0 / 0

تاب من علاقة محرمة مع فتاة ويريد الزواج ووالداها يرفضان لصغر سنه

السؤال: 145855

سأكون ممتناً إذا أرشدتني بالفتوى الصحيحة .
أنا طالب في التاسعة عشرة من عمري ، أقمت علاقة مع فتاة ، وسارت هذه العلاقة بطريقة خاطئة ، ولا بد أن أعترف ، طريقة خاطئة جداً جداً ، و تبنا إلى الله حتى يسامحنا ، و لا أريد أن أرجع إلى هذا الطريق مرة أخرى ، وأود أن أقيم علاقة شرعية بالزواج ، ولكن ربما يكون مستحيلا بالنسبة لآبائنا ، لأنهم سوف يقولون لنا : إنكما ما زلتما صغيرين جدا ، دون أن يعرفوا ما حدث بيننا من خطأ .
أمي تحب الفتاة ، وتقول لي : لك أن تحافظ على الكلام معها ، وسوف نرتب أمور الزواج عندما تكون أنت جاهزا لهذا الأمر .
ولكن لأننا نريد أن نكون مؤمنين بحق بالله ، فكيف لنا أن نتكلم بهذه الطريقة ، ثم إن العواقب سوف تكون وخيمة ، لأن الفتاة صارت تأتي لبيتنا للتحدث مع والدتي دون علم والديها ، وهذا بسبب الذي حدث ، اضطررت لتقديمها إلى والدتي .
أستطيع أن أدبر موافقة والدتي ، إلا أن أبويها يستحيل أن يقبلا .
والآن أريد أن أعرف : إذا استطعت تدبير أي عمل في غضون شهور قليلة ، هل يمكنني أن أتزوجها أم لا ؟
هي بالطبع سوف تطلب إذن والديها ، ولكن إذا رفضوا ، فهل يمكننا اللجوء إلى المأذون لإتمام النكاح ؛ نريد أن نفعل ذلك لإرضاء الله عما قد اقترفناه من الخطيئة .
أمي تسمح لي بأن أتكلم ( أمي على ديانة آخرى و تجهل أحكام الإسلام ) ، وهي تحب الفتاة وسوف يكون من الواجب علينا دعوة أمي للدخول في الإسلام ، ولا نريد أن نرتكب خطايا أكثر من ذلك ، علاوة على أن كلينا موافق على الزواج .
يمكنني تدبير وظيفة ، بل يمكننا أنا وهي أن نتدبر العمل . فهل لو وافق والدي يمكنني أن أحضرها إلى البيت ، فهل يجوز أن أفعل ذلك ؟
أعتقد أن هذا سوف يكون أفضل حتى لا نرتكب خطايا أكثر ، لا أنا ولا والدتي ولا الفتاة ، وما رأيك لو وافق أبواها بعد ذلك ، بمساعدة بعض الشخصيات المتدينة ، بعد سنة أو سنتين ؟!

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :

ليس من شك في أن ما فعلته ـ أنت وهذه الفتاة ـ خطيئة عظيمة ، قد كنتما في غنى عنها ، لولا ما فتحتما على أنفسكما من أبواب الشر ، والعلاقات المحرمة ، والتي انتهت بما ذكرت في سؤالك : نهاية خاطئة جدا جدا .

ومن فضل الله أن يمن عليكما بالتوبة النصوح من تلك الخطيئة ، ومن سائر الذنوب والخطايا ،ولكن ليس من الشرع ولا العقل في شيء أن تترك النار بجوار الحطب ، ثم تبكي على الحريق الذي تسببت فيه من قبل ؛ إنك بالاستمرار في هذه العلاقة تتيح نفس الفرصة لحرائق أخرى ، مهما زعمت من ندمك وتوبتك على فعلتك السابقة !!

