تنزيل
0 / 0

حديث : ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا قَضَى خَلْقَهُ اسْتَلْقَى فَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى ) حديث منكر .

السؤال: 219009

ما صحة الحديث التالي : عن عبيد بن حنين قال : ” بينما أنا جالس في المسجد إذ جاءني قتادة بن النعمان ، فقال : انطلق بنا يا ابن جبير إلى أبي سعيد ، فانطلقنا حتى دخلنا على أبي سعيد فوجدناه مستلقياً رافعاً رجله اليمنى على اليسرى ، فسلمنا عليه وجلسنا ، فرفع قتادة يده إلى رجل إلى أبي سعيد فقرصها قرصة شديدة ، فقال أبو سعيد : سبحان الله يا أخي ، أوجعتني قال : ذاك أردت ، إنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إنّ الله لما قضى خلقه استلقى ، ثم رفع إحدى رجليه على الأخرى ) ، ثم قال : ( لا ينبغي لأحد من خلقي أنْ يفعل هذا) ” ؟
وهل صح عن الخلال ، والقاضي أبي يعلى ، وابن القيم أنهم أجازوا أن يقول الرجل : إنّ الله رفع إحدى رجليه على الأخرى ؟ هل يجوز قول ذلك عن الله عز وجل ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
هذا الحديث رواه الطبراني في ” الكبير” (18) ، وابن أبي عاصم في ” السنة” (568) ،
والبيهقي في ” الأسماء والصفات ” (761) من طريق مُحَمَّد بْن فُلَيْحِ بْنِ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ
حنَيْنٍ ، قَالَ : ” بَيْنَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ جَاءَنِي قَتَادَةُ بْنُ
النُّعْمَانِ ، فَقَالَ لِي : انْطَلَقْ بِنَا يَا ابْنَ حنَيْنٍ إِلَى أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، فَإِنِّي قَدْ أُخْبِرْتُ أَنَّهُ قَدِ اشْتَكَى ،
فَانْطَلَقْنَا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ فَوَجَدْنَاهُ مُسْتَلْقِيًا رَافِعًا رِجْلَهُ
الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى ، فَسَلَّمْنَا وَجَلَسْنَا، فَرَفَعَ قَتَادَةُ بْنُ
النُّعْمَانِ يَدَهُ إِلَى رِجْلِ أَبِي سَعِيدٍ فَقَرَصَهَا قَرْصَةً شَدِيدَةً ،
فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سُبْحَانَ اللهِ يَا ابْنَ آدَمَ لَقَدْ أَوْجَعَنِي ،
فَقَالَ لَهُ : ذَلِكَ أَرَدْتُ ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمَّا قَضَى خَلْقَهُ
اسْتَلْقَى فَوَضَعَ إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الْأُخْرَى ، وَقَالَ: لَا يَنْبَغِي
لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِي أَنْ يَفْعَلَ هَذَا ) .
وهذا إسناد ضعيف ، ومتن منكر ، ومحمد بن فليح وأبوه وإن كانا من رجال البخاري إلا
أن هناك من الأئمة من قدح فيهما ، حتى قال ابن معين : ” فليح ليس بثقة ، ولا ابنه ”
.
انظر : ” تهذيب التهذيب ” (9/ 407).
وعبيد بن حنين لم يسمع من قتادة بن النعمان رضي الله عنه ، فإن قتادة توفي سنة 23
هـ ،
وعبيد بن حنين ولد سنة 30 هـ .
وقال البيهقي على هذا الحديث :
” هَذَا حَدِيثٌ مُنْكَرٌ ، وَلَمْ أَكْتُبْهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ ،
وَفُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ مَعَ كَوْنِهِ مِنْ شَرْطِ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٍ ،
فَلَمْ يُخْرِجَا حَدِيثَهُ هَذَا فِي الصَّحِيحِ ، وَهُوَ عِنْدَ بَعْضِ
الْحُفَّاظِ غَيْرُ مُحْتَجٍّ بِهِ .
