تنزيل
0 / 0

زوجها لا يعدل بينها وبين ضرتها النصرانية

السؤال: 186436

تزوج زوجي من امرأة مسيحية منذ شهرين أو ثلاثة ، وهي تبلغ من العمر 23 عاما ، ومتعلمة تعليما جامعيا ، وقد قام زوجي بإحضارها إلى البيت ، حيث أن إيجار بيت جديد سيكون مكلفا جدا بالنسبة إليه ، حجرتها في التحويلة العليا ، وغرفتي في الطابق العلوي ، غير أن زوجي ينام في الطابق السفلي ، وهو يقول : إن من يريد أن يكون معه فليأت إليه ، والآن تمكث زوجته الجديدة معه كل ليلة ، ولا تترك لي الفرصة للبقاء معه ، وعندما أخبره أن ذلك ليس صحيحا يقول : لي إنه يعرف ما يفعل : ويقول في عذره : إنها مسيحية ، وإنها لن تقبل بنظام تعدد الزوجات ، ولذلك فهي بحاجة لبعض الوقت للتكيف مع الوضع ، وهي تقول له : لماذا لا تنفرد به ثمانية أعوام كما فعلت أنا ، وهذا هو السبب وراء قضائه وقتا طويلا معها ، أرجو أن تعرفوا أن زوجي لا يصلي سوى الجمعة فقط ، مع العلم أنه أنجب مني خمسة أبناء في الوقت الذي قامت هي بإجهاض طفلها لتكمل دراستها ، كل ما يقوله زوجي لي : هو أن أكون صبورة ، ولكنني لا أطيق هذا الظلم أكثر من ذلك .
إنني أدعو الله تعالى أن يدمر علاقتهما ، أو أن يحررني من هذا الرجل الذي لا يؤدي حتى صلاته ، كما أنني شديدة اللطف مع زوجته الثانية ، ولكنها لا تزال غير متقبلة لقسمة الوقت بيني وبينها ، بالرغم من معرفتها بتبعات التعدد ، وأسوأ ما في الأمر أن زوجي يعرف بضرورة العدل ولا يعدل .

فماذا علي أن أفعل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ما ننصحك به هو المزيد من الصبر تجاه ظلم زوجك لك ، فقد لمسنا في سؤالك أن زوجك لا يتعرض لك بالأذى ، ولا ينكر أنه قد وقع التقصير في حقك ، ولكنه أعماه هواه مع زوجته الجديدة عن تحقيق العدل ، وتذرع بكونها غير مسلمة وبحاجة إلى بعض الوقت لفهم أحكام الشريعة وتقبلها ، وذلك من وساوس الشيطان ، وتسويله المعصية بأعذار واهية ، فالعدل لا ينتظر رضا الناس عنه ، بل هو قيمة واجبة في نفسه ، لا يسقطه رضاء الناس أو سخطهم ، ولا يحل تأليف قلب غير المسلمة بظلم الزوجة الأولى ، فالظلم وهضم الحق لن يكون أبدا سببا للدعوة أو الإقناع ، بل ذلك من القهر والاعتداء الذي لا يرضاه الله عز وجل ، وهو القائل سبحانه وتعالى : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ . وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلَا تَنْقُضُوا الْأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلًا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) النحل/90-91، والزواج من أعظم العهود والعقود التي يجب الوفاء بحقوقها كاملة تامة ، وإلا تعرض منتقصها إلى عقوبة الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة .
وقد سبق في موقعنا مجموعة من الفتاوى التي تبين وجوب العدل بين الزوجات ، والوعيد الوارد في تحريم الظلم بينهن ، فمن ذلك (10091) ، (13740) ، (102446) ، (112032) ، (127145) ، (120386)
ورغم ذلك فإننا لا ننصحك بهدم أسرتك وخسارة سعادتك لأجل هذا التقصير – الذي نرجو أن يكون عابرا مؤقتا – فالزوجة الحكيمة تؤثر الصبر على أن تمس سعادة أبنائها وطمأنينتهم ، وتبذل ما في وسعها لتجاوز الزلل ، فامنحي الإصلاح كثيرا من الوقت ، واستعملي مع زوجك وزوجته الثانية الكلمة الطيبة المؤثرة والأخلاق الفاضلة ، ولو اضطررت إلى توسيط أهل الحكمة والخير لإقناع زوجك بخطإ ما يفعل فلا حرج ، كما يجب عليك الحرص على دعوة زوجك للمحافظة على الصلاة ، وتقوية صلته بالله ، وتذكيره بالموت والبعث والحساب بين يدي الله عز وجل ، ولا تنسي أن بين يديك سببا لا يخطئ ، وهو الدعاء الخالص بين يدي الله تعالى ، فقد قال عز وجل : ( وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ) البقرة/186.
وينظر حول تارك الصلاة وحكمه الأجوبة : (52923) ، (112026) ، (185619) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android