0 / 0

يقيم بعيداً عن زوجته ويريد إحضار زوجته ووالديه للزيارة ، وزوجته ترفض ذلك

السؤال: 201422

أنا مصري مسافر مقيم في السعودية للعمل ، وزوجتي بمصر ، وأهلي ميسوري الحال نوعا ما، الآن أنا في انتظار أن تأتي لي زوجتي .
ووالدي والدتي يريدون أن أقدم طلب زيارة لهما حتي يأتيا للسعودية شهر أو شهرين يجلسون معي ويعتمرون ، وزوجتي غاضبة ، وتقول : إنهم لا يعاملونها بشكل جيد ، ولا يسألونها إن كان لها أي طلبات وأنا تاركها معهم .
وتقول لي : إنها لا تريد أن أقدم زيارة لوالداي ، وإنها لن تأتي لي أبدا إن قدمت لهما زيارة ، فهي تقول : نحن لا نحتمل مصاريف زائدة ، وأنا هي وابننا أولي بهذه المصاريف عن أهلي ،
وتخيرني بينها وبين أهلي ، مع العلم أن والداي كانا يقيمان في السعودية ، وقد أديا الحج والعمرة من قبل .
وأنا اخاف أن اكون عاق لوالداي إن ارضيت زوجتي ، ولا أريد أن أهدم بيتي وأخسر زوجتي وابني ؛ لأن الموضوع قد يصل إلي طلاق ، إن لم أنفذ رغبتها.
أنا في حيرة فأرشدوني ماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

إن من أحلك المواقف و أكثرها تعريضا الرجل للحيرة ، تلك التي يجد فيها نفسه يتجاذبه حبان: حب الوالدين والسعي في إرضائهما والبر بهما ، وحب الزوجة ومحاولة الإبقاء على الشمل مجموعا ، وقلما يفلح زوج في اتخاذ موقف وسط بين والديه وزوجته ، بحيث يؤدي لكل واحد منهما حقه غير منقوص بسبب حق الآخر ، فإما أن يعطي والديه كل الحق على حساب زوجته ، وإما أن يميل كل الميل مع زوجته على حساب إرضاء والديه وطاعتهما ، ولكن الحكيم من وفقه الله للتوفيق بينهما .
أيها الفاضل ،
إن من آفات الأسرة الممتدة والتي يجتمع فيها الزوج وزوجته مع أهله ، ذلك الاحتكاك الذي يولد الشرارات والمشاكل المختلفة . ولعل هذا سبب اتخاذ زوجتك موقفها من والديك ، فعشرتها في مبعد عنك مع والديك : قد أدت إلى حصول التنافر بينهم ، بسبب المشاكل اليومية ، كما ضمنت ذلك رسالتك. وليست هذه المناسبة للحديث عن تبعات هذا الشكل من الحياة الأسرية ، فأنت على وشك إصلاح الوضع بالإرسال في طلب التحاق زوجتك بك حيث سكنك .
وما هي إلا خطوة واحدة إن شاء الله ويجتمع شملك بها ، وتنتهي الخلافات التي يسببها عيشها في مبعد عنك وفي معية أهلك . ولعلك تستغل هذا الوضع في تصبيرها و في دغدغة مشاعرها وفي حثها على أن تتوج سنوات صبرها بمزيد من أناة وحلم وسعة خاطر .
أيها الفاضل ،
إن لزوجتك عليك حق ، ومن واجبك أن تبقي على شملك ملموما ، وألا تترك المشاكل تهدد سعادتكما ، لكن ليس ذلك على حساب حق وكرامة والديك . والمرأة العاقلة هي التي تساعد زوجها على بر والديها ، لا على سخطهما والاعتذار عن استقبالهما ببيتك مهما تكن من ظروف.
إن الخطوة الأولى الصحيحة : أن تبدأ باستقدام زوجتك ، وأخر مفاتحتها في موضوع والديك الآن ، وحاول أن تعتذر لوالديك عن التأخير ، حتى تأتي زوجتك ، وتهيئ منزلك ، وترتب أوضاعك ، وما داما قد أديا الحج والعمرة قبل ذلك ، فسوف يكون المماطلة بعض الوقت في ذلك الأمر محتملا ، بدرجة ما .
وحينما تأتي زوجتك عليك بكسب ودها ، وتطييب خاطرها ، بمعاملة حسنة ، وهدية مناسبة ، ونحو ذلك ، واستمل قلبها إليك ، بحيث لا تحوجك إلى المفاضلة بينها وبين والديك ، فهي مفاضلة خاطئة أصلا ، وظالمة ـ لك ، وللأسرة كلها ـ أيضا .
وأقنعها باحتساب ذلك ، إرضاء لزوجها ، واحتسابا للنفقة ، فعسى الله أن يبارك لك في رزقك ، وأن يخلف لك خيرا مما أنفقته ، برا لوالديك .
وإن شاء الله ، إذا استقرت معك ، وطابت نفسك ، تتيسر الأمور ، ومن يدري ؛ لعل الله أن يحدث بعد ذلك أمرا .
والله الموفق .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android