وَفِيهِ عِلَّةٌ أُخْرَى : وَهِيَ أَنَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ مَاتَ فِي
خِلَافَةِ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَصَلَّى عَلَيْهِ
عُمَرُ، وَعُبَيْدُ بْنُ حُنَيْنٍ مَاتَ سَنَةَ خَمْسٍ وَمِائَةٍ ، وَلَهُ خَمْسٌ
وَسَبْعُونَ سَنَةً فِي قَوْلِ الْوَاقِدِيِّ وَابْنِ بُكَيْرٍ، فَتَكُونُ
رِوَايَتُهُ عَنْ قَتَادَةَ مُنْقَطِعَةً ” انتهى .
وقال ابن كثير رحمه الله :
” هذا إسناد غريب جداً ، وفيه نكارة شديدة ، ولعله متلقى من الإسرائيليات ، اشتبه
على بعض الرواة فرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ” .
انتهى من ” جامع المسانيد والسنن ” (7/ 91) .
وقال الألباني رحمه الله في ” ظلال الجنة ” (1/ 249):
” إسناده ضعيف ، والمتن منكر ، كأنه من وضع اليهود ” انتهى .
وقال في ” الضعيفة ” (755) : ” منكر جدا ” .
ومما يدل على نكارته ما رواه البخاري (475) ، ومسلم (2100) عَنِ ابْنِ شِهَابٍ،
عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ ، عَنْ عَمِّهِ : ” أَنَّهُ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَلْقِيًا فِي المَسْجِدِ ، وَاضِعًا إِحْدَى
رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى ) زاد البخاري : ” وَعَنْ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ المُسَيِّبِ، قَالَ: كَانَ عُمَرُ، وَعُثْمَانُ يَفْعَلاَنِ ذَلِكَ ” .
فالحديث المسؤول عنه حديث منكر لا يصح ، وهو أشبه بقول اليهود الذين يفترون على
الله الكذب .
وقد ورد عن قتادة رضي الله عنه حديث آخر صحيح بلفظ : (ل َمَّا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ
خَلْقِهِ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ ) كما سيأتي .
ثانيا :
لم يصح عن الخلال ولا ابن القيم أنهما أجازا أن يقول الرجل : إنّ الله رفع إحدى
رجليه على الأخرى ، وإنما الذي ذكراه هو حديث : ( لَمَّا فَرَغَ اللَّهُ مِنْ
خَلْقِهِ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ ) ، وهو حديث صحيح .
قال ابن القيم رجمه الله :
” وَرَوَى الْخَلَّالُ فِي كِتَابِ السُّنَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ عَلَى شَرْطِ
الْبُخَارِيِّ عَنْ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( لَمَّا
فَرَغَ اللَّهُ مِنْ خَلْقِهِ اسْتَوَى عَلَى عَرْشِهِ )” انتهى من ” اجتماع الجيوش
الإسلامية ” (2/ 107) .
وقال الذهبي رحمه الله :
” حَدِيث قَتَادَة بن النُّعْمَان سمع النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول : (
لما فرغ الله من خلقه اسْتَوَى على عَرْشه ) رُوَاته ثِقَات ، رَوَاهُ أَبُو بكر
الْخلال فِي كتاب السّنة لَهُ ” .
انتهى من ” العلو ” (ص 63) .
أما القاضي أبو يعلى رحمه الله : فقد روى حديث قتادة بن النعمان المنكر ، وقال :
” هَذَا حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ ، وَهُمْ مَعَ ثِقَتِهِمْ شَرْطُ
الصَّحِيحَيْنِ مُسْلِمٍ وَالْبُخَارِيِّ ” .
انتهى من ” إبطال التأويلات ” (ص 189) .
وقول العالم عن إسناد : إن رجاله ثقات لا يعني أنه صحيح ، لأنه قد يكون رجاله ثقات
ولكن أخطأ بعض الثقات في هذا الحديث ، أو يكون الإسناد منقطعا غير متصل ، كما في
هذا الحديث .

والله تعالى أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android
at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android