0 / 0

تعلق قلبه بفتاة ورفضته ثم تزوج بغيرها ، فهل يقدم على الزواج منها إذا وافقت ؛ لأن قلبه متعلق بها ؟

السؤال: 201917

أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما ملتزم دينيا وأحمد الله على ذلك ، بداية القصة بدأت معي أثناء المرحلة الثانوية وهي كالتالي :-
كنت أقابل فتاة في صباح كل يوم عند ذهابي المدرسة ، وكنت أكن لها كل احترام وتقدير ، حيث أنها فتاه محترمة جدا ، ومؤدبة ، وذات أصل ، ونسب ، وكنت أراها يوميا كل صباح دون أن تشعر هي بشيء ، وبدون أن أتطاول حدود الله ، وأشهد الله أنني ما نظرت إليها نظرة سوء إلى يومنا هذا ، فتعلقت بها كثيرا ، ولن أقول : إنني أحببتها كثيرا ؛ لربما يكون هناك شك في هذه المرحلة العمرية ، ونقول : إنها فترة مراهقة شباب ، ثم انتهت المرحلة الثانوية ودخلنا المرحلة الجامعية ، فاقدا الأمل أنني ربما لن أقابلها مرة أخرى ، وتمر الأيام إلى أن أقابلها مرة أخرى معي في الجامعة لتكون معي في نفس الكلية ونفس القسم ، علما بأنه إلى هذه الفترة لم أكلمها أو أتحدث معها ، ولم أبوح لها بما في قلبي ، وأخذت أيضا أراقبها من بعيد مع علمي الكامل باسمها ودينها وخلقها ، كما أنني توصلت إلى أن أعرف عائلتها ؛ لأنني كنت جادا في البحث عنها ، إلى أن وصلنا إلى السنة الرابعة والنهائية من الكلية ، التي كنا ندرس فيها ، وجاء يوم وحصلت فيه على رقم تليفونها المحمول ، فأرسلت لها رسالة كان مضمونها أنني أريد أن أرتبط بها شرعيا بالزواج ، وكما أفدت سابقا أنني لم أتحدث معها مطلقا ، ولم تأتيني الجرأة لفعل ذلك وأظن أن هذا كان توفيق من الله ؛ حتى لا أدخل في دائرة الحرام أن أتحدث مع أجنبية لا تحل لي ، فوجدت وشعرت من مراقبتي لها غضبا شديدا ؛ لما قرأته في الرسالة التي أرسلتها إليها ، وربما هنا هي شكت أو أحسست بمراقبتي لها من بعيد ، فأردت أن أتحدث معها لمعرفة ردها وجها لوجه ، وأعتذر عما بدر مني ، ولكن لم أكن لأجد وسيلة سوى هذه الطريقة فوجدتها تصدني وترفض التحدث معي مطلقا ، فمن هذه اللحظة بدأت أضغط على نفسي كي أنسى الموضوع بالكامل وأعود كما كنت ، وقولت : إن الله لم يشأ أن يكون لي نصيب من هذا الأمر ورضيت بما قضى الله ، وتمر الأيام إلى أن تزوجت هي وأنجبت طفلة ، وتزوجت أنا وأنجبت أيضا طفلة ، ثم أعود مرة أخرى لمقابلتها صدفة في الشارع ، وأتذكر في لحظات ماحدث سابقا ليعود الأمر إلى ذاكرتي ، ثم سألت أحد أقاربها والذي كنت تعرفت عليه خصيصا كي أحصل منه على بعض المعلومات عن هذه الفتاه ؛ لأتعرف عليها جيدا عن قرب فأخبرني بأنها انفصلت عن زوجها لبعض الأسباب ، إلى أن جاء بالصدفة أنني أتقابل معها وجها لوجه ليمكنني الله أن أقص لها كل ما في قلبي وأعرض عليها أن تكون زوجة لي ، علما بأنني لم أقصر يوما ما مع زوجتي في أي شئ قد يحدث بيننا بعض الخلافات الزوجية ولكن يتم تسويتها ، ولكن ما أعني وأقصد أنني بعد عرض الزواج مرة أخرى على هذه الفتاة كان ردها أن أكون فقط لزوجتى وابنتي ، ولم أشعر منها برفضها الأمر أنها ترفض زواجها مني لسبب ما ، وإنما كان لحفاظها على زوجتي وبنتي وأقسم بالله وأشهدكم على ذلك أنني ما قصدت من هذا الشعور والذي قد أسميه الآن “حبا” إلا أن يكون في طاعة الله ، وبات الأمر يلازمني أينما ذهبت ، ولا أستطيع التخلص منه ، ولا أستطيع التحدث معها ثانية للتأكيد على الأمر .
فأرجو إرشادي في حالتي هذه ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

دعنا أيها الفاضل نحيِّ فيك أولا حياءك ، ومجاهدتك نفسك منذ حداثة سنك كي لا تقع في المحظور ، فلا أسوء من حب – من المفترض أن يتلبس بالطهر والعفاف والفضيلة – وقد اقتنصته الخطيئة .
كانت تجربتك الأولى مع عاطفتك الجياشة ، ومرت السنون وافترقت السبل ، وتزوجت وبنيت أسرتك ، فما زادك البعاد إلا تعلقا ، وإذا أنت ـ بحسب كلامك ـ في نهاية المطاف : غير قادر على النسيان .
لم تدخل البيت من النافذة بل طرقت الأبواب ، وعرضت زواجك عليها كي ترعى حبك في طاعة الله ، وفي كنف الطهر والعفاف ، فيا لها من خصال جميلة لا يتحلى بها إلا النبلاء الشهام ، الخائفين من غضب الله والسقوط في المعصية .
كم كنت كريما مع تلك الفتاة حينما لم تقتحم عليها وحدتها ولم تجرها إلى المعصية ، وكم كنت صادقا وفيا ، وأنت تحتفظ لها بمشاعرك عبر السنين من غير أن تفاتحها بها ، إلى أن قررت الزواج منها ، حينما صار ذلك ممكنا ، كما تظن .
لم يبق لذلك الجميل إلا أن تتوجه بواحد من أمرين :
الأول : إن طلبت منا النصيحة فيما هو أنسب لك : فإننا نرى الأوفق بك : أن تقطع حبال التعلق بتلك المرأة ؛ فقد فاتتك بنفسها ، ولم تقبلك زوجا ، في زمن الشباب ، رغم أنه لم يبد منك لها ما يعيبك ، أو يسوؤها .
ثم عادت ، وردتك ردا جميلا ، حينما ضعفت سورتها ، وانكسرت نفسها بما نالها ، لكنها أيضا: أبت أن تجبر ذلك الكسر ، بكسر غيرها !!
إذا الروض أمسى مُجدِبا في ربيعه * ففي أي حين يستنير ويُخْصِب
وهذا هو الذي نحبه لك ، ونختاره لك ، ولا نظن أنه من اليسير في هذه السن الصغيرة التي ما زلت فيها أن تبني بيتا جديدا ، وأنت قادر على الحفاظ على بيتك الأول !!
فإن أبيت إلا المضي في حبال التعلق بها ، بعد ما كان من أمرك وأمرها ما كان ؛ فإياك إياك أن تكون كمن يهدم مصرا ، ليبني قصرا !! إياك إياك أن تهدم بيتا قائما ، لتحصل بيتا قادما !!
فقط ، عليك أن تدخل البيت من بابه ، إن كنت فعلا مصرا على الزواج منها ، وتعلم أن نفسك لن تطيب إلا بذلك ؛ فاخط خطوك لتحقيق ذلك عمليا ، وأعلمها بجديتك في ذلك ، وحرصك عليها زوجة ، واخطبها من أوليائها ؛ فبعض النساء يغلبهن حياؤهن ولا يستطعن الرد بالموافقة للوهلة الأولى .
لكن ذلك كله مشروط بأن تعلم من نفسك كفاءة مادية ومعنوية ، وقدرة على فتح بيت جديد من غير ظلم لزوجتك الأولى ، ومن غير تشتيت لشملك الذي بنيته بزواجك وإنجابك طفلة ، وأن تعلم من نفسك القدرة على العدل فيما فرض الله العدل فيه ، فامض لما شئت ، بعد تقديم استخارة الله جل جلاله ، وسؤاله التوفيق والتيسير لما يحب ويرضى .
فإن مضى الأمر على ما تحب ، فالحمد لله .
وإن كانت الأخرى ، فليكن هذا هو آخر باب تطرقه لها ، وآخر خطوة تخطوها إليها ، واصرف بصرك ، وقلبك ، واستغن بمن عندك من الحلال .
يسر الله لك أمرك ، ووفقك لما يحب ويرضى .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android