0 / 0

لا أريد الزواج ، ووالداي يرغماني عليه ، فهل أنا ملزمة شرعا بالقبول ؟

السؤال: 212981

أنا فتاة في 19 من العمر ، ووالدايَّ يريدان تزويجي لأسباب متعددة ، لكنني غير مهتمة بالزواج ، فماذا أفعل ؟ هل أنفذ ما يقولان أم أقول لهما ما أشعر به وأقف مع ما أريد ؟ لأنني قد أخبرتهما أنني لست مستعدة بعد .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

ينبغي أن يعلم أن الزواج من هدي النبي صلى الله وسلم وسنَّته ، وقد أنكر نبيُّنا صلى الله عليه وسلم على مَن أراد ترك النكاح وقال : " أما أنا فأتزوج النساء ، مَن رغب عن سنَّتي فليس مني " – رواه البخاري ( 4776 ) ، ومسلم ( 1401 ) – والمقصود بـ " سنتي " أي : الهدي والطريقة ؛ وليس للعبد أن يترك طريقة النبي صلى الله عليه وسلم ، وهديه وسنته ، لأجل عرض من الدنيا ، أو حرص على دراسة زائدة ، أو مال أوفر ، أو وضع اجتماعي ، أو شبهة طرأت على باله ، من بعض شبهات المفسدين ، أو نحو ذلك .
ويتأكد ذلك ، في زمان الفتن ، والخوف على النفس ، حيث لا ضابط ولا رقيب ، فالعبد مأمور أن يستعين على نفسه والشيطان بكل سبيل ، ومأمور بأن يحصل العفة ويطلبها ، ومتى خاف على نفسه الفتنة : وجب عليه الزواج ، دفعا للفتنة والفساد عن دينه .
وينظر جواب السؤال رقم : (117072) ، وجواب السؤال رقم : (112000) .
واعلمي – أيتها السائلة الكريمة – أن بعض الفتيات قد يكن مطلوبات للزواج ، مرغوبا فيهن في مرحلة عمرية معينة ، فيتقدم لخطبتهن الأكفاء الصالحون القوامون ، لكنهن يرفضن بذريعة إتمامهن الدراسة ، أو طمعا فيمن هو أغنى ، أو نحو ذلك ، فيتقدم بهن السن ، ويمضين ما تبقى من عمرهن في الانتظار ، ويخالفن بذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقبول الزوج الصالح ذي الدين والخلق : " إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير " رواه الترمذي .
وتنسى الفتاة بذلك دورها الحقيقي في الحياة ، والحكمة التي من أجلها جعل الله الخلق شطرين : ذكرا وأنثى ، وجعل ذلك من آيات قدرته ، ودلائل وحدانيته تعالى .
وينظر جواب السؤال رقم : (117072) .
وحينئذ ، فنحن لا نوافقك على صرف النظر بالكلية عن الزواج ، بحجة دراسة أو طموح مادي ، ومتى كان لكِ سبب واضح ، ومفهوم في ذلك الأمر : فأبديه لوالديك ، وتفاهمي معهما بشأنه ؛ على ألا يكون ذلك ذريعة لكِ لترك ذلك بالكلية ، والانصراف عن باب عظيم من أبواب استصلاح الحياة ، وإقامة العبودية لله في هذه الدنيا .
وأما إن كان المراد : أنك لا تريدين الزواج بشخص محدد ، لسبب ما ، مع قبولك بالمبدأ ، متى تقدم لك الزوج الكفء : فهذا حقك ، ولا مانع منه ، وليس لوالديك أن يجبراك على الزواج بشخص معين .
وينظر جواب السؤال رقم : (163990) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android