0 / 0

هل جاء في السنة ما يشير إلى وجود دولة ” أمريكا ” ؟

السؤال: 220423

هل السنة النبوية ذكرت أو ألمحت إلى وجود الدولة التي تعرف ب”أمريكا” في آخر الزمان إطلاقا ؟ وهل الحديث الذي يقول فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ستصالحون الروم صلحا آمنا، فتغزون أنتم وهم عدوا من ورائكم ، فتنصرون وتغنمون وتسلمون ، ثم ترجعون ، حتى تنزلوا بمرج ذي تلول ، فيرفع رجل من أهل النصرانية الصليب ، فيقول: غلب الصليب ، فيغضب رجل من المسلمين فيدقه ، فعند ذلك تغدر الروم وتجمع للملحمة فيثور المسلمون إلى أسلحتهم ، فيقتتلون فيكرم الله تلك العصابة بالشهادة ” مقصود به دولة “أمريكا” بعبارة “عدوا من ورائكم” المذكورة فيه ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
يولع كثير من الناس بالاجتهاد والتأويل لنصوص الشريعة الواردة في الفتن والملاحم وأخبار آخر الزمان ، فيوقعونها على أقوام مخصوصين ، وفي أزمنة معينة ، أو بلاد معينة ، ويكيفونها تكييفا بمحض اجتهاداتهم ، وأكثر هذا يكون من قبيل الظن الكاذب والاجتهاد الخاطئ .
فليحذر المسلم أن يؤول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم باجتهاده وظنه ، فيقع في الكذب عليه ، وتلك من الموبقات ، ويكفيه أن يروي الحديث كما جاء بنصه ، ويذكر كلام أهل العلم فيه ، ويتورع عما سوى ذلك من الاجتهادات والتأويلات والآراء التي لا دليل عليها .
ثانيا :
روى أبو داود (4292) ، وابن ماجة (4089) عَنْ ذِي مِخْبَرٍ، رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( سَتُصَالِحُونَ الرُّومَ صُلْحًا آمِنًا، فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ ، فَتُنْصَرُونَ، وَتَغْنَمُونَ ، وَتَسْلَمُونَ ، ثُمَّ تَرْجِعُونَ حَتَّى تَنْزِلُوا بِمَرْجٍ ذِي تُلُولٍ ، فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ ، فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَدُقُّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ ، وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ ، وَيَثُورُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى أَسْلِحَتِهِمْ ، فَيَقْتَتِلُونَ، فَيُكْرِمُ اللَّهُ تِلْكَ الْعِصَابَةَ بِالشَّهَادَةِ ) وصححه الألباني في ” صحيح أبي داود ” .

وهذا أمر يكون في آخر الزمان ، وأخبار آخر الزمان من الغيب الذي يطلع الله رسله على ما شاء منه ، وقد أخبرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ببعض ما يكون فيه من الملاحم والفتن ، وهذا منها ، والواجب علينا الإيمان به ، وبما جاء فيه ، دون إفراط في فهمه ، وشطط في تأويله ، فنقر به على وجهه ، ولا نُعمل عقولنا واجتهاداتنا وتصوراتنا إلى حد الشطط .
وقوله صلى الله عليه وسلم : ( فَتَغْزُونَ أَنْتُمْ وَهُمْ عَدُوًّا مِنْ وَرَائِكُمْ ) :
قال السندي رحمه الله في حاشيته على ابن ماجة (2/ 520):
” أَيْ: عَدُوًّا آخَرَ بِالْمُشَارَكَةِ وَالِاجْتِمَاعِ ، بِسَبَبِ الصُّلْحِ الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ ، أَوْ أَنْتُمْ تَغْزُونَ عَدُوَّكُمْ وَهُمْ يَغْزُونَ عَدُوَّهُمْ بِالِانْفِرَادِ ” انتهى .

ولم يبين النبي صلى الله عليه وسلم من هم هؤلاء العدو ، وإنما قال ( عدوا من ورائكم ) هكذا بالتنكير ، وما جاء منكّرا فإنه يبقى على حاله من التنكير حتى يأتي تأويله .
والقول بأن هذا العدو هو ” أمريكا ” قول لا دليل عليه ، ولم يقله أحد من أهل العلم ، ممن شهد أمريكا ، أصلا ، فلا تعويل عليه .
لكن يكفي أن نعرف أن “أمريكا” : من جملة الروم ، كما أن أوروبا كذلك ؛ لكن من المقصود بالحديث ، ومن سيكون منهم في آخر الزمان ، في وقت الملحمة ؟
هذا أمر لم يبين لنا ، ولا علم عند الناس به ، ومن العلم : أن يقول الرجل لما لا يعلم ؛ لا أعلم .

وينظر للفائدة جواب السؤال رقم : (128682) .
والله تعالى أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android