0 / 0

تشكو من علاقات زوجها المحرمة وأنه يمتنع عن الإنجاب منها ، ويقصر في حقوقها ، ويعتزم السفر وتعليقها دون طلاق .

السؤال: 219166

زوجي يتحدث مع فتيات على النت ، ويطلب منهم التعري تماما أمامه ، ويتعرى هو أيضا أمامهن واكتشفت ذلك مصادفة ، ويجرحني دائما بمقارنتي بمن يراهن على النت ، وهو كان في أوروبا ويعتزم السفر مرة أخرى ، والزواج من أجنبية ، وتركي معلقة بغير طلاق ، ولم أكن أعرف ذلك ، ولمدة عام كامل يمتنع عن الإنجاب مني ، وهو مقصر معي استهتارا بحقوقي ، ورغم ذلك يمنّ علي ، علما بأن أبي يساعد في نفقات بيتي ، أخشى أن يكون زواجي منه زواج متعة ؟ علما بأنه كثير الكذب ، ونادرا ما يصدق ، ولا يعرف المصارحة أنا عمري 34 سنة ، وليس عندي منه أطفال .
حكم الشرع في زواجي ؟ وماذا أفعل ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يبتلي الله عباده في هذه الدنيا بأنواع من المصائب ، والمنغصات ، وفي ذلك حِكَم له سبحانه ، لو تدبرها المسلم لذهب عنه كثير مما يجد من ألم المصيبة .
ولو لم يكن من فوائد هذه المصائب إلا أنها تذكره بفقر الإنسان وحاجته إلى مولاه ، فتخضعه بين يديه ذليلا ، يشكو إليه ما يجد من الكرب والظلم ، فيجد من لذة من العبودية لله سبحانه ما قد يكون سببا لنجاته في الدنيا والآخرة .
ومما يسلي به العبد نفسه في المصائب ، أن يستشعر ما له فيها من تكفير سيئاته ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدِهِ الخَيْرَ عَجَّلَ لَهُ العُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ) رواه الترمذي (2396) ، وصححه الألباني في “صحيح الجامع ” (308) .
ومن رأى مصيبة غيره هانت عليه مصيبته ، فلابد أن يكون غيركِ في هذه الدنيا قد أصيب بمصاب هو أعظم من مصابك ، فاحمدي الله .

وينبغي للمسلم عند المصائب :
1- أن يثق بقدوم فرج الله ، وفي الحديث ( الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ) رواه الإمام أحمد ( 2803 ) ، وصححه محققو المسند .
2- أن يؤمن بقضاء الله وقدره كما قال تعالى ( وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ ) سورة التغابن/ 11 ، قال إبراهيم الحربي ” أجمع عقلاء كل أمة ، أنه من لم يجر مع القدر لم يتهن بعيشه ” .
انتهى من ” صفة الصفوة ” لابن الجوزي (1/512) .
3- وطني نفسك على تقدير أسوأ الاحتمالات مع السعي في تخفيفها قدر الإمكان .
4- قارني البلاء بكثرة نعم الله عليك فهذا مما يهون وقع البلاء في النفوس .

ثانيا:
نحن نفهم الشبهة التي جعلتك تقولين عن نكاحك : إنه ربما كان نكاح متعة ؛ وهي أن هذا الزوج لا يريد أن يعطيك شيئا من حقوقك ـ بحسب كلامك أنت ـ ولا يريد أن ينجب منك ، فقط يريد أن يقضي وطره ، ثم يسافر .
ومعلوم أن هذا وحده لا يجعله عقد متعة ، بل هو زواج شرعي صحيح ، متى كان قد تم بأركان النكاح المعروفة ، وقد تولاه وليك ، وحضره الشهود ، وعلم به الناس .
ويدل لذلك أنك تقولين : إنه يريد أن يسافر من غير أن يطلقك ، ومعلوم أنه لو كان نكاح متعة ، لم يحتج إلى طلاقك ، بل ينتهي العقد بينكما بانتهاء المدة المحددة .
وأما زواج المتعة الباطل في شرع الله : فهو النكاح المؤقت بمدة محددة ، كالسنة أو السنتين ، أو نحو ذلك .
أما إذا لم يكن مؤقتا بمدة محددة مشروطة في صلب العقد أو قبله ، فليس بنكاح متعة .
جاء في ” المغني ” (7/136) : ” نكاح المتعة أن يتزوج المرأة مدة , مثل أن يقول : زوجتك ابنتي شهراً , أو سنة , أو إلى انقضاء الموسم , أو قدوم الحاج ، وشبهه ، سواء كانت المدة معلومة أو مجهولة ، فهذا نكاح باطل ، نص عليه أحمد ، فقال : نكاح المتعة حرام … وهذا قول عامة الصحابة والفقهاء ” انتهى .

