0 / 0

يتساءل مستنكرا : لماذا يموت كثير من الناس وهم صغار بينما يعيش آخرون طويلا ؟ أليس هذا يناقض العدل ؟

السؤال: 201182

لا أستطيع أن أفهم لماذا يموت كثير من الناس اليوم ويعيش آخرون طويلا ، أريد أن أعرف عدل الله في هذه الأمور ، كيف يحاسب الله من مات مبكرا ؟
أعرف انه أمر مقدر ، لكنني لا أعتقد أن في الموت المبكر لمن يعمل سوء عدلا ؛ لأنه قد يتوب لو عُمّر طويلا ، سوف يقول عند لقاء الله : لماذا لم يمنحه الله عمرا طويلا كالآخرين علّه يتوب ؟ ، علم الله بحالنا وعملنا ، لكنه مع ذلك جعلنا في الأرض ؛ حتى لا يكون لدينا حجة عند لقائه .
فأرجو أن تساعدني في فهم هذه الأمور .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
ينبغي أن يعلم أن من أصول الإيمان التي لا يصح للعبد إيمانه إلا بها : أن يؤمن بكمال الله المطلق ، فله الأسماء الحسنى ، والصفات العلى ، منزه عن كل عيب ونقصان ؛ وأن يعلم أن الله :
” هو ، سُبْحَانَهُ : خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ ، وَرَبُّهُ وَمَلِيكُهُ ، وَلَهُ فِيمَا خَلَقَهُ حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ، وَنِعْمَةٌ سَابِغَةٌ ، وَرَحْمَةٌ عَامَّةٌ وَخَاصَّةٌ ، وَهُوَ لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ ، وَهُمْ يُسْأَلُونَ ؛ لَا لِمُجَرَّدِ قُدْرَتِهِ وَقَهْرِهِ ؛ بَلْ لِكَمَالِ عِلْمِهِ وَقُدْرَتِهِ وَرَحْمَتِهِ وَحِكْمَتِهِ ؛ فَإِنَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ ، وَأَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ، وَهُوَ أَرْحَمُ بِعِبَادِهِ مِنْ الْوَالِدَةِ بِوَلَدِهَا ، وَقَدْ أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ ” .
انتهى من “مجموع الفتاوى” ، لشيخ الإسلام (8/79) .
ثانيا :
من أصول الإيمان أيضا : أن يعلم الله تعالى قد تفرد بالأمر في كونه وخلقه ؛ فلا يأمرهم ولا ينهاهم غيره ، ولا يصرفهم ولا يدبرهم سواه ، كما أنه لم يشركه أحد في خلقه لعباده ، سبحانه ؛ قال تعالى : ( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ* أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ ) البقرة /106-107.
قال ابن كثير رحمه الله :
” يُرْشِدُ تَعَالَى بِهَذَا إِلَى أَنَّهُ الْمُتَصَرِّفُ فِي خَلْقِهِ بِمَا يَشَاءُ ، فَلَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ وَهُوَ الْمُتَصَرِّفُ ، فَكَمَا خَلَقَهُمْ كَمَا يَشَاءُ ، وَيُسْعِدُ مَنْ يَشَاءُ ، وَيُشْقِي مَنْ يَشَاءُ ، وَيُصِحُّ مَنْ يَشَاءُ ، وَيُمْرِضُ مَنْ يَشَاءُ ، وَيُوَفِّقُ مَنْ يَشَاءُ ، وَيَخْذُلُ مَنْ يَشَاءُ ، كَذَلِكَ يَحْكُمُ فِي عِبَادِهِ بِمَا يَشَاءُ ، فَيَحِلُّ مَا يَشَاءُ، وَيُحَرِّمُ مَا يَشَاءُ ، وَيُبِيحُ مَا يَشَاءُ ، وَيَحْظُرُ مَا يَشَاءُ ، وَهُوَ الذِي يَحْكُمُ مَا يُرِيدُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ ، وَلَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ، وَيَخْتَبِرُ عِبَادَهُ وَطَاعَتَهُمْ لِرُسُلِهِ بِالنَّسْخِ ، فَيَأْمُرُ بِالشَّيْءِ لِمَا فِيهِ مِنَ الْمَصْلَحَةِ التِي يَعْلَمُهَا تَعَالَى ، ثُمَّ يَنْهَى عَنْهُ لِمَا يَعْلَمُهُ تَعَالَى .. فَالطَّاعَةُ كُلُّ الطَّاعَةِ فِي امْتِثَالِ أَمْرِهِ وَاتِّبَاعِ رُسُلِهِ فِي تَصْدِيقِ مَا أَخْبَرُوا ، وَامْتِثَالِ مَا أَمَرُوا ، وَتَرْكِ مَا عَنْهُ زَجَرُوا.” .
انتهى من “تفسير ابن كثير” (1/378) .
وقال تعالى : ( إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) الأعراف/57 .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :
” فَهُوَ سُبْحَانَهُ منزه عَن فعل القبائح ، لَا يفعل السوء وَلَا السَّيِّئَات ، مَعَ أَنه سُبْحَانَهُ خَالق كل شَيْء أَفعَال الْعباد وَغَيرهَا …
وَهُوَ سُبْحَانَهُ لَهُ الْخلق وَالْأَمر ؛ فَكَمَا أَنه فِي أمره لَا يَأْمر إِلَّا بأرجح الْأَمريْنِ ، وَيَأْمُر بتحصيل الْمصَالح وتكميلها ، وبتعطيل الْمَفَاسِد وتقليلها ، وَإِذا تعَارض أمران رجح أحسنهما .
وَلَيْسَ فِي الشَّرِيعَة أَمر بِفعل ، إِلَّا ووجوده للْمَأْمُور خير من عَدمه ، وَلَا نهي عَن فعل ، إِلَّا وَعَدَمه خير من وجوده …
كَذَلِك هُوَ سُبْحَانَهُ فِي خلقه وَفعله ؛ فَمَا أَرَادَ أَن يخلقه ويفعله : كَانَ أَن يخلقه ويفعله خيرا من أَن لَا يخلقه ويفعله ، وَمَا لم يرد أَن يخلقه ويفعله : كَانَ أَن لَا يخلقه ويفعله خيرا من أَن يخلقه ويفعله ؛ فَهُوَ لَا يفعل إِلَّا الْخَيْر ، وَهُوَ مَا وجوده خير من عَدمه ؛ فَكل مَا كَانَ عَدمه خيرا من وجوده : فوجوده شَرّ ؛ فَهُوَ لَا يَفْعَله ؛ بل هُوَ منزه عَنهُ، وَالشَّر لَيْسَ إِلَيْهِ …” .
انتهى من “جامع الرسائل” (1/131) .

ثالثا :
لم يجعل الله جل جلاله ، لأحد من خلقه مشيئة ، أو اختيارا ، في تدبير أمر الكون ، وتصريف شؤون الخلائق ؛ فالخلق جميعا مخلوقون مربوبون ، مصرفون ، مدبرون ، وهو سبحانه القادر القاهر ، يصرفهم بقدرته ، وعلمه ، وحكمته ، وهو سبحانه ، على صراط مستقيم ، لا يفعل إلا الخير ، ولا يأمر إلا بالعدل ؛ لا يظلم الناس شيئا ، ولكن الناس أنفسهم يظلمون .
قال تعالى : ( وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ * وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ * وَهُوَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ لَهُ الْحَمْدُ فِي الأولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) القصص/68-70 .
قال الشيخ السعدي رحمه الله :
” هذه الآيات ، فيها عموم خلقه لسائر المخلوقات ، ونفوذ مشيئته بجميع البريات ، وانفراده باختيار من يختاره ويختصه ، من الأشخاص ، والأوامر والأزمان والأماكن ، وأن أحدا ليس له من الأمر والاختيار شيء ، وأنه تعالى منزه عن كل ما يشركون به ، من الشريك ، والظهير ، والعوين ، والولد ، والصاحبة ، ونحو ذلك ، مما أشرك به المشركون ، وأنه العالم بما أكنَّته الصدور وما أعلنوه ، وأنه وحده المعبود المحمود في الدنيا والآخرة ، على ماله من صفات الجلال والجمال ، وعلى ما أسداه إلى خلقه من الإحسان والإفضال .
وأنه هو الحاكم في الدارين ، في الدنيا ، بالحكم القدري ، الذي أثره جميع ما خلق وذرأ ، والحكم الديني ، الذي أثره جميع الشرائع ، والأوامر والنواهي .
وفي الآخرة يحكم بحكمه القدري والجزائي ، ولهذا قال: وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ” .
انتهى من “تفسير السعدي” (622) .
ثالثا :
لا شك أن السائل إنما أتي من التحكم على الله بعقله القاصر ، واختياره ، وهواه ، ونسي أن يرد ذلك بالمحكمات السابقات التي إن اختل شيء منها ، لم يصح لعبد إيمانه ، ولم يبق فائدة في الحديث معه حول ذلك ، وإذا استقرت في قلبه ، دفع بها ما يوسوس له الشيطان في ذلك .
ولو تأمل العبد قليلا ، لوجد بطلان ما ذكر هنا ، وعلم أن ما ألقاه الشيطان في قلبه من ذلك هو : شبهة ساقطة ، وحجة داحضة .
فمن قال لك ـ يا عبد الله ـ إن من مات صغيرا : لو عاش ، لآمن ، أو أحسن في عمله ؛ ولمَ لا يكون العكس : أنه لو عاش ، لاستمرأ بغيه وعدوانه ، واستزاد من سيئاته ؟!
أليس من الجائز أن يكون ذلك أخف لحسابه ، وعذابه ؟!
إن الله عز وجل لم يحك عن أحد من أهل النار أنه يعترض على ربه ، وهو في النار ويقول ” ظلمتني وما أنصفتني ” ؛ بل كلٌّ فيها معترف بذنبه مقر بخطيئته ، يعلم أن النار أولى به من الجنة .
قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ * قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ ) غافر/ 10، 11.
فهم يصطرخون فيها ويطلبون الرجعة ويمقتون أنفسهم أشد المقت ، ولا يرد بخاطرة أحدهم أن الله ظلمه شيئا فيعن له التظلم وسؤال الله العدل .
إنهم إنما يطلبون ذلك على سبيل الأماني ، والتماس الرأفة والعفو عن جرائمهم ؛ لا أنه حق لهم فاتهم ، وظلموا بالحرمان منه ؛ تعالى الله عن كل عيب ونقصان !!
ثم إن الله تعالى أخبر عنهم أنه لا فائدة من هذه الأمنية الباطلة ، بل لا تزيدهم إلى خسارا ، وبوارا !!
قال تعالى : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُوا عَلَى النَّارِ فَقَالُوا يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ ) الأنعام/27، 28 .
وتأمل قول الله تعالى : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ * وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ * إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) فاطر/ 36- 38 .
تأمل ذلك ، لتعلم أن الحجة إنما كانت لربهم عليهم ؛ فقد طلبوا مدة أخرى ، وطلبوا إمهالا ، ونظرة ، على وجه الرأفة ، والتفضل والإنعام ؛ فرد الله عليهم أن ما أعطاهم كان كافيا لهم ، وقد قامت عليهم به الحجة ، وانقطع به عذرهم ؛ كما قال تعالى في الآية الأخرى : ( وَالَّذِينَ يُحَاجُّونَ فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا اسْتُجِيبَ لَهُ حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ) الشورى/16 .
ولأجل ذلك قال الله تعالى : ( وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ ) الأنعام/ 53 .
وقال تعالى أيضا : ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ * وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ ) الأنفال/ 22، 23 .

وتأمل ذلك الجواب ، لصاحب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، عن شبهة قريبة من ذلك ، لتعلم أنه ليس فيها هذه الشبهة من جديد ، وليس فيها من حق لأحد ، ولا حجة له على ربه ؛ بل الحجة التامة لله على خلقه وعبيده :
روى الإمام أحمد (23810) عن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ : ” جَلَسْنَا إِلَى الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ يَوْمًا، فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ ، فَقَالَ : طُوبَى لِهَاتَيْنِ الْعَيْنَيْنِ اللَّتَيْنِ رَأَتَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَاللهِ لَوَدِدْنَا أَنَّا رَأَيْنَا مَا رَأَيْتَ ، وَشَهِدْنَا مَا شَهِدْتَ ، فَاسْتُغْضِبَ ، فَجَعَلْتُ أَعْجَبُ ، مَا قَالَ إِلَّا خَيْرًا ، ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَيْهِ، فَقَالَ :
” مَا يَحْمِلُ الرَّجُلُ عَلَى أَنْ يَتَمَنَّى مَحْضَرًا غَيَّبَهُ اللهُ عَنْهُ ، لَا يَدْرِي لَوْ شَهِدَهُ كَيْفَ كَانَ يَكُونُ فِيهِ، وَاللهِ لَقَدْ حَضَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْوَامٌ كَبَّهُمُ اللهُ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ فِي جَهَنَّمَ لَمْ يُجِيبُوهُ ، وَلَمْ يُصَدِّقُوهُ ، أَوَلَا تَحْمَدُونَ اللهَ إِذْ أَخْرَجَكُمْ لَا تَعْرِفُونَ إِلَّا رَبَّكُمْ ، مُصَدِّقِينَ لِمَا جَاءَ بِهِ نَبِيُّكُمْ ، قَدْ كُفِيتُمُ الْبَلَاءَ بِغَيْرِكُمْ ، وَاللهِ لَقَدْ بَعَثَ اللهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَشَدِّ حَالٍ بُعِثَ عَلَيْهَا فِيهِ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ فِي فَتْرَةٍ وَجَاهِلِيَّةٍ ، مَا يَرَوْنَ أَنَّ دِينًا أَفْضَلُ مِنْ عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ، فَجَاءَ بِفُرْقَانٍ فَرَقَ بِهِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَفَرَّقَ بَيْنَ الْوَالِدِ وَوَلَدِهِ حَتَّى إِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَرَى وَالِدَهُ وَوَلَدَهُ أَوْ أَخَاهُ كَافِرًا ، وَقَدْ فَتَحَ اللهُ قُفْلَ قَلْبِهِ لِلْإِيمَانِ ، يَعْلَمُ أَنَّهُ إِنْ هَلَكَ دَخَلَ النَّارَ، فَلَا تَقَرُّ عَيْنُهُ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ حَبِيبَهُ فِي النَّارِ “، وَأَنَّهَا لَلَّتِي قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: ( الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ ) الفرقان/ 74 .
وصححه الألباني في “الصحيحة” (2823) .

فتعوذ بالله ، يا عبد الله ، من وساوس الشيطان ، وكيده لك ، ومكره بك ، واعتصم بالله من شره ، ونزغه ، وانته عما يلقيه في نفسك من الشبهات والوساوس ، وأكثر من ذكر ربك ، وأعظم اللجأ إليه .
راجع للاستزادة جواب السؤال رقم : (110439) ، (126807) ، (13610) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android