لدي أربع أخوات وأخ ، عندما توفي والدي كان عمر أختي الصغيرة ست سنوات لذلك قامت أختي الكبرى بالعناية بها ورعايتها ، أمّا أخي فلن أتحدث عنه لأنه لا يحمل من الإسلام إلّا اسمه ، ولا يعنيه المشكلة التي سأذكرها لا من قريب ولا من بعيد ، ثم مرت الأيام وتزوجت الأختان الأخريان ، أما أختي الكبيرة فقد رفضت أن تتزوج ، وقالت : إنها تريد أن تربي أختي الصغيرة ، مع أني قلت لها : أن لا تقلق وأن تدع تربيتها لي ولكنها رفضت، وقالت :إنها ربّتها منذ الصغر ، وتراها كأنها ابنتها ولا تستطيع التخلي عنها أو تركها ، ثم وفّق الله بأن أتى رجل فتزوج أختي الكبيرة ووافق على أن تبقى أختي الصغيرة معها .
وكنّا نحرص دائماً على أن نذهب بها إلى المسجد كي تنشأ نشأة إسلامية ، وأصبح الآن عمرها 17 عاماً ، ولكنها – للأسف – خذلتنا جميعاً ! فقد فرّت من البيت وقالت إنها تفتقد للحرية ، ثم عادت بعد أن قطعنا لها العهود بأن تُعطى القدر الكافي من الحرية ، وأصبح حالها حالاً يؤسف الجميع ، إنها لا تلبس الحجاب ، وتستمع إلى الموسيقى ، وتذهب إلى السينما ،وتصادق الشباب ،والأسوأ من هذا كله أنها لا تصلي ، وكنتيجة لهذا كله ما كان من زوج أختي إلا أن رفض بقاءها في بيته وهي على هذه الحالة ، وطلب منها أن تغادر ، وأن تأتي إليّ للسكن معي ، وقد وعدتها بأن أعطيها كل ما تريد ، ولكنها لا تريد المجيء ، وترفض فكرة الزواج ، وتفضّل أن تسكن بمفردها ، وهو الأمر الذي نخشى عليها منه لأنها بذلك ستجد متسعاً أكبر لفعل ما تريد دون رقيب ولا حسيب ، فلا أدري ماذا أفعل ، فهل من نصيحة ؟ مع العلم أني وجميع أفراد الأسرة ندعو الله بأن يُصلحها وأن يعجّل لنا ولها بخير .
يعيشون في الغرب وتريد أخته أن تعيش وحدها مع فعلها للمعاصي
السؤال: 160613
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
نسأل الله تعالى أن يُعظم لكم الأجر والمثوبة على ما بذلتموه تجاه أختكم في رعايتها وتربيتها والعناية بها ، ونسأل الله تعالى أن يردَّها إلى الحق ردّاً جميلاً وأن يهديها لما فيه رضاه .
ولا تثريب على من بذل وسعه في تربية أولاده أو إخوانه أو أخواته ثم انحرف أحدٌ منهم عن الجادة ، وإنما التثريب على من فرَّط في الأمانة حتى ضاع مَن كان تحت يديه منهم .
وللأسف فإن الخيارات العملية المتاحة ليست كثيرة ؛ لأسباب كثيرة :
1. منها : أنكم تعيشون في بيئة كافرة منحلَّة تقف الحكومة فيها مع أختكم وتتعاطف معها المنظمات والمؤسسات الحكومية والأهلية ، وخاصة إذا علموا أن أهلها مسلمون ويريدون كبت حريتها ومنعها من حقوقها التي كفلتها لها قوانينهم الكافرة .
2. ومنها : أن عمر أختك قد قارب على الثامنة عشر ، فهي لم تعد صغيرة يمكن التحكم بها وتوجيهها كما تريدون .
3. ومنها : أنه لا يوجد مكان آمن لها من أهل بيتها يمكنه رعايتها والاعتناء بها وتوجيهها ، فزوج أختك الأخرى يرفض استمرارها في البقاء معهم في بيتهم ، ونرى أن هذا من حقه ، ولم يفعل ما هو خطأ ؛ فهو يريد الحفاظ بذلك على سمعته ، ويريد أن لا تتسبب في إفساد أهل بيته ، وهي لا تريد أن تكون عندك في بيتك ، فلم يعد ثمة خيار لأن تكون بين أحدٍ من أهل بيتها ينصحها ويوجهها نحو الخير ، بل هي تفضل البقاء وحدها لتكون أكثر حرية في تصرفاتها الطائشة ، وهي بذلك تغلق علينا سبل النصح في المكان المناسب لإيوائها .
ولا نرى أنكم تملكون خياراً عمليّاً مجدياً للأخذ على يدها ومنعها من الوقوع في الآثام إلا الاستمرار في التودد إليها ، وملاطفتها بالقول لعلها أن تطيعكم ، وتنتهي عما هي فيه ، أو تنتقل إلى السكن معك .
فإن لم يفلح شيء من ذلك ، فنرى لكم البقاء متابعين لها وداعين لها بالخير ، فلن يطول أمر بقائها بعيداً عنكم ، فأصدقاء السوء سرعان ما ستظهر حقيقتهم لها وستفيق – إن شاء الله – من سكرتها قريباً ، فكونوا قريبين منها ، عالمين بمكان سكنها ، متابعين لها ولو من بعيد ؛ فرجوعها إليكم سيكون غير بعيدٍ إن شاء الله تعالى ، فلتكونوا أقرب الناس منها عند تلك اللحظة ، ولتستمر محاولاتك – أخي السائل – في إقناعها بالمجيء عندك في بيتك ، ولا تيأس من طلب ذلك منها كل فترة ، وإياك أن تأخذك العزة بالإثم إن هي رفضت مرة تلو مرة ، فهي الآن في سن المراهقة وعاطفتها أقوى من عقلها ، ولتستمروا بالدعاء لها أن يهديها الله ويصلح بالها ، وعسى أن يستجيب الله تعالى لكم وتقر أعينكم بصلاحها وهدايتها .
وانظر جوابي السؤالين ( 118547 ) ( 96371 ) .
والله أعلم
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
الإسلام سؤال وجواب
موضوعات ذات صلة