0 / 0

يسأل عن دليل من القرآن يدل على عدم تخليد العصاة في النار

السؤال: 215431

على حد علمي أن القرآن لم يذكر شيئاً بشأن أقوام يُعذبون في النار ثم يخرجون منها فيدخلون الجنة ، فهل توافقوني الرأي ؟ لأن معظم آيات القرآن العزيز نصت على أن عذاب النار سرمدي ، لكنكم في هذا الموقع ذكرتم أن هناك صنفان من أهل النار، صنف يُخلّد فيها وصنف آخر يُعذب ثم يخرج ، فمن أين جئتم بذلك ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
قد أشار القرآن إلى ذلك في قوله تعالى : ( فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ ) هود/ 106-107 ، فقد ورد عن بعض السلف كالضَّحَّاكِ ، وَقَتَادَةَ ، وروي عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَالْحَسَنِ : أن الِاسْتِثْنَاءَ عَائِدٌ عَلَى العُصاة مِنْ أَهْلِ التَّوْحِيدِ ، مِمَّنْ يُخْرِجُهُمُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ بِشَفَاعَةِ الشافعين.
تفسير ابن كثير (4/351).
وأيضا : آيات الشفاعة ، كقوله تعالى : ( وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى ) النَّجْمِ /26 ، وقوله عن الملائكة : ( وَلا يَشْفَعُونَ إِلا لِمَنِ ارْتَضَى) الْأَنْبِيَاءِ/28 ، ففي ذلك إشارة إلى وجود الشفاعة وانتفاع بعض الناس بها ، وقد دلت السنة النبوية أن من أسباب خروج عصاة الموحدين من النار : شفاعة الأنبياء والملائكة والمؤمنين .
أما أدلة السنة النبوية فكثيرة جدا . وانظر إجابة السؤال رقم : (146088) ، (132608) ، (26792).
والنبي صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى ، فيجب الإيمان بكل ما يخبر به .
وقد أجمع أهل السنة على أن من مات كافرا فهو مخلد في النار أبدا ، وأن من دخل النار من عصاة الموحدين فإنه سيخرج منها بشفاعة الشافعين أو برحمة أرحم الراحمين ، ثم يدخل الجنة .
ثانيا :
هب أن القرآن لم يدل على ذلك فقد دلت عليه السنة النبوية المتواترة ، والسنة النبوية وحي يجب التصديق والعمل به كالقرآن ، وقد ذكر الله تعالى أنه أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئين وهما : الكتاب والحكمة ، قال الله تعالى : ( وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ) النساء/113.
وقد ذكر الإمام الشافعي رحمه الله عمن سمعهم من أهل العلم أن الكتاب هنا هو القرآن والحكمة هي السنة النبوية .
انظر : " الرسالة " للشافعي (ص 72) .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ) رواه أحمد (16722) ، وصححه الألباني في " صحيح الجامع " برقم ( 2643) .
والقرآن الكريم لم يذكر كل ما يجب اعتقاده أو العمل به ، وإنما بين من ذلك أشياء وترك أشياء أخرى بينتها السنة ، قال الله تعالى : ( وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/44 .
وأركان الإسلام من الصلاة والزكاة والصيام والحج لم يبين القرآن الكريم تفاصيل أحكامها ، بل حتى عدد الصلوات وعدد ركعات كل صلاة لم يبينه القرآن الكريم ، وإنما بينته السنة النبوية .

والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android