعزمك على عدم تكرار ذلك مرة أخرى فالأولى بك غير هذا التصرف ، وكون الإنسان فشل مرة ، لا يعني ذلك أنه سيفشل كل مرة ، بل استفيدي مما حصل ، وليكن ذلك دافعا لك إلى حسن الاختيار في المرة القادمة ، وأن يكون أساس ذلك الاختيار : الدين والخلق .
نسأل الله تعالى أن يزيدك إيمانا وتقى ، وأن يرزقك الزوج الصالح ، والذرية الصالحة .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب