ممكن أتأكد من سند هذا الحديث وصحته :
عن أم سلمة رضي الله عنها قالت :
( كانت ليلتي ، وكان النبي صلى الله عليه وسلم عندي ، فأتته فاطمة ، فسبقها علي ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : يا علي ! أنت وأصحابك في الجنة ، ألا إنه ممن يزعم أنه يحبك أقوام يرفضون الإسلام ثم يلفظونه ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، لهم نبز ، يقال لهم الرافضة ، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون .
قلت : يا رسول الله ما العلامة فيهم ؟ قال : لا يشهدون جمعة ولا جماعة ، ويطعنون على السلف الأول )
رواه الطبراني في الأوسط .
حديث موضوع في ذم الرافضة
السؤال: 89850
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الحمد للَّه
أولاً:
لمعرفة عقيدة الرافضة يراجع للأهمية جواب سؤال رقم (4569) و (1148)
ثانياً:
وإذا كان من علامة الرافضة ، بل من دينهم ألا يشهدوا جمعة ولا جماعة ، وإذا كان من دينهم الخبيث الضال أن يطعنوا في أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، وأزواجه أمهات المؤمنين ، بل ويكفرونهم ، وإذا كانوا حقا من أجهل الناس بكتاب الله تعالى وسنة نبيه ، وأبعدهم عن فقهه بقلوبهم ، وإذا كان فيهم حقا من البدع والضلال والشرك ما الله به عليم ، مما نبه عليه أهل العلم في موضعه .
نقول : إذا كان فيهم كل هذا وغيره ، فإن ذلك لا يبيح لنا أن نكذب على نبينا صلى الله عليه وسلم ، أو ننسب إليه ما لم يقله ، حتى ولو كان للتحذير من بدعهم وضلالهم .
جاءت تسمية الرافضة في الأحاديث في معرض الذم عن خمسة من الصحابة ، وهم :
1- عن أم سلمة رضي الله عنها ، ولفظ الحديث :
( كانت ليلتي ، وكان النبى صلى الله عليه وسلم عندي ، فأتته فاطمة ، فسبقها علي ، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم : يا علي ! أنت وأصحابك في الجنة ، أنت وشيعتك في الجنة ، إلا أنه ممن يزعم أنه يحبك أقوام يرفضون الإسلام ثم يلفظونه ، يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم ، لهم نبز ( أي لقب ) ، يقال لهم الرافضة ، فإن أدركتهم فجاهدهم فإنهم مشركون ، فقلت : يا رسول الله ! ما العلامة فيهم ؟ قال : لا يشهدون جمعة ولا جماعة ، ويطعنون على السلف الأول )
أخرجه الطبراني في “المعجم الأوسط” (6/354) والخطيب في “تاريخ بغداد” (12/358) ، وابن الجوزي في “العلل المتناهية” (1/167)
من طريق سوَّار بن مصعب الهمداني عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري عن أم سلمة به ، قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن عطية إلا سوار بن مصعب .
وقال ابن الجوزي : ” وهذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عطية : قد ضعفه الثوري وهشيم وأحمد ويحيى ، وسوَّار : قال فيه أحمد ويحيى : متروك “انتهى .
وقال الألباني في “السلسلة الضعيفة” (5590) : موضوع .
2- عن معاذ بن جبل في حديث طويل في “تاريخ دمشق” (32/383)
جاء في “تنزيه الشريعة المرفوعة” لابن عراق (2/389) :
” منكر وفي إسناده غير واحد من المجهولين ” انتهى .
3- عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، بنحو لفظ حديث أم سلمة ، ورد من عدة طرق عن علي بن أبي طالب :
الطريق الأولى : عن كثير النواء عن إبراهيم بن حسن بن حسن بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن جده علي به .
أخرجه أحمد في “المسند” (1/103) والبخاري في “التاريخ الكبير” (1/279) ، والبزار (2/138) وقال : لا نعلم له إسنادا عن الحسن إلا هذا الإسناد . وابن عدي في “الكامل” (6/66) ، وأخرجه ابن الجوزي في “العلل المتناهية” (1/163) وقال :
” هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يحيى بن المتوكل قال فيه أحمد بن حنبل : هو واهي الحديث . وقال ابن معين : ليس بشيء . وكثير النواء : ضعفه النسائي . وقال ابن عدي : كان غاليا في التشيع مفرطا فيه ” انتهى .
ويبدو أن رواية الشيعي لأحاديث فيها ذم الرافضة الغرض منها نفي تهمة الغلو المذموم عن نفسه ، أو يريد بها الطعن على فرق معينة من الرافضة ، والله أعلم .
والطريق الثانية : عن سوار بن مصعب عن محمد بن جحادة عن الشعبي عن علي به .
أخرجه عبد الله بن أحمد في “السنة” (2/547) أبو نعيم في “الحلية” (4/329) وعنه ابن الجوزي في “العلل المتاهية” (1/164) ، وسوار متروك الحديث كما سبق .
والطريق الثالثة : عن أبي جناب الكلبي يحيى بن أبي حية عن أبي سليمان الهمداني عن عمه عن علي به .
أخرجه ابن عدي في “الكامل” (7/213) ، وابن عساكر في “تاريخ دمشق” (42/335)
وهي طريق منكرة بسبب ضعف أبي جناب الكلبي كما في “تهذيب التهذيب” (4/350) وجهالة أبي سليمان الهمداني حيث قال الذهبي في “الميزان” (4/533) : لا يُدْرَى من هو .
4- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
( كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده علي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا علي ! سيكون في أمتنا قوم ينتحلون حبنا أهل البيت ، لهم نبز ، يسمون الرافضة ، فاقتلوهم فإنهم مشركون )
أخرجه أحمد بن حنبل في “فضائل الصحابة” (1/417،440) الطبراني في “المعجم الكبير” (12/242) وابن عدي في “الكامل” (5/90) ، وأبو يعلى في “المسند” (4/459) وابن الجوزي في “العلل المتناهية” (1/163،166) جميعهم من طريق الحجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس به .
قال ابن الجوزي : ” وهذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال العقيلي حجاج لا يتابع على هذ الحديث ، وله غير حديث لا يتابع عليه ” انتهى . وانظر ضعف حجاج في “تهذيب التهذيب” (1/357) .
ورواه ابن عدي في “الكامل” (5/152) من طريق عمرو بن مخرم البصري ثنا يزيد بن زريع ثنا خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس .
وقال : ” وهذا حديث بهذا الإسناد ، وخاصة عن يزيد بن زريع عن خالد ، باطل لا أعلم يرويه غير عمرو بن مخرم ، وعن عمرو أحمد بن محمد اليمامي وهو ضعيف أيضا ، فلا أدري أتينا من قبل اليمامي أو من قبل عمرو بن مخرم ” انتهى .
5- عن فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت :
( نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى علي فقال : هذا في الجنة ، وإن من شيعته قوما يعطون الإسلام فيلفظونه ، لهم نبز ، يسمون الرافضة ، من لقيهم فليقتلهم فإنهم مشركون )
أخرجه أبو يعلى في “المسند” (12/116) وابن حبان في “المجروحين” (1/204) ، وابن الجوزي في “العلل المتناهية” (1/165)
من طريق تليد بن سليمان المحاربي عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف عن محمد بن عمرو الهاشمي عن زينب بنت علي عن فاطمة رضي الله عنها به .
قال ابن الجوزي : ” هذا لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال أحمد ويحيى بن معين : تليد بن سليمان المحاربي كذاب ”
قال ابن حبان في “المجروحين” (1/204) :
” تليد بن سليمان المحاربي كنيته أبو إدريس من أهل الكوفة ، يروي عن أبي الجحاف داود بن أبي عوف ، روى عنه الكوفيون ، وكان رافضيا يشتم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، وروى في فضائل أهل البيت عجائب ، وقد حمل عليه يحيى بن معين حملا شديدا وأمر بتركه ” انتهى
وفيه علة أخرى قالها الهيثمي في “مجمع الزوائد” (9/748) :
” أن زينب بنت علي لم تسمع من فاطمة فيما أعلم ” انتهى.
لذا حكم عليه الألباني في “السلسلة الضعيفة” (6541) بالنكارة .
6- عن ابن عمر رضي الله عنهما بنحو الألفاظ السابقة :
أخرجه ابن عساكر في “تاريخ دمشق” (42/335) والآجري في “الشريعة” (5/219) من طريق محمد بن معاوية عن يحيى بن سابق المديني عن زيد بن أسلم عن أبيه عن ابن عمر.
جاء في “لسان الميزان” (6/256) في ترجمة يحيى بن سابق :
” قال أبو حاتم : ليس بقوي . وقال ابن حبان : يروي الموضوعات عن الثقات . وقال الدارقطني : متروك . وقال أبو نعيم : حدث عن موسى بن عقبة وغيره بموضوعات ” انتهى
يظهر مما سبق أن خلاصة الحكم على كل حديث فيه التصريح بذم الرافضة بالاسم أنه حديث منكر ، لا ينبغي نسبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، إذ لم يرو من طريق صحيحة ولا حسنة ، بل ولا حتى يسيرة الضعف .
قال البيهقي في “دلائل النبوة” (8/24) :
” روي في معناه من أوجه أخر ، كلها ضعيفة ” انتهى .
وضعفها الألباني أيضا في “ظلال الجنة” (2/191-194) .
ومما يدل على ضعفها أن العلماء يذكرون في تاريخ ظهور هذا اللقب ” الرافضة ” قصة مشهورة ، تدل على تأخر ظهور هذا اللقب عن العهد النبوي .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في “منهاج السنة” (1/34) :
” لفظ الرافضة إنما ظهر لما رفضوا زيد بن علي بن الحسين في خلافة هشام ، وقصة زيد بن علي بن الحسين كانت سنة إحدى وعشرين أو اثنتين وعشرين ومائة ، في أواخر خلافة هشام ، قال أبو حاتم البستي : قتل زيد بن علي بن الحسين بالكوفة سنة اثنتين وعشرين ومائة ، وصلب على خشبة ، وكان من أفاضل أهل البيت وعلمائهم ، وكانت الشيعة تنتحله .
قلت : ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية ، فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فتَرَحَّمَ عليهما رفضه قوم ، فقال لهم : رفضتموني ! فسموا ” رافضة ” لرفضهم إياه ، وسمي من لم يرفضه من الشيعة زيديا لانتسابهم إليه ” انتهى .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة