0 / 0

يعيشون في الغرب وتريد أخته أن تعيش وحدها مع فعلها للمعاصي

السؤال: 160613

لدي أربع أخوات وأخ ، عندما توفي والدي كان عمر أختي الصغيرة ست سنوات لذلك قامت أختي الكبرى بالعناية بها ورعايتها ، أمّا أخي فلن أتحدث عنه لأنه لا يحمل من الإسلام إلّا اسمه ، ولا يعنيه المشكلة التي سأذكرها لا من قريب ولا من بعيد ، ثم مرت الأيام وتزوجت الأختان الأخريان ، أما أختي الكبيرة فقد رفضت أن تتزوج ، وقالت : إنها تريد أن تربي أختي الصغيرة ، مع أني قلت لها : أن لا تقلق وأن تدع تربيتها لي ولكنها رفضت، وقالت :إنها ربّتها منذ الصغر ، وتراها كأنها ابنتها ولا تستطيع التخلي عنها أو تركها ، ثم وفّق الله بأن أتى رجل فتزوج أختي الكبيرة ووافق على أن تبقى أختي الصغيرة معها .
وكنّا نحرص دائماً على أن نذهب بها إلى المسجد كي تنشأ نشأة إسلامية ، وأصبح الآن عمرها 17 عاماً ، ولكنها – للأسف – خذلتنا جميعاً ! فقد فرّت من البيت وقالت إنها تفتقد للحرية ، ثم عادت بعد أن قطعنا لها العهود بأن تُعطى القدر الكافي من الحرية ، وأصبح حالها حالاً يؤسف الجميع ، إنها لا تلبس الحجاب ، وتستمع إلى الموسيقى ، وتذهب إلى السينما ،وتصادق الشباب ،والأسوأ من هذا كله أنها لا تصلي ، وكنتيجة لهذا كله ما كان من زوج أختي إلا أن رفض بقاءها في بيته وهي على هذه الحالة ، وطلب منها أن تغادر ، وأن تأتي إليّ للسكن معي ، وقد وعدتها بأن أعطيها كل ما تريد ، ولكنها لا تريد المجيء ، وترفض فكرة الزواج ، وتفضّل أن تسكن بمفردها ، وهو الأمر الذي نخشى عليها منه لأنها بذلك ستجد متسعاً أكبر لفعل ما تريد دون رقيب ولا حسيب ، فلا أدري ماذا أفعل ، فهل من نصيحة ؟ مع العلم أني وجميع أفراد الأسرة ندعو الله بأن يُصلحها وأن يعجّل لنا ولها بخير .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

نسأل الله تعالى أن يُعظم لكم الأجر والمثوبة على ما بذلتموه تجاه أختكم في رعايتها وتربيتها والعناية بها ، ونسأل الله تعالى أن يردَّها إلى الحق ردّاً جميلاً وأن يهديها لما فيه رضاه .
ولا تثريب على من بذل وسعه في تربية أولاده أو إخوانه أو أخواته ثم انحرف أحدٌ منهم عن الجادة ، وإنما التثريب على من فرَّط في الأمانة حتى ضاع مَن كان تحت يديه منهم .
وللأسف فإن الخيارات العملية المتاحة ليست كثيرة ؛ لأسباب كثيرة :
1. منها : أنكم تعيشون في بيئة كافرة منحلَّة تقف الحكومة فيها مع أختكم وتتعاطف معها المنظمات والمؤسسات الحكومية والأهلية ، وخاصة إذا علموا أن أهلها مسلمون ويريدون كبت حريتها ومنعها من حقوقها التي كفلتها لها قوانينهم الكافرة .
2. ومنها : أن عمر أختك قد قارب على الثامنة عشر ، فهي لم تعد صغيرة يمكن التحكم بها وتوجيهها كما تريدون .
3. ومنها : أنه لا يوجد مكان آمن لها من أهل بيتها يمكنه رعايتها والاعتناء بها وتوجيهها ، فزوج أختك الأخرى يرفض استمرارها في البقاء معهم في بيتهم ، ونرى أن هذا من حقه ، ولم يفعل ما هو خطأ ؛ فهو يريد الحفاظ بذلك على سمعته ، ويريد أن لا تتسبب في إفساد أهل بيته ، وهي لا تريد أن تكون عندك في بيتك ، فلم يعد ثمة خيار لأن تكون بين أحدٍ من أهل بيتها ينصحها ويوجهها نحو الخير ، بل هي تفضل البقاء وحدها لتكون أكثر حرية في تصرفاتها الطائشة ، وهي بذلك تغلق علينا سبل النصح في المكان المناسب لإيوائها .
ولا نرى أنكم تملكون خياراً عمليّاً مجدياً للأخذ على يدها ومنعها من الوقوع في الآثام إلا الاستمرار في التودد إليها ، وملاطفتها بالقول لعلها أن تطيعكم ، وتنتهي عما هي فيه ، أو تنتقل إلى السكن معك .
فإن لم يفلح شيء من ذلك ، فنرى لكم البقاء متابعين لها وداعين لها بالخير ، فلن يطول أمر بقائها بعيداً عنكم ، فأصدقاء السوء سرعان ما ستظهر حقيقتهم لها وستفيق – إن شاء الله – من سكرتها قريباً ، فكونوا قريبين منها ، عالمين بمكان سكنها ، متابعين لها ولو من بعيد ؛ فرجوعها إليكم سيكون غير بعيدٍ إن شاء الله تعالى ، فلتكونوا أقرب الناس منها عند تلك اللحظة ، ولتستمر محاولاتك – أخي السائل – في إقناعها بالمجيء عندك في بيتك ، ولا تيأس من طلب ذلك منها كل فترة ، وإياك أن تأخذك العزة بالإثم إن هي رفضت مرة تلو مرة ، فهي الآن في سن المراهقة وعاطفتها أقوى من عقلها ، ولتستمروا بالدعاء لها أن يهديها الله ويصلح بالها ، وعسى أن يستجيب الله تعالى لكم وتقر أعينكم بصلاحها وهدايتها .
وانظر جوابي السؤالين ( 118547 ) ( 96371 ) .

والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android