تنزيل
0 / 0

ما حكم قول : ” صباح التبسم من الله ” ؟

السؤال: 212350

ما حكم قول : صباح التبسم من الله ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
أسماء الله وصفاته توقيفية ، فنثبت لله تعالى ما أثبته لنفسه وأثبته له رسوله صلى
الله عليه وسلم ، لا نتعدى ذلك ، ولا مجال في ذلك للرأي والاجتهاد .
وانظر إجابة السؤال رقم : (155206).

ثانيا :
من صفات الله تعالى : ” الضحك ” ، وهي صفة ثابتة بالنص والإجماع .
روى البخاري (2826) ، ومسلم (1890) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَضْحَكُ اللَّهُ
إِلَى رَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ يَدْخُلاَنِ الجَنَّةَ : يُقَاتِلُ
هَذَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ، فَيُقْتَلُ ، ثُمَّ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَى القَاتِلِ ،
فَيُسْتَشْهَدُ ).
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
” الضحك من صفات الله الثابتة له بالسنة ، وإجماع السلف . فيجب إثباته له من غير
تحريف ولا تعطيل ، ولا تكييف ، ولا تمثيل ، وهو ضحك حقيقي يليق بالله تعالى ” انتهى
من ” مجموع فتاوى ورسائل العثيمين” (5/ 33).

ثالثا :
لم يرد وصف الله تعالى بالابتسام فيما نعلم في حديث صحيح ، وغاية ما ورد في ذلك ما
رواه قوام السنة في ” الترغيب والترهيب ” (893) ، والضياء في ” صفة الجنة ” (145) ،
والثعلبي في ” التفسير ” (9/316) ، من طريق عثمان بن أبي مسلم ، عن أنس بن مالك قال
: ” أبطأ علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فلمّا خرج قلنا : أحبست ؟ ..”
؛ فذكر حديثا طويلاً في فضائل الجمعة ، وفيه :
( إنّ في الجنّة وادياً ، رائحة نبته مسك أبيض ، يتنزل الله سبحانه وتعالى كل يوم
جمعة ، ويضع كرسيَّه فيه ، ثم يجاء بمنابر من نور وتوضع خلفه فتحفَّ منه الملائكة
ثم يجاء بكرسي من ذهب فيوضع ، ثمّ يجيئ النبيُّون والصدِّيقون والشهداء والمؤمنون
أهل الغرف فيجلسون .
ثمّ يتبسم الله سبحانه وتعالى فيقول : أي عبادي سلوا ، فيقولون : نسألك رضوانك .
فيقول : قد رضيت عنكم …) .
وعثمان بن أبي مسلم ، هو عثمان بن عمير ، كما جاء في رواية قوام السنة ، وهو متروك
، قال البخاري : منكر الحديث ولم يسمع من أنس ، وقال أحمد وأبو حاتم : منكر الحديث
، وقال الدارقطني : متروك ، وقال ابن معين : ليس حديثه بشيء .
ينظر : ” تهذيب التهذيب ” (7 /132).
فلا يحتج بهذا الحديث في إثبات صفة ” الابتسام ” لله رب العالمين ، فنقف عند ما ثبت
من إثبات ” الضحك” ، ولا نتعداه .
وعليه :
فقول القائل : ” صباح التبسم من الله ” قول لا يليق ولا يصح لما تقدم ، ولما فيها
من الجرأة على مقام الله جل جلاله .

فإن قصد بهذا القول أن هذا
الصباح صباح مبتسم مشرق ، تفاؤلا وتيمنا به ، أو أننا سوف يكثر ابتسامنا في هذا
الصباح ، وهذا من فضل الله ، كما يقول : صباح الخير ، يعني : من الله ؛ فلا حرج في
ذلك ، إذا كان ذلك المعنى مرادا لقائله ، معروفا من السامع ، بحيث لا يقع فيه لبس .

على أن في تحية المسلمين :
السلام عليكم ورحمة الله ، وفي المعروف من كلمات التحية والترحيب والدعوة بالخير ،
ما يغني عن الوقوع في مثل ذلك اللبس والإشكال . وينظر جواب السؤال رقم : (105414).

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android