تنزيل
0 / 0

لم تثبت قصة ” تقبيل عبد الله ابن عمر لجاريته أمام الناس” ؟

السؤال: 170894

ذكر ابن القيم في الجواب الكافي أن ” الإمام أحمد ذكر أن عبد الله بن عمر وقع في سهمه ، يوم جلولاء جارية كان عنقها إبريق فضة . قال عبد الله : فما صبرت عنها أن قبلتها والناس ينظرون إلي ” . وقد ذكرتم في سؤال 103960 التحريم أمام الضرائر فما بالكم أمام الناس ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
القصة المذكورة رواها الإمام أحمد في كتابه “العلل ومعرفة الرجال” (2/260) قال :
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ اللَّخْمِيِّ عَنِ ابن
عُمَرَ :
” أَنَّهُ وَقَعَ فِي سَهْمِهِ جَارِيَة يَوْم جَلُولَاء ، كَأَنَّ عُنُقَهَا
إِبْرِيقَ فِضَّةٍ ، قَالَ : فَمَا صَبَرْتُ أَنْ قُمْتُ إِلَيْهَا ،
فَقَبَّلْتُهَا وَالنَّاسُ يَنْظُرُونَ ” .
ثم قال عبد الله بن الإمام أحمد عقب سياقه لذلك :
” سَمِعْتُ أَبِي يَقُول : لم يسمعهُ هُشَيْم من عَليّ من زَيْدٍ ” انتهى .
فهذا إعلال للرواية بعدم سماع هشيم للقصة من راويها : علي بن زيد ، وهشيم مدلس .

لكن الأثر رواه غير واحد عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أيوب اللخمي ، به .

رواه ابن أبي شيبة (3/516ـ رقم16656) والبخاري في التاريخ الكبير (1/419) وغيرهما.
وهذا أيضا إسناد ضعيف ، علي بن زيد بن جدعان ، ضعيف . ومدار القصة عليه .
وأيوب اللخمي تابعي سمع ابن عمر ، وذكره ابن حبان في الثقات ، ولم يوثقه غيره .
انظر: الداء والدواء ، لابن القيم ، ط عالم الفوائد ، تعليق المحقق (558-559) .
ثانيا :
إذا قدر أن القصة ثابتة ، فهي تحكي موقفا من مواقف ضعف الإنسان ، التي غلب فيها على
نفسه ، وهي تشبه حال من زفت إليه حسناء ، فتلعق بها أول ما رآه . ومعلوم أن التأسي
والاتباع إنما هو بالهدي العام ، لا بلحظة ضعف ، لم يتمالك فيها نفسه ، وغلب عليها
. وهو أمر لا يسلم منها الناس عامة .
قال الشخ برهان الدين إبراهيم بن مفلح الحنبلي : ” المسبية هل له الاستمتاع بها
فيما دون الفرج ؟
على روايتين : إحداهما : تحرم مباشرتها والنظر إليها لشهوة ، في ظاهر الخرقي ،
وقدمه في “الرعاية” ، و”الفروع” ، قال في “الشرح” : هو الظاهر عن أحمد …
والثانية : لا يحرم ، لفعل ابن عمر …
والأول أصح . قاله في “المغني” . وقال حديث ابن عمر : لا حجة فيه ، لأنه ذكره على
سبيل العيب على نفسه … ” انتهى من “المبدع” لابن مفلح (8/132) ، وينظر “المغني”
(8/149) .
وينظر جواب السؤال رقم (72220 )
فائدة :
قال ابن المنير رحمه الله ، بعد نقله لهذا الأثر بإسناده :
” وَهَذَا الْأَثر لم أر من أخرجه عَنهُ إِلَّا ابْن الْمُنْذر فَإِنَّهُ ذكره فِي
إشرافه بِغَيْر إِسْنَاد فَقَالَ: وَقد روينَا عَن ابْن عمر أَنه قبل جَارِيَة
وَقعت فِي سَهْمه يَوْم جَلُولَاء
وأسنده فِي كِتَابه الْأَوْسَط ، وَمِنْه نقلت
بعد أَن لم أظفر بِهِ إلاّ بعد عشْرين سنة من تبييض هَذَا الْكتاب فاستفده وَللَّه
الْحَمد ” . انتهى من “البدر المنير” (8/262) .
فانظر إلى هذا العالم ، كيف تعلقت نفسه بفائدة حتى ظفر بها بعد عشرين عاما !!
والله أعلم .

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android