0 / 0

هل ” الناصر ” من الأسماء الحسنى ؟

السؤال: 199326

هل اسم ( الناصر) من أسماء الله ، بدليل قول النبي صلى الله وسلم في حديث صلح الحديبية : ” أنا رسول الله ولست أعصيه وهو ناصري…” الحديث، رواه البخاري ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
تقدم أن أسماء الله تعالى توقيفية ، فلا نتعدى الوارد في الكتاب والسنة .
راجع جواب السؤال رقم : (48964) ، (155206) .
كما تقدم في جواب السؤال رقم : (155206) أيضا أن أسماءه تعالى أخص من صفاته ، وأن صفاته أخص من أفعاله ، فباب الصفات أوسع من باب الأسماء .
ثانيا :
ذهب بعض أهل العلم إلى جواز إطلاق اسم ” الناصر ” على الله تعالى ، وذلك لأنه في معنى ” النصير ” ، والنصير من أسماء الله تعالى ، قال تعالى : ( وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الأنفال/ 40 .
قال ابن كثير رحمه الله :
” نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ، يَعْنِي نِعْمَ الْوَلِيُّ وَنِعْمَ النَّاصِرُ مِنَ الْأَعْدَاءِ ” .
انتهى من”تفسير ابن كثير” (5/ 400) .
ولأنه في معنى ” الولي ” والولي من أسماء الله تعالى ، قال الله عز وجل ( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا ) البقرة/ 257 ، وقال سبحانه : ( فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ ) الشورى/ 9 .
قَالَ الْخَطَّابِيُّ رحمه الله :
” الْوَلِيُّ النَّاصِرُ يَنْصُرُ عِبَادَهُ الْمُؤْمِنِينَ ” انتهى من “تفسير القرطبي” (3/ 283) .
وقال الشوكاني رحمه الله :
” الْوَلِيُّ: فَعِيلٌ بِمَعْنَى فَاعِلٍ، وَهُوَ النَّاصِرُ” انتهى من ” فتح القدير” (1/ 316) .
ولا شك أن الله ينصر عباده المؤمنين ، قال تعالى : ( وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ) آل عمران/ 126 .
وقال تعالى : ( إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ) آل عمران/ 160 .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم – كما في قصة الحديبية – : ( إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ، وَلَسْتُ أَعْصِيهِ ، وَهُوَ نَاصِرِي ) رواه البخاري (2731) .
فحيث كان الله تعالى هو وحده الناصر ، لا ناصر غيره ، ولا يكون نصر إلا من عند الله : جاز إطلاق اسم ” الناصر ” عليه .
قال ابن منده رحمه الله :
” وَمِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: النُّورُ والنَّاصِرُ وَالنَّذِيرُ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: ( اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ) النور/ 35 وَقَالَ : ( نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ) الأنفال/ 40 ” انتهى من كتاب “التوحيد” (2/ 194) .
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
ما حكم التعبيد بأسماء لم يثبت كونها من أسماء الله الحسنى ، مثل:( عبد الستار ) ، ( عبد المغني ) ، ( عبد الهادي ) ، ( عبد المنعم ) … ونحوها ؟ وهل يلزم تغييرها؟
فأجاب : ” الصحيح أن ما دل من الأسماء بإطلاق على الله تعالى : جاز التعبيد به ، كالمذكورة ، ولا يلزم تغييره ، ومثلها : عبد الناصر ” .
انتهى من “ثمرات التدوين” (ص6) .

وذهب آخرون من أهل العلم إلى أن ” الناصر ” ليس من أسماء الله تعالى ، لأنه لم يرد في الكتاب ولا في السنة ، ولكن يجوز إطلاقه على أنه صفة ، فيقال : الله تعالى هو ناصر المؤمنين ، ونحو ذلك .
قال الشيخ ابن باز رحمه الله :
” ليس من أسماء الله الناصر ، وإن كان هو الناصر سبحانه وتعالى ، لكن لم يثبت في أسمائه فيما نعلم الناصر ، فعبد الناصر لا ينبغي ، وإنما يتسمى بغير ذلك ، كعبد القادر وعبد العزيز وعبد الكريم وعبد القدوس وعبد السلام وأشباهها من الأسماء المحفوظة ، وأما من يسمي أولاده بهذا فإنه ينبغي له أن يغير عبد الباسط وعبد الناصر بأسماء أخرى ” انتهى .
http://www.youtube.com/watch?v=jp7ydr1vyjQ

وقال الشيخ بكر أبو زيد رحمه الله :
” ومن هذا : الغلطُ في التعبيد لأسماءٍ يُظنُّ أنَّها من أسماءِ اللهِ تعالى وليستْ كذلك؛ مثل: عبدِ المقصودِ ، عبدِ الستَّارِ ، عبدِ الموجودِ ، عبد المعبودِ ، عبدِ الهوه ، عبد المُرْسِل ، عبد الوحيد ، عبد الطالب ، عبد الناصر ، عبد القاضي ، عبد الجامع ، عبد الحنان ، عبد الصاحب – لحديث: (الصاحب في السفر) – عبد الوفي.. فهذه يكونُ الخطأُ فيها من جهتين:
– من جهةِ تسميةِ اللهِ بما لم يردْ بِهِ السَّمعُ ، وأسماؤهُ سبحانه توقيفيَّةٌ على النصِّ مِن كتابٍ أو سنَّةٍ.
– والجهةُ الثانيةُ : التَّعبيدُ بما لم يسمِّ اللهُ بهِ نفسه ، ولا رسولُه صلى الله عليه وسلم .
، وكثير منها من صفات الله العُلى، لكن قد غلط غلطاً بيناً من جعل لله من كل صفة اسماً ، واشتق له منها، فقول الله تعالى: ( وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ ) غافر/20 ، لا يشتق لله منها اسم القاضي، لهذا فلا يقال: عبد القاضي، وهكذا ” .
انتهى من “معجم المناهي اللفظية” (ص: 371-372) .
وقال الشيخ عبد الله الغنيمان :
” الناصر لم يثبت أنه من الأسماء الحسنى ، فلا يجوز التعبيد به ” انتهى .
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=68762
وينظر : “صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة” ، للشيخ علوي السقاف ، (ص 16) .

وليس من شك أن المنع من التسمي بذلك – ابتداء – : هو الأحوط ، والأبرأ للذمة ، مع مثل هذا الخلاف القوي المعتبر ، في تنزل أصل أهل السنة المتفق عليه ، على خصوص هذا الاسم .
لكن : لو كان قد تسمى به من قبل : فنرجو ألا يكون عليه بأس في استبقاء الاسم القديم ، خاصة إذا شق على صاحبه تغييره ، أو كان يسبب له إشكالات في أوراقه الرسمية ، وخصوصياته .

راجع جواب السؤال رقم : (48964) لمعرفة الضابط في الأسماء التي يصح إطلاقها على الله تعالى .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android