تنزيل
0 / 0

زوجها على علاقة آثمة بامرأة أجنبية فكيف تتصرف معه ؟

السؤال: 172983

لم يمض على زواجي فترة طويلة حتى علمتُ أن زوجي على تواصل مع امرأة أخرى ، إنه يتواصل معها حتى قبل أن يتزوجني ، إن لديه النية في أن يتزوجها ، وقد كذب عليَّ عندما سألته قبل الزواج " هل تنوي الزواج في المستقبل بامرأة أخرى " فقال : إنه لا يفكر في ذلك أبداً ، ولكن ظهر لي أنه غشني وأنه كان يبيِّت النية مسبقاً .
إنه يتحدث إليها كثيراً عبر الهاتف والرسائل الإلكترونية ، وكثيراً ما يشكو إليها همومه وأحزانه ويستشيرها ، في حين أنه لا يعيرني أي اهتمام مما جعلني أشعر بجرح غائر وأصبحت أرى أني ارتبطت برجل لا يحبني وأنه فقط استخدمني كمطية مؤقتة ، إن هذا الأمر يشكِّل لي ضغطاً نفسيّاً هائلاً ، وقد مارسه عليَّ أيام حملي ، وللشخص أن يتصور مقدار ما تعانية الحامل من تعب الحمل فكيف إذا أضيف لها ضغط نفسي من هذا النوع ؟! .
لقد وعدني أنه لن يتواصل معها من جديد ، ولكني في الحقيقة لم أعد أثق به وبتصرفاته ، أصبحت نظرتي إليه على أنه خائن لا يمكن العيش معه ! فقد جعلني أشعر أنني المرأة الوحيدة في حياته ، في حين أنه يذهب ويتواصل مع تلك من ورائي ! .
فكيف أتصرف في هذا الظرف ؟ ما نصيحتكم ؟ وما عقاب رجل كهذا ؟ .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

1. ما يفعله الرجل من إقامة علاقة محرَّمة مع امرأة أجنبية عنه هو خيانة لحق الله قبل أن يكون خيانة للزوجة ، فالمسلم يرتبط بعلاقة عهد وميثاق مع ربِّه تعالى والواجب عليه أن يفي بعهده وأن لا ينقض ميثاقه ، كما أنه ليس هذا ما أُمر به العبد تجاه نِعَم ربِّه تعالى عليه ، فقد أنعم الله سبحانه عليه بصحة وعافية وزوجة وأولاد ، إما جاؤوا ، وإما في الطريق إن شاء الله ، وشكر هذه النعم لا يكون بتصريف تلك الصحة والعافية في علاقات محرَّمة مع امرأة أجنبية ، وشكر نعمة الزوجة والأولاد لا يكون بتضييعهم وتفكيك أواصرهم ، والله تعالى قد وعد الشاكرين بالمزيد من النعَم وتوعد الكافرين للنعَم بالعذاب الشديد كما قال سبحانه ( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ) إبراهيم/ 7 .

2. والذي يظهر من حالك مع زوجكِ أن لك مكانة في قلبه ، ولولا ذلك لسارع إلى إنهاء العلاقة الزوجية بينكما بعد معرفته أنكِ على علم بعلاقته المحرمة مع تلك المرأة الأجنبية ، وهذا مما يجب أن يُستثمر لثنيه عن معصيته وليكفَّ عنها من قبَلك أنتِ ، فنرى أنك تتلطفين معه غاية التلطف ، وأن لا تقصري في عشرته بالمعروف مع التجمل والتزين له ولبس أحسن الثياب وتوفير الجو المريح له في البيت ؛ فقد يكون مفتقداً لذلك كله أو بعضه ، مع النصح والوعظ ، وتخويفه من البقاء على ارتكابه للمحرمات ، وبيان عقوبته عند الله في الآخرة ، أو في الآخرة والدنيا ؛ بل خوفيه من عقاب الله بمثل ذلك الذنب في أهله ؛ فقد يبتلى بالزواج بامرأة ، أو قد يرزق ببنت تفعل مع الرجال ، ما يفعله هو مع النساء ؛ فكيف سيكون حاله ؟!

3. ننصحك أن لا توسعي دائرة من يعرف بفعل زوجك ؛ فالأصل هو الستر على المعاصي المستترة ونحن نريد ما يصلحه لا ما يمكن أن يتخذه ذريعة للبقاء على ما هو عليه من معاصٍ .

4. أشغلي وقته بالنافع المفيد ولا تتركي له وقتاً يخلو فيه لشيطانه أو شيطانته ! وليكن برنامج يومه مليئاً إما بطاعة كصلة رحم أو حضور مجالس علم ، أو ينشغل بما هو مباح نافع من أمور الدنيا كرياضة .

5. أكثري من الدعاء له بالهداية والصلاح ، فنعْمَ السلاح للمؤمن الدعاء ، واجتهدي أن يكون ذلك في آخر الليل وفي السجود .

6. وأخيراً : إذا لم ينفع ما سبق ذِكره لأن يكف عن علاقته المحرَّمة تلك بتلك المرأة الأجنبية عنه فأنت الآن بين خيارين :
الأول : أن تنصحيه بأن يتزوجها على شرع الله تعالى لتخليصه وإياها من الحرام في علاقتهما بشرط أن لا تكون علاقته بها قد وصلت للزنا – والعياذ بالله – لأنه لا يجوز النصح بما هو محرَّم ؛ حيث إن زواجهما لن يكون حلالاً إلا بعد توبتهما .
الثاني : أن تطلبي منه الطلاق ، وليبدأ هذا بالتهديد بطلبه ، فإذا بقي على ذلك ، فلك الحق في أن تتخلصي مما أنت فيه من البلاء بطلب الطلاق ؛ وآخر الدواء الكي ، كما يقال ، ومع ألم هذا الكي ( الطلاق ) ؛ ففيه تخليصك مما أنتِ فيه من قهر وغيظ ، وفيه حفظٌ لكِ ولذريتك من احتمال فتنةٍ بسبب تصرفات زوجك وعلاقته المحرَّمة تلك ، سواء كان الحفظ لكم لدينكم أو لعرضكم أو لصحتكم .
هذا ما يمكن أن نقوله لك في مقام النصيحة ، وعسى الله أن يهدي زوجك وأن يصلح بالَه وحالَه ، ونسأل الله أن يجمع بينكما وهو على استقامة وطاعة .

والله أعلم

المصدر

الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android