0 / 0

كيف أتعامل مع حماتي التي تريد التفريق بيني وبين زوجي ؟

السؤال: 212065

تسكن أم زوجي وأبوه معنا ، مع أنهما يمتلكان بيتاً في باكستان ، وهما في أتم الصحة ، وقد اختارا السكن عند زوجي دون غيره من أبنائهما الآخرين ، وأنا غير مرتاحة على الإطلاق بوجودهما ، خصوصاً الأمّ ؛ لأنها تمارس ما يشبه غسل الدماغ تجاه زوجي ، وفي هذا من التأثير على الحياة الزوجية وإفسادها الشيء الكثير ، كيف لا وهي ذات سابقة في هذا المضمار ، فقد سبق وأن كانت مع ابنها الآخر فتسببت بالطلاق بينه وبين زوجته ، لذلك قررت أن أقطع كل الطرق عليها وحرصت على أن لا تنفرد به ولا تحدثه ولا تخرج معه إلا وأنا موجودة ، ولا أفعل هذا الأمر اعتباطاً ، بل لأني بدأت ألحظ تغيراً في سلوك زوجي ، وهذا لا يعني أنني زوجة أنانية أريد كل شيء لي ، لا ، على الإطلاق ، فأنا مثلاً لا أجد بأساً في أن يحسن إليهما بالمال وبغيره من الإحسان ما استطاع ، لكن شرط أن لا يتم ذلك إلا بحضوري ، وأن لا يقال شيء ولا يقر شيء إلا وأنا على اطلاع .
فما رأيكم في هذا ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

حينما تنتقل الزوجة من بيت أبيها إلى بيت زوجها فإنها تنشد السكن والرحمة والمودة ، ومن وراء ذلك أيضا : تنشد استقلالها بأمر بيتها ونفسها ، وتصرفها في شأن ذلك البيت الذي صارت لها فيه قوامة ، ورعاية ؛ ومن الطبيعي أن تتضايق من وجود غيرهما بالبيت ، ولو كان أهلها ، لما في ذلك من تضييق لمساحة حريتها ، ومن ضياع الخصوصية والهدوء في البيت ، ونقص تمتعها بالسكن إلى زوجها وسكنه إليها ، وتخوفها من تدخل شركاء السكن في أمر البيت ، وخصوصية حياتها ؛ ولهذا كان من الحقوق المقررة للزوجة على زوجها في الشريعة : أن يكسنها في مسكن ، لا يشركها فيها أحد آخر ، إلا بإذنها ورضاها ، ولو كان ذلك الشريك : هو أحد الوالدين ، أو كلاهما من باب أولى .
وينظر جواب السؤال رقم : (117957) ، ورقم : (167997) .
لكن أختنا الفاضلة
إن الدنيا دار ابتلاء ، والفائز من خرج منها لا له ولا عليه ، والموفق من وفقه الله إلى الحكمة والتؤدة والروية في التعامل مع من حوله ، خاصة من ذوي الحقوق ، ومع المشكلات التي تصادفه ، ونحن ننصحك هنا بما يلي :
– اسألي الله دومًا وفي إلحاح أن يهدي لك أم زوجك ، وأن يرزقك خيرها ، ويصرف عنك شرها ، وأن يجمع بينك وبين زوجك فيما يحبه ويرضاه ، وأن يقر عينك به ، ويقر عينه بك .
– صبرك على خدمة والدي زوجك ليس واجبا ، لكن إن أنت فعلت ذلك توددًا لزوجك ففيه أجر إن شاء الله فاحتسبي ، واجعلي ذلك بابا من الإحسان إليهما ، يصرف عنك شرهما ، وعداوتهما ؛ فطالما استعبد الإحسانُ إنسانا !! وقد قال الله تعالى : ( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) فصلت/34-36 ؛ فحاولي التودد إليهما ، وخاصة أمه ، واجتهدي في كسب قلبها بذكائك في معاملتك لها ، والإحسان إليها .
– لا نفهم ما الذي سيتغير من الأمر بإلزام زوجك بعدم التعامل مع والديه إلا في وجودك ، فإن هذا لا يصلح من الأمر شيئا ، بل قد يكون سببا في غيرة أمه خصوصا ، وإحساسها بتطفلك عليها ، وتدخلك أنت أيضا في خصوصية علاقتها بابنها ، كما تكرهين أن تتدخل هي في علاقتك بزوجك ، بل إن هذا الأمر قلما يفلح ، فالملازمة التامة منك لهما أمر متعذر ، أو بالغ الغرابة ، ولن يحل من الأمر شيئا ، إذا لم يعقده أكثر ، لكن بإمكانك التفاهم مع زوجك حول حسن السياسة لذلك الأمر ، والحكمة في التعامل مع كل طرف ، وعدم الميل إلى جانب على حساب الآخر : ( فأعطِ كل ذي حق ، حقه ) .
– إذا لم تجدي تحسنا في وضعك المعيشي ، وعلاقتك بزوجك ، وغلب على ظنك أن استمرار هذا الوضع ، سوف يؤدي إلى هدم البيت ، وتفريق شمل الأسرة : فليس عليك حرج بعد ذلك في المطالبة بحقك في سكن مستقل ، ومتى احتاج والدا زوجك إلى شيء ، فهذه مهمة أبنائها ، يسعون في تدبير حاجة والديهما ، وكفايتهما شأنهما .
وللفائدة : ينظر جواب السؤال رقم : (167997) ، ورقم : (120672) .
والله أعلم.

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android