0 / 0
50,12711/04/2014

؟هل كان انشقاق البحر لنبي الله موسى إلى طريق واحد أم عدة طرق

السؤال: 176197

سمعت روايتين مختلفتين لقصة انفلاق البحر لموسى عليه السلام ، الأولى تقول : إن البحر انفلق إلى شقين ، والرواية الأخرى تقول : إنه انفلق إلى سبعة أجزاء ، كل جزء لقبيلة من قبائل بني إسرائيل .
فهل بالإمكان إلقاء بعض الضوء على هذا الموضوع ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

قص علينا سبحانه وتعالى قصة فرعون مع نبي الله موسى ، وكيف أنجاه من بطش فرعون وجنوده ، إذ شق الله البحر لموسى عليه السلام ليعبره مع قومه ، فقال : ( فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ ، فَانفَلَقَ ، فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ )الشعراء/63.
ولم يبين لنا سبحانه وتعالى كيفية انشقاق البحر ، هل كان إلى طودين عظيمين بينهما طريق واحد ، أم إلى أكثر من طريق ، ولفظ الآية يحتمل الأمرين .
والذي ذكره أكثر المفسرين أن البحر انشق إلى اثني عشر طريقاً ، على عدد أسباط بني إسرائيل .
وقد صح هذا القول عن حبر الأمة عبد الله بن عباس .
فروى الطبري في ” تفسيره” (1/658) بسند صحيح عن ابن عباس أنه قال : ” … فَضَرَبَ مُوسَى الْبَحْرَ بِعَصَاهُ ، فَانْفَلَقَ ، فَكَانَ فِيهِ اثْنَا عَشَرَ طَرِيقًا ، كُلُّ طَرِيقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ ، فَكَانَ لِكُلِّ سِبْطٍ مِنْهُمْ طَرِيقٌ يَأْخُذُونَ فِيهِ …”. انتهى .
وهو اختيار شيخ المفسرين أبو جعفر الطبري ، حيث قال في تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ ، فَأَنْجَيْنَاكُمْ ، وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ ).
قال : ” وَمَعْنَى قَوْلِهِ : ( فَرَقْنَا بِكُمُ ) فَصَلْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ ، لِأَنَّهُمْ كَانُوا اثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا ، فَفَرَقَ الْبَحْرَ اثْنَيْ عَشَرَ طَرِيقًا ، فَسَلَكَ كُلُّ سِبْطٍ مِنْهُمْ طَرِيقًا مِنْهَا ، فَذَلِكَ فَرْقُ اللَّهِ بِهِمْ جَلَّ ثَنَاؤُهُ الْبَحْرَ ، وَفَصْلُهُ بِهِمْ بِتَفْرِيقِهِمْ فِي طَرِيقِ الِاثْنَيْ عَشَرَ “. انتهى من ” تفسير الطبري ” (1/654) .

ولم نقف على قولٍ لأحد من أهل التفسير يذكر فيه أن البحر انشق إلى سبعة طرق .

ولا بد من التنبيه إلى أن منهج القرآن في عرض القصص : الاهتمام بالمقاصد ومواطن العبر والعظات منها ، وإهمال الجزئيات التي لا تفيد ، أو لا يترتب عليها عمل .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android