تنزيل
0 / 0

هل له أن يتفرغ للعلم وخدمة والدته ، مكتفياً بما يأخذه منها من مال لنفقته ؟

السؤال: 215032

أنا شخص في الرابعة والثلاثون من العمر ، أعيش مع والدتي التي تجاوزت الخمسين في بيت واحد ، لدي أخ ، وأخوات كلهم متزوجون ، أنا لم أتزوج بعد ، أنا لم أعمل لفترة طويلة ، ولم أوفق في العمل ، تقبض أمي مبلغاً نهاية كل شهر من الشركة التي كان يعمل فيها والدي المتوفي .
هذا المبلغ تقضي به حوائج البيت ، وتعطيني شيئاً من المال أقضي به حوائجي ، وهو مبلغ كافي ، وبالنسبة لأخواتي وأخي فهم زاهدون في المبلغ الذي تستلمه أمي ، ولا يطمعون في شيء منه ، أتحرج أحيانا من القبول بوظيفة أتأخر بسببها عن البيت ليلا ؛ لأن الوالدة تعيش وحدها ، وقد تحتاج شيئا : مثل شراء شيء من البقالة ، أو إحضار دواء من الصيدلية ، أو الجلوس معها حين تمرض مرض عارض .
والسؤال :
هل علي شيء إذا اشتغلت بالقراءة والتعلم وتركت التكسب مكتفياً بما آخذه من الوالدة ، هل المال الذي آخذه حلال ?

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

لا شك أن قيامك على أمر الوالدة : هو من البر الواجب لها عليك ، وانشغالك بالعلم في
أثناء ذلك ، هو أيضاً من حسن سياستك لأمرك ، وانتفاعك بوقتك ، ومراعاتك للظرف الذي
أنت فيه .
ولا حرج عليك في قبول ما تعطيه لك الوالدة ، والانتفاع بنفقتها عليك من المعاش الذي
تقبضه .
ومع ذلك فالنصيحة لك ألاَّ تبقى على هذا الوضع دائماً ، بل الواجب عليك أن تسعى في
تدبير مهنة ، أو وظيفة ، تقيم بها أمر عيشك ، وتكفي بها نفسك ، وتكف بها يدك عن
سؤال الناس .
روى البخاري في صحيحه (1966) عَنْ الْمِقْدَامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( مَا أَكَلَ أَحَدٌ
طَعَامًا قَطُّ خَيْرًا مِنْ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ، وَإِنَّ نَبِيَّ
اللَّهِ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام كَانَ يَأْكُلُ مِنْ عَمَلِ يَدِهِ ) .
ثم إذا أنت أقبلت على الزواج ، كيف تقوم على أسرتك ، وأنت لا مهنة لك ، ولا عمل
عندك تتكسب منه ، وتقوم به على أسرتك ؟
لكن ذلك لا يعني : أن تقبل بعمل يصرفك عن والدتك ، أو يشغلك عن حقها الواجب عليك ؛
بل اجتهد في أن توازن بين الأمرين ، وتتوسط فيهما ، وتعطي كل ذي حق حقه ، وقد قال
الله تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ
مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ
إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )
الطلاق/2-3 .
وينظر للفائدة : جواب السؤال رقم : (42220)
، (128759) .
والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android