وللاستزادة في معرفة الأحكام المتعلقة بنكاح المتعة ، يرجى مراجعة السؤال رقم : (186851) .

ثالثا:
زواج الرجل من امرأة ثانية أمر مباح بشرط العدل ، فإن تيقن عدم العدل أو شك في حصوله حرُم ، قال تعالى ( فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ) سورة النساء/4 .

وإذا كان الزوج يطيل الغيبة في سفره ويترك زوجته معلقة مدة تزيد على ستة أشهر ولم ترض الزوجة بغيابه ذلك ، فإن لها أن ترفع أمرها إلى القاضي ليقوم بمراسلة زوجها وإلزامه بالعودة ، فإن لم يرجع حكم القاضي بما يراه من الطلاق أو الفسخ .
سواء كان سفر الزوج وغيابه بعذر كحاجته إلى المال وعدم وجود عمل له في بلده ، أو كان لغير عذر ، وينظر للاستزادة جواب السؤال رقم : (102311) .

رابعا:
الإنجاب حق مشترك بين الزوجين ، وليس لأحدهما أن يخُصّ نفسه بهذا الحق دون الآخر .
فإذا رغبت الزوجة في الإنجاب فليس للزوج أن يمنعها منه ، ولهذا قرر الفقهاء أن الزوج لا يعزل عن الحرة إلا بإذنها .
فإن أصر على موقفه ، جاز لها طلب الطلاق لرفع الضرر الواقع عليها . ينظر جواب السؤال رقم : (151643) .

خامسا:
أول خطوة في طريق العلاج الصحيح لمشكلتكما : هي إصلاح العلاقة مع الله ، ويكون ذلك من الطرفين ، فمن طرفك : أن تصلحي حالك مع الله بالتوبة والإنابة وكثرة الاستغفار ، فبذلك تستنزل الرحمات ، وتدفع البلايا والسيئات .
ومن جهته بحضه على التوبة وتذكيره بالله واليوم الآخر ، ويكون ذلك بالأسلوب الأنسب الذي يرجى معه الاستماع ، وقد يكون على شكل إهداء شريط ، أو وضعه في السيارة عند بداية مقطع مؤثر ، ونحو ذلك من أشكال الدعوة بالحكمة التي أمر الله عز وجل بها في قوله : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ) سورة النحل/ 125 .

ويحسن بالزوجة أن تتحرى كل ما تُحَسِّنُ به علاقتها بزوجها ، لتزيد من رصيده العاطفي نحوها ، فتظهر له عناية زائدة ، وتبادله الكلمة الطيبة الجميلة ، وتسعى في إرضائه وإسعاده .
والحذر الحذر من اليأس ، أو الكسل عن الدعاء ، فهو من أجل العبادات ، ومن أعظم أسباب حصول المطلوب ، وأحسني الظن بربك عز وجل في كل شيء .

وينبغي لك أن توسطي من أهل العلم والخير والصلاح من ينظر حالكما ، ويسمع من كلا الطرفين ، لتكون مشورته لك واقعية ، تراعي مصلحة دينك أولا ، ومصلحة دنياك ثانيا .

فإن لم يتغير حاله ، ولم يدع ما هو فيه من المنكرات ، ولم يعد لك بحقك الواجب عليه ، فأنت أبصر بأمرك ، إن لم يمكن الصبر على حاله ، وتضررت بفوات حقك ، أو نقصانه ، فوسطي من يفرق بينكما بالمعروف والإحسان ، وإن لم يتجاوب مع مساعي أهل الخير ، فارفعي أمرك للقضاء ، ومن حقك طلب التفريق ، للضرر الحاصل عليك .

يسر الله لك أمرك ، وفرج كربك ، وكشف همك .

والله أعلم .

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android