0 / 0

وقعت أختها في الزنا ولا تزال مستهترة، وتسأل عن التصرف معها .

السؤال: 214797

في إجازتي السنوية رجعت إلى بلدي ، وعلمت أن أختي الصغيرة أقامت علاقة غير شرعية مع أحد عندما كانت تدرس بالجامعة بعيدا عن بلدتنا . وقد أسفرت عن حمل ، وأن والدي كانا على علم بذلك . قابل والداي السيد ، وطلبا منه الزواج من أختي ، والتخلص من الجنين ، لكنه رفض متعللا بتعلقه به . فقررت العائلة التخلص من الجنين وكتمان اﻷمر . فطلبت من أبوي الاجتماع لمناقشة اﻷمر ، لكنهم أنكروه . فأخبرتهم أني أملك الدليل وهو صورة موثقة للجنين كانت تحتفظ بها الجانية . وكانت آخر مرة أكلمهم فيها…كنت ولا أزال تحت الصدمة لمدة 18 شهرا . فهجرتهم منذ عدة أشهر ، بدأت أبحث عن حل ، فأختي أصبحت تجاهر بحبها مما جعلها فريسة الذئاب الذين سمعوا باﻷمر ، وأنا من شيخ لآخر ، ومن موقع لآخر أبحث عن حل ، فمنهم من نصحني بملازمة عائلتي ومحاولة هدايتهم . أما المنتديات فقد اتفقوا على كتمان اﻷمر ومحاولة إصلاحه ، ووجدت حرمان الجانية من الخروج الى الشارع وتزويجها في أقرب فرصة . ووجدت تقييدها حتى تتوب . لكن هذا غير مسموح به في بلاد الطاغوت . كما أن إقامة حدود الله ليست ممكنة..
فوصلت إليكم ، وقرأت كل ما تعلق بالزنى . ثم اتصلت بوالدي ، وطلبت منه أن يوقفها عن الدراسة كحل أولي…لكنه رفض متعللا أنه ترك عمله لمدة 3 أشهر ليتابع تحركاتها ، دون جدوى…فجاري يراسلني ويؤكد علي أنها لم تتب .
أمي هي الماسكة بزمام اﻷمور ، ولكنها لم تتخذ قرارا صائبا عند اﻷزمات ، بل وتزيد في تقصيرها في حق الله ، وتعاند إلى اليوم ، على أنها قامت باﻷمر اﻷنسب ، ولا تفكر إلاّ في الفضيحة التي لن يطول التستر عليها . بل وتزيد من دلالها للجانية .
إني لا أرى في التستر حلا منطقيا ؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم لم يتستر على الغامدية ، بل أمر برجمها . والجلد والتغريب أنسب من التستر لغير المؤمنين .

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

النصيحة في مثل هذه القضايا أن لا تكثروا السؤال والتنقل بين العلماء ، إذ لا أحد يملك هداية قلوب الناس سوى الله عز وجل ، والعباد إنما يملكون النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فالله عز وجل يقول : ( إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) القصص/56. والنصيحة بالستر لا تعني الرضا بما وقع من أختكم ومعصيتها الكبيرة ، وإنما لأن الستر أخف الضررين ، فالفضيحة لا تأتي بالتوبة غالبا ، بل بالإصرار من قبل العاصي ، وتؤدي إلى المفسدة على الأهل والمجتمع بما يصعب محوه أو تداركه .
فلذلك :
إما أن يتم الزواج بين أختكم وبين الزاني بعد توبتهما ، وحينئذ يمكن أن تتجه الأمور نحو التهدئة والاستقرار.
وإما أن يستمر الحال على ما أنتم عليه ، فالنصيحة حينئذ أن تعترفوا بوقوع الخلل وعدم القدرة على ضبطه ، وعليكم أن تبذلوا جهدكم في محاولة ضبطه وتدارك الأمر . وذلك يكون باستمرار النصيحة والحث على التوبة ، وتضييق طرق الحرام عليها ، فسفرها بعيدا عن والديها واستمرارها في الدراسة بهذه الطريقة يسهل عليها فعل المعصية ، ويبعدها عن التوبة ، وليست الدراسة في الجامعة أهم من شرف البنت وعفتها حتى تتم التضحية والتنازل عن شرفها مقابل تعلمها ، فإما أن تمنع من الجامعة حتى تستقيم وتظهر توبتها ، أو تذهب في أيام الاختبارات فقط ، ويقوم والدها بالذهاب معها ، ولا يتركها تسافر بمفردها .
وإذا أمكن نقلها إلى جامعة أخرى فهو أفضل ، لأن الجو المحيط بها يساعدها على المعصية ، فالأصحاب الجدد والمجتمع الجديد قد يساعدها على التوبة والاستقامة ، وهذه إحدى الحكم لتغريب الزاني عن بلده سنة .
أما استمرار الجدال بينكم عن التستر والفضيحة فليس فيه أي عون لعلاج المشكلة ، وإنما هو انحراف بها عن قضيتها الأساسية ، وكذلك التشهير والإعلان بدعوى أن ذلك سيكون رادعا للفتاة فليس هذا من الدين ، ولا من الخلق الكريم ، وغالبا ما يحقق نتائج عكسية تماما .
يقول ابن رجب رحمه الله :
” التوبيخ والتعيير بالذنب مذموم ، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تُثَرَّبَ [يعني : تعير] الأمة الزانية مع أمره بجلدها . فتجلد حداً ، ولا تعير بالذنب ولا توبخ به .
قال الفضيل : المؤمن يستر وينصح ، والفاجر يهتك ويُعيِّر …
وأما إشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرمه الله ورسوله ، قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) (النور: 19) .
” انتهى من ” الفرق بين النصيحة والتعيير (ص: 16-17).
وقد سبق في موقعنا تناول عدد من القضايا الاجتماعية والأسرية الشبيهة لحالة سؤالكم ، يمكنكم الإفادة من الأفكار المطروحة فيها في الأرقام الآتية : (111665) ، (115098) ، (127975) ، (146828)
والله أعلم

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android