كنت أحب أن أقول عن تجربتي وهي تتنافى مع أي حق من حقوق المرأة ، والإنسان : فأنا أبلغ من العمر 22 عاماً , تقدم لخطبتي رجل كان من وجهة نظري ناجحاً ، وعنده دِين ، وخلق . وبعد أربعة شهور من الزواج كان يضربني – وأنا حامل – ضرباً مميتاً ، وطلب أبي الطلاق منه ، بعدما رأينا منه ما لم ير أحد على الإطلاق من كل أنواع السوء ، وأخذ كل شيء ، وطلب الإبراء ، وإلى الآن لم يطلب أن يرى ابنه ، وهو يبلغ من العمر 4 أشهر ، فأين هو الإسلام ؟ أين هو حقي ؟ فهو أخذ كل شيء ولم يترك أي شيء حتى ابنه ، لا يسأل عنه ، ولا يبعث له بمال ، والحمد لله أن أبى ميسور الحال ، ويصرف علينا ، الحمد لله ، فأين حق المرأة في الإسلام ؟
ضربها زوجها وأخذ مهرها وامتنع عن رؤية ولدها
السؤال: 112055
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
أولاً :
أوجب الله تعالى على الزوجين أن يعاشر بعضهم بعضاً بالمعروف ، وكما أن للزوج حقوقاً فإن للزوجة حقوقاً كذلك ، قال تعالى : ( وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) البقرة/من الآية228 .
وعلى الزوج أن يراعي طبيعة خلق المرأة ، وأنه لن يجد زوجة يستمتع بها إلا ومعها من الخطأ ما معها ، ومتى أراد أن يؤدبها على كل شيء ، وأن يقومها من كل نقص أو خطأ ، فلن يجد ـ في نهاية المطاف ـ إلا طلاقها !!
ولذا نبهه النبي صلى الله عليه وسلم أنه إن كره منها خُلُقاً فإنه سيرضى منها آخر .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلَاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ) .
رواه البخاري ( 3153 ) ومسلم ( 1468 ) وفي لفظ عنده :
( إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ فَإِنْ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا وَكَسْرُهَا طَلَاقُهَا ) .
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – أيضاً – قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ – أَوْ قَالَ : غَيْرَهُ – ) . رواه مسلم ( 1469 ) .
ومعنى " لا يفرَك " أي : لا يبغض .
ثانياً :
سؤالك " أين الإسلام ؟ " ، " أين حق المرأة ؟ " يدعو للعجب ، فهل تظنين أن زوجك هو الإسلام ؟ هل زوجك نبي من الأنبياء – حاشاهم من ذلك – ؟ إنه فرد من المسلمين ، يصيب ويخطئ ، يطيع ويعصي ، يضل ويهتدي ، ليس هو معصوماً من الخطأ ، ولا مبرأً من الإثم ، ولا منزَّهاً عن الظلم والعدوان ، فخطؤه على نفسه ، وظلمه وعدوانه لم يأمره به الشرع ، بل نهاه عنه وتوعده عليه بالعقوبة الشديدة . فليس هو الإسلام ، ولا هو القرآن ، ولا هو ممثل للإسلام ، ولا ناطق باسمه ، على حد تعبير الناس !!
وحق المرأة مكفول في شرع الله تعالى ، ولن تجد النساء خيراً لهن من الإسلام يحفظ حقوقهن ، ويرعى مشاعرهنَّ ، ويكرمهن بناتٍ وأخوات وأمهات وجدات وزوجات ، وهذه شرائع الأرض حولك ، وهذه الأديان المحرفة أمامك انظري فيها لتعلمي الفرق العظيم بين المرأة في الإسلام وفي غيره .
وأما مخالفة هدي الإسلام من قبَل بعض أهله فهذا لا شأن له بالإسلام ، إنما هي أخلاقهم وسلوكهم وانحرافاتهم ، والإسلام منها براء
والذي ننصحك به هو :
1. الاستمرار في التفاهم مع زوجك من قبلك وقبَل أهلك لردعه عن باطله ، والقيام بما أوجبه الله تعالى من حقوق .
2. فإن لم ينفع هذا معه : فابحثوا عن شيخ ، أو رجل يحترمه ويقدِّره ، واجعلوه حكما بينكما .
3. فإن لم يجد هذا : فارفعي أمرك إلى المحكمة الشرعية ؛ لإثبات وقوع الضرر عليك منه ؛ ولاستيفاء كامل حقوقك التي كفلها لك الشرع المطهَّر .
فإن لم تصلي إلى حقك في الدنيا ؛ فاعلمي ـ يا أمة الله ـ أن للعباد يوما يقفون فيه بين يدي الملك الديان ، ليعطي كل ذي حق حقه .
روى الإمام أحمد في مسنده (15612) من حديث عبد الله بن أُنيس ، رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
( يُحْشَرُ النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوْ قَالَ الْعِبَادُ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا قَالَ قُلْنَا وَمَا بُهْمًا قَالَ لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مِنْ قُرْبٍ أَنَا الْمَلِكُ أَنَا الدَّيَّانُ وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلَهُ عِنْدَ أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ وَلَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ وَلِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ النَّارِ عِنْدَهُ حَقٌّ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةُ قَالَ قُلْنَا كَيْفَ وَإِنَّا إِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً غُرْلًا بُهْمًا قَالَ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ !! ) .
صححه الألباني في ظلال الجنة (514)
وفي صحيح البخاري (2449) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
( مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ ، فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ ، قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ ، فحُمِلَ عَلَيْهِ ) .
ونسأل الله تعالى أن يهديه ويصلحه ، ونسأله تعالى أن يوفقكِ لما فيه رضاه ، وأن يجمع بينكما على خير ، إن كان في اجتماعكما خير لكما ولذريتكما ، وأن يأجرك في مصابك هذا ، ويخلف لك خيرا منه .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب