0 / 0
36,89711/08/2014

هل تترك خطيبها لأنه بخيل؟

السؤال: 220658

أريد استشارتكم في أمري ، أنا عمري 24 سنة متخرجة ، -والحمد لله – على دين ، وأخشى الله ، مشكلتي أنه تقدم لخطبتي في رمضان الفارط جارنا الذي يفوقني بخمسة عشرة سنة ، ولم يكن بيننا أي علاقة في السابق ، هو إنسان محترم جداً ، وعلى خلق وملتزم أخلاقياً، ويخاف الله ، ومقيم لصلاة ، وفي علاقته معي محترم جداً، المشكلة الوحيدة أنه بخيل ، فنحن من عادة الخاطب أن يعين خطيبته ولو بالقليل والبسيط ، ورغم أن ظروفي المادية صعبة جداً ، فلا أجرؤ أن أطلب منه شيئا ، مع العلم أنه يعمل مهندسا وظروفه المادية جيدة جداً ، كل ليلة أنام وأنا أبكي ، أقول سبحان الله هل أتركه رغم تدينه لأنه بخيل ، أم أصبر .
فما نصيحتكم لي بخصوص هذا الأمر ؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وبعد.

أولا :
البخل صفة مذمومة ، وقد جاء ذمه في نصوص الكتاب والسنة .
حتى روى البخاري في ” الأدب المفرد ” (296) عَنْ جَابِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( مَنْ سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ ؟ ) قُلْنَا: جُدُّ بْنُ قَيْسٍ ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ ، قَالَ: ( وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ ) ، وصححه الألباني في ” صحيح الأدب المفرد ” .
ولكن ما ذكرتيه ليس كافيا في وصف الخاطب بالبخل فقد يكون غير منتبه إلى أنه ينبغي أن يقدم الخطيب لخطيبته بعض الهدايا والأموال مراعاة للعرف السائد في بلادكم ، أو يرى أنه لا ضير عليه من مخالفة هذا العرف ، ونحو ذلك من الأعذار ، فالحكم على الشخص بأنه بخيل لا يكون من موقف واحد ، بل لابد من تعدد المواقف حتى يمكن الحكم عليه حكما صحيحا .
ويمكنك – عن طريق وليك- السؤال عنه وعن علاقته مع أهله في البيت ومع أصحابه ، ويمكن مصارحته في هذا الأمر ولكن ليس عن طريقك أنت ، ثم بعد ذلك إن تبين لك أنه ليس بخيلاً فننصحك بقبوله وقد ذكرت أنه على خلق ودين .
أما إن ظهر لك أنه بخيل فالنصيحة لك أن تفسخي تلك الخطوبة ، لأن داء البخل من أسوأ الأدواء والصفات السيئة التي يوصف بها الإنسان وقد حذر العلماء والأئمة من معاشرة البخيل ومعاملته .
قَالَ حُبَيْشُ بْنُ مُبَشِّرٍ الثَّقَفِيُّ الْفَقِيهُ : ” قعدت مَعَ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنِ مَعِينٍ ، وَالنَّاسُ مُتَوَافِرُونَ فَأَجْمَعُوا أَنَّهُمْ لَا يَعْرِفُونَ رَجُلًا صَالِحًا بَخِيلًا ” .
وَقَالَ بِشْرُ بْنُ الْحَارِثِ الْحَافِي – رَحِمَهُ اللَّهُ -: ” لَا تُزَوِّجْ الْبَخِيلَ وَلَا تُعَامِلُهُ “.
وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ فِي تَرْجَمَةِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ : ” كَانَ ذَا عَقْلٍ وَدِينٍ وَلِسَانٍ وَبَيَانٍ وَفَهْمٍ وَذَكَاءٍ وَحَزْمٍ غَيْرَ أَنَّهُ كَانَ يُنْسَبُ إلَى الْبُخْلِ وَهُوَ دَاءٌ دَوِيٌّ يَقْدَحُ فِي الْمُرُوءَةِ “.
” الآداب الشرعية ” (3/ 313) .
وتراجع للفائدة الفتوى رقم : (197267) .
والله أعلم .

هل انتفعت بهذه الإجابة؟

المصدر

موقع الإسلام سؤال وجواب

at email

النشرة البريدية

اشترك في النشرة البريدية الخاصة بموقع الإسلام سؤال وجواب

phone

تطبيق الإسلام سؤال وجواب

لوصول أسرع للمحتوى وإمكانية التصفح بدون انترنت

download iosdownload android