يستهزأ زوجي بأبي وأمي وعندما أغضب بسبب ذلك يقول لي أنه مجرد مزاح ، وقبل بضعة أيام قامت إحدى أقاربي التي تعاني من انفصام الشخصية بشتم والداي مما دفعني لشتم أبويها ودفعها بقوة ، وعندما سمع زوجي بما حدث ضحك وقال أنّ ما قالته تلك المرأة عن أهلي صحيح ثم اعتذر عن ذلك وقال : إنه كان يمزح ، ولكنه منذ ذلك اليوم وهو مستمر في إغاظتي بمزاحه هذا وتكرار ما قاله ، وأنا صابرة وأقابل كل ذلك بالصمت ولكن اليوم جعلني هذا المزاح غاضبة جداً لدرجة أنني أردت شتم أبويه ولكنني لم أفعل ، وأخبرته بأنّ هذا المزاح لا يعجبني وهو سيء جداً وأنا لا أحتمل أن يهين أحد عائلتي ولو كان الأمر بالمزاح ، فماذا أفعل ؟ أنا أعيش مع عائلته وأحاول جاهدة أن أكون جيدة في تعاملي معهم وإطاعتهم وزوجي يريدني معاملة عائلته بشكل جيد أيضاً ولكنه لا يجب التحدث مع أهلي وإن كان تعامله جيد معهم فإذا تحدثوا معه يجيب بأدب لكنه لا يجالسهم و لا يحادثهم ، فأيهما أولى احترام زوجي أم احترام أبوي وأمي ؟
زوجها يستهزئ بوالديها
السؤال: 217819
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.
الحياة بصفة عامة والحياة الزوجية على وجه الخصوص تبغي الكثير من الصبر والتضحيات والحنكة والذكاء في التعامل مع أمورها.. وقد أرشدنا ديننا الحنيف إلى المعاملة بالحسنى مع كل من حولنا وأداء الحقوق التي لهم علينا ، ولم يعفنا من ذلك في حال عدم وفائهم بواجباتهم نحونا ، بل جعل الفضل والإحسان مقدما على التعامل بالمثل ، ولم يبرر لنا سوء الأخلاق حتى ولو أساء الآخرون إلينا .
أختنا الكريمة ، نحن نتفهم معاناتك ونشاركك إحساسك بالغيظ والامتعاض من استهزاء زوجك بوالديك ، وقد أحسنت بصبرك وبتنبيهك له وبعدم معاملته بالمثل بتعيير والديه والاستهزاء بهما ، فإن من يفعل ذلك فهو بمثابة من يستهزئ بوالديه ، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه ( قيل : يا رسول الله ، وكيف يلعن الرجل والديه ؟ قال : ( يسب الرجل أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه ) رواه البخاري ( 5973 ) .
لذلك ننصحك بكثير من الصبر والاحتساب ، فإن الله قد جعل هذه الحياة الدنيا فانية ، وفانية معها أكدارها وهمومها ، وقد خبأ لعباده الصابرين هدايا رضاهم وصبرهم فلا تبتئسي ، كما ننصحك أن تحاوري زوجك في هدوء ، وأن توضحي له ما يضرك من الأمر ، وأن تعظيه برفق عن عاقبة المستهزئين وبأن ذلك ممقوت من الله ويخالف أخلاق المؤمنين ، يقول تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ ) الحجرات/11 ، كما ننصحك أن تعاملي أهله برفق ، وألا تجعلي من موقف استهزاء زوجك بوالديك سببا لإهانتهم ، فهم على كل حال لم يتعرضوا لك بسوء ، ولا ذنب لهم في فعل ابنهم ، بل أحسني إليهم كما تحبين أنت أن يحسن زوجك لأهلك .
واعلمي أختنا الفاضلة أنه لا تعارض بين أن تحترمي زوجك ووالديك في نفس الوقت ، بل إن حق زوجك مقدم على حق والديك في ترتيب الحقوق في الشريعة ، ولكن في نفس الوقت لا يعطي ذلك لزوجك الحق في إهانتهما ولا يفرض عليك الصمت على ذلك .
نسأل الله أن يهدي زوجك لأحسن الأخلاق وأن يجمع بينكما على ما يحبه ويرضاه .
والله أعلم .
هل انتفعت بهذه الإجابة؟
المصدر:
موقع الإسلام سؤال وجواب