إن تردد الفتاة على بيتكم خطأ فادح ، لا سيما وأهلها لا يعرفون ؛ فما صفتكم ، وما علاقتكم الشرعية حتى تتردد عليكم فتاة أجنبية عنكم ، خاصة وقد كان منكما ما كان ، وما زلتما متعلقين ببعضكما ، ولا قيمة لسماح أمك ولا سماح أبيك لك ببقاء علاقتك مع هذه الفتاة .

ثانيا :

الواجب عليكما الآن ، وفورا ، أن تتوقفا عن هذه العلاقة المحرمة ، وهذا من تمام توبتكما ، إن كنتما صادقين في التوبة حقا ، وأن تطويا صفحة الإثم بتوبة نصوح إلى الله جل جلاله ، مع الاستكثار من الخيرات ، والأعمال الصالحات : ( وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ ) هود/114 . 

ثالثا :

وأما بخصوص زواجك بها ، فإن صدقت توبتك وتوبتها : فلا حرج عليكما في بدء صفحة جديدة ، نظيفة ، بالنكاح الشرعي بينكما ، واعلم أنكما لستما صغيرين على النكاح ، بل بإمكانكما أن تتزوجا فعلا من الآن ، وهذا لا إشكال فيه من الناحية الشرعية .

وبإمكانكما ـ أيضا ـ أن تتزوجا فعلا ، حتى قبل أن تجدا ـ أنت وهي ـ عملا تنفقان منه على أنفسكما ، إذا كان هناك من يقوم بكفالتكما ، ويساعدكما في النفقات ؛ فالواقع أن تدبير العمل لن يكون هو المشكلة الكبيرة التي تواجهكما .

رابعا :

لا يشترط في زواجك بهذه الفتاة ـ أو غيرها ـ أن يوافق والداك أنت ، وإن كان ذلك أمرا طيبا مطلوبا ، فالرجل يتولى نكاح نفسه ، ونكاح غيره ، وليس لأبوية ولاية عليه في النكاح ، متى كان بالغا عاقلا .

لكن المشكلة ـ حقا ـ هي في موافقة أسرة الفتاة على النكاح ؛ فبدون موافقة والد الفتاة على النكاح : لن يكون النكاح شرعيا ، ولا مقبولا :

عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ مَوَالِيهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ ، فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ )

رواه أبو داود (2083) والترمذي (1102) وغيرهما ، وصححه الألباني .

وينظر جواب السؤال رقم (2127) ورقم (20213) .

والواجب عليك الآن : أن تسعى في إقناع والدها بالموافقة على زواجك من ابنته ، وأن يكون سعي الشخصيات المتدينة ، والتي أشرت إليها في سؤالك ، من الآن ، وليس بعد سنة ولا سنتين ؛ فإن كان هناك ما يمنع من السعي الآن ، ولم تجد من يؤثر على والد الفتاة لإتمام الزواج الآن ، أو حتى الخطبة ، فليس عليك إلا أن تصبر مدة أخرى ، حتى يمكن إقناع أسرتها بذلك .

فإن تعذر ذلك ، ولم يمكن إقناع أسرتها بالموافقة على زواجك من هذه الفتاة ، فليس لك أن تعالج خطأك بخطأ آخر فتكون كالمستجير من الرمضاء بالنار!!

يسر الله لكما ، ولسائر المسلمين ، سبيل التوبة النصوح ، والعمل على مرضاة الله ، واجتناب ما يسخطه سبحانه .

خامسا :

دعوة أمك إلى الإسلام هي من أعظم ما يجب عليك تجاهها ، ومن أعظم حقوقها عليك ، وليس هناك أمر تحسن به إليها ، وتبرها به أعظم من أن تتلطف في دعوتها إلى دين الإسلام ، والسعي في هدايتها بكل سبيل ، والدعاء لها في صلواتك وكل أوقاتك أن يشرح الله صدرها للإسلام ، وأن يهدي قلبها له ، فلا تتأخر عن ذلك ، ولا تتكاسل عنه لحظة ، ولا تؤجله إلى وقت آخر ؛ بل بادر الفرصة قبل فواتها .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

answer

موضوعات ذات صلة

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android