0 / 0

شرح حديث : ( لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ: لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا ) .

السؤال: 209985

أريد شرحا لهذا الحديث : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا إلا قالت زوجته من الحور العين : لا تؤذيه قاتلك الله ، فإنما هو دخيل عندك يوشك أن يفارقك إلينا.)) صححه الألباني في ” صحيح الترمذي “.

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

روى الإمام أحمد (22101) ، والترمذي (1174) ، وابن ماجة (2014) ، والطبراني في “الكبير” (224) ، وأبو نعيم في “الحلية” (5/220) من طريق إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاشٍ ، عَنْ بَحِيرِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنَ الْحُورِ الْعِينِ : لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللهُ ؛ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكِ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا ) .

وهذا إسناد جيد ، رجاله كلهم ثقات ، وقد حسنه الترمذي ، وقال الذهبي في “السير” (5/12) : ” إسناده صحيح متصل ” . وصححه الألباني في “صحيح الترمذي” .

قال المباركفوري رحمه الله :
” (لا تؤذي) بصيغة للنفي (مِنَ الْحُورِ) أَيْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ ، جَمْعُ حَوْرَاءَ ، وَهِيَ الشَّدِيدَةُ بَيَاض الْعَيْنِ ، الشَّدِيدَةُ سَوَادُهَا .
(الْعِينِ) بِكَسْرِ الْعَيْنِ : جَمْعُ عَيْنَاءَ ، بِمَعْنَى الْوَاسِعَةِ الْعَيْنِ .
(لَا تُؤْذِيهِ) نَهْيُ مُخَاطَبَةٍ .
(قَاتَلَكَ اللَّهُ) : أَيْ قَتَلَكَ ، أَوْ لَعَنَكَ ، أَوْ عَادَاكَ ، وقَدْ يَرِدُ لِلتَّعَجُّبِ ، كَتَرِبَتْ يَدَاهُ ، وقَدْ لَا يُرَادُ بِهِ وُقُوعٌ …
(فَإِنَّمَا هُوَ) أَيْ الزَّوْجُ (عِنْدَكَ دَخِيلٌ) أَيْ ضَيْفٌ وَنَزِيلٌ ؛ يَعْنِي : هُوَ كَالضَّيْفِ عَلَيْكَ ، وَأَنْتِ لَسْتِ بِأَهْلٍ لَهُ حَقِيقَةً ، وَإِنَّمَا نَحْنُ أَهْلُهُ ، فَيُفَارِقُكَ وَيَلْحَقُ بِنَا .
(يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَ إِلَيْنَا) أَيْ وَاصِلًا إِلَيْنَا “. انتهى من “تحفة الأحوذي” (4/284) .
وقال ابن علان رحمه الله :
” أي لا يقع منها معه ما من شأنه أن يتأذى به من غير مجوّز لذلك شرعاً، وإلا فطلب نحو النفقة ممن يتأذى بها لنحو بخله لا يدخل الزوجة في ذلك ” .
انتهى من “دليل الفالحين” (3/114).

قال القاري رحمه الله :
” وفي هذا الحديث دلالة على أن الملأ الأعلى يطلعون على أعمال أهل الدنيا “
انتهى من “مرقاة المفاتيح” (5/ 2126) .

وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
” (دخيل) أي ضيف ونزيل ، يعني هو كالضيف عليك ، وأنت لست بأهل له حقيقة ، وإنما نحن أهله ، فيفارقك قريبا، ويلحق بنا.
وفي الحديث – كما ترى – إنذار للزوجات المؤذيات ” .
انتهى من “سلسلة الأحاديث الصحيحة” (1/ 336) .

وراجع للاستزادة جواب السؤال رقم : (98624) .

